بلغت قيمة عجز الميزان التجاري للصين أمام روسيا 38 مليار دولار العام الماضي، في ظل ارتفاع أسعار الطاقة العالمية مع نشوب الحرب في أوكرانيا.
وذكرت الهيئة العامة للجمارك في الصين أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم اشترى من روسيا بضائع بقيمة 114.1 مليار دولار في 2022 بزيادة نسبتها 44 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق عليه.
وبالمقارنة، ارتفعت واردات الصين من باقي دول العالم بنسبة 1.1 في المئة فقط العام الماضي، بحسب وكالة "بلومبيرغ" للأنباء.
وارتفعت الصادرات الصينية إلى روسيا بنسبة 13 في المئة لتصل إلى 76.1 مليار دولار، مما أدى إلى اختلال الميزان التجاري بين البلدين لصالح روسيا.
وبعد العقوبات التي فرضتها مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى والدول الأوروبية على روسيا رداً على الحرب التي تشنها في أوكرانيا، أصبحت الصين، جنباً إلى جنب مع الهند وتركيا، من المشترين الرئيسين للنفط الخام الروسي في العالم.
وعلى رغم أن الصين لم تفرض سقفاً لأسعار النفط الذي تحصل عليه من روسيا مثلما فعلت الولايات المتحدة وحلفاؤها، فإن بكين تحصل على تخفيضات ضخمة على مشترياتها من النفط الروسي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وارتفعت أسعار النفط في التعاملات المبكرة، الخميس، مواصلة مكاسب الجلسة السابقة مع تحسن توقعات الطلب في الصين وتزايد المخاوف في شأن تأثير العقوبات على الإمدادات الروسية.
وارتفع خام برنت 50 سنتاً، أو 0.6 في المئة، إلى 83.17 دولار للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 50 سنتاً أيضاً، أو 0.7 في المئة، إلى 77.91 دولار للبرميل.
وارتفع كلا الخامين القياسيين ثلاثة في المئة في جلسة الأربعاء، ليستقرا عند أعلى مستوياتهما منذ 30 ديسمبر (كانون الأول).
وتعيد الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، فتح اقتصادها بعد انتهاء القيود الصارمة لمكافحة انتشار فيروس كورونا، مما يعزز التفاؤل بأن الطلب على الوقود سينمو في عام 2023.
وقالت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات إن الإنتاج الصناعي الصيني من المتوقع أن ينمو 3.6 في المئة في عام 2022 عن العام السابق، على رغم تعطل الإنتاج والخدمات اللوجيستية جراء قيود "كوفيد-19".
وتستعد السوق لقيود إضافية تستهدف مبيعات منتجات الوقود الروسية المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في فبراير (شباط)، إذ يواصل الاتحاد الأوروبي العمل على فرض مزيد من العقوبات على موسكو بسبب غزو أوكرانيا.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية إن الحظر المقبل من الاتحاد الأوروبي على الواردات المنقولة بحراً من المنتجات البترولية الروسية في الخامس من فبراير قد يكون أكثر تأثيراً من ذلك الذي فرضه الاتحاد على واردات النفط الخام المنقولة بحراً من روسيا في ديسمبر 2022.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك إن منتجي النفط الروس لم يواجهوا أي صعوبات في تأمين صفقات تصدير على رغم العقوبات الغربية وسقوف الأسعار.
ودخل سقف السعر الدولي المفروض على مبيعات الخام الروسي حيز التنفيذ في الخامس من ديسمبر.
بيع وشراء اليوان ببورصة موسكو
بدأت روسيا في بيع وشراء اليوان والعملات الأجنبية الأخرى في بورصة موسكو، في إطار آلية ميزانية تهدف إلى عزل الاقتصاد عن تقلبات أسعار النفط.
وأفادت وكالة "بلومبيرغ" للأنباء بأنه مع تداول النفط الخام الروسي بخصومات كبيرة في ظل سقف السعر الذي فرضته مجموعة الدول السبع بسبب غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا، فإن الإيرادات تعد أقل من الهدف المحدد في الميزانية، وستبدأ وزارة المالية بمبيعات من صندوق الثروة الخاص بها لتغطية الإنفاق.
وقالت وزارة المالية إنها ستبيع 54.5 مليار روبل (785 مليون دولار) من النقد الأجنبي بموجب الآلية، خلال الفترة من 13 من يناير (كانون الثاني) حتى السادس من فبراير المقبل.
وحذرت الوزارة من أن المبيعات قد تزيد في المستقبل، في ظل المخاطر التي تتعرض لها أهداف الإيرادات من مبيعات الغاز الطبيعي.