تقول أليسون كينايرد البالغة من العمر 73 سنة، التي أنجزت أعمالاً للعائلة المالكة والمعارض والمتاحف المرموقة، إن رفضها من قبل مدرسة الفنون كان "أفضل شيء حدث لي على الإطلاق".
بعد عامين من صدمة الرفض، كانت أليسون في إجازة عائلية في فوريس، بمنطقة موراي شمال اسكتلندا، عندما صادفت استوديو صغيراً كان يقيم ورشة عمل مفتوحة للنقش على الزجاج. وكانت هذه لحظة حاسمة شعرت معها بأن قدرها يدفعها للذهاب إلى الداخل.
هنا قابلت نقاش الزجاج هارولد غوردون، وسرعان ما أصبحا صديقين.
وتقول أليسون في تقرير لـ"بي بي سي اسكتلندا" إن عائلتها بعد الإجازة عادت إلى إدنبرة فيما قررت هي البقاء للعمل مع هارولد، لافتةً "كان لديه مخرطة ثانية يمكنني العمل عليها وأطلعني على أساسيات التدوير".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتصف شعورها في تلك اللحظات "أتذكر أنني كنت أعتقد أنه كان سحرياً. لقد كان دقيقاً وجميلاً للغاية وانجذبت إلى أجواء العمل على الفور".
في جامعتها، التي رفضت قبولها في قسم الفن، وحيث كانت تتابع دراسات في علم الآثار والدراسات السلتية، تمكنت أليسون من الحصول على الإذن لاستخدام المخرطة الموجودة في قسم الحرفيات، وهكذا تابعت ممارسة هوايتها التي بدأت تتحول إلى اهتمامها الأساسي في حياتها.
وعندما لاحظ والداها مدى جدية تعاملها مع فن النقش على الزجاج، اشتروا لها مخرطة من ألمانيا. وخصصت كوخهم في حديقة منزلهم في إدنبرة ليكون ورشة عملها.
هناك بدأت في صنع الأكواب والأواني كهدايا زفاف للأصدقاء. ثم عرضت بعض أعمالها في مركز الحرف الاسكتلندي في الوسط التجاري في إدنبرة.
وتقول أليسون إن معروضاتها بدأت تجذب أنظار الناس و"بدأت تصلها طلبيات جديدة ومتنوعة".
بعد ذلك بعامين، في سن الـ 24، افتتحت استوديو خاصاً بها في الحي التجاري.
منذ ذلك الحين تم تكليفها نقش كأس للملكة الأم الراحلة، ووعاء لحفل زفاف تشارلز وديانا، وقرص أزرق لإمبراطور اليابان ونافذة تضم صور المانحين في معرض الصور الاسكتلندية.
وتعرض أعمالها أيضاً في المتحف الوطني في اسكتلندا - بما في ذلك عمل "متاهة" الذي يدور حول البحث عن مسار في الحياة - إضافة إلى صالات العرض والمجموعات الخاصة في جميع أنحاء العالم.
وتعمل أليسون الآن من منزلها في ميدلوثيان، بالقرب من إدنبرة، وقد أصبحت واحدة من أبرز فناني الزجاج والنقاشين في العالم.
وتقول الأم لطفلين، إنها لن تتقاعد أبداً.
إنها تستخدم التقنية التقليدية للنقش بالعجلات النحاسية وهي النحاتة الوحيدة التي تضيء قطعها الفنية باستخدام مصابيح الليد. وتقول في هذا الصدد "خطوت خطوة كبيرة إلى الأمام عندما اكتشفت كيف أدخل الضوء من خلال الزجاج".
وأوضحت "كانت المتاحف وصالات العرض تعرض عملي بشكل سيئ للغاية. كانوا يضعونه أمام حائط أبيض أو بأضواء في المقدمة". وتكمل "من خلال إضاءة الحواف، وجدت أن الضوء يمر عبرها. النقش يقطع الضوء وهو محاصر هناك. لا أحد يعرف كيف أفعل ذلك بالضبط".
وحول انتشار أعمالها حول العالم تقول إنه لشرف عظيم أن يكون عملها جزءاً من مؤسسة رائعة مثل معرض الصور الاسكتلندي، لافتةً "سيكون هناك إلى الأبد ويمنحني هذا شعوراً غير واقعي إلى حد ما".
وتضيف "من المثير أيضاً التفكير بأن عملي موجود في مجموعات مهمة مثل المجموعات الملكية. إنه أمر رائع حقاً".