توجّه الخميس عشرات ملايين الأشخاص في الصين إلى قراهم قبل بدء الاحتفالات بالسنة القمرية الجديدة، على رغم تعبير الرئيس شي جينبينغ عن "قلقه" من قدرة الأرياف على مواجهة انتشار "كوفيد-19".
وخروج الأشخاص من مدن كبيرة تواجه تفشياً واسعاً لـ"كوفيد-19" قد يتسبب بطفرة إصابات في الأرياف التي تعاني من نقص في التجهيزات.
وحتى يوم الأربعاء، كان قد سافر 480 مليون شخص داخل الصين منذ السابع من يناير (كانون الثاني)، بحسب مسؤولين، وهي زيادة كبيرة مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي.
زحمة في المحطات
ووجدت حشود ضخمة الخميس في محطات القطارات المركزية في بكين وشنغهاي، حيث قال كثير من المسافرين لوكالة الصحافة الفرنسية إنهم سعداء بالعودة إلى قراهم التي لم يتمكّن بعضهم من زيارتها لسنوات.
وقال العامل في مدينة شنغهاي تشين، وهو عائد إلى دياره في مدينة وينتشو في جنوب شرقي البلاد، "لم أعد أكترث... العام الماضي، كنت شديد التريّث، وهذا العام أشعر بشجاعة أكبر".
وقال رين، وهو مدير أعمال بعض المؤثرين على شبكات التواصل الاجتماعي، "لم أعد إلى مسقط رأسي منذ ثلاثة أعوام". وأوضح، "بسبب كوفيد-19، لم يكن راتبي مرتفعاً، وأحياناً لا يمكنني حتى أن أذهب إلى العمل". وأضاف، "أريد أن أكون مع عائلتي. لا يهمّ إذا كنت أملك المال أم لا، أريد أن أراهم". وتابع، "ما سأفعله بالتأكيد حين أصل إلى المنزل هو أن أعانق أمي وأبي".
وبدا آخرون قلقين أكثر بشأن تفشي الفيروس، فكانت شابتان في العشرينات من العمر ترتديان بزات حماية. وقالت إحداهما، "نحن قلقات بعض الشيء من تفشي الفيروس أكثر خلال ذروة السفر في السنة الصينية الجديدة".
شي قلق
وعبّر الرئيس الصيني شي جينبينغ هو أيضاً عن مخاوفه من تأثير تفشي الوباء على الأرياف خلال فترة الأعياد.
ودافع شي عن سياسته "صفر كورونا"، التي جرى التخلي عنها الشهر الماضي، بسبب الأضرار التي لحقت بالاقتصاد والاحتجاجات غير المسبوقة، التي أثارتها على مستوى البلاد، قائلاً إنها كانت "الخيار الصحيح".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأبلغ شي مسؤولين محليين في سلسلة مكالمات، أمس الأربعاء، قبل عطلة رأس السنة الصينية عن قلقه في شأن الوضع الصحي في المناطق النائية.
ونقلت وكالة "شينخوا" للأنباء عن شي قوله "إنه قلق بشكل أساسي في شأن المناطق الريفية وسكان الريف بعد أن عدلت البلاد إجراءات الاستجابة لكورونا".
وأضافت أنه "شدد على بذل الجهود لتحسين الرعاية الطبية للفئات الضعيفة المعرضة للإصابة بالفيروس في المناطق الريفية".
ولفت شي، بحسب الوكالة، إلى أن "الوقاية من الوباء ومكافحته دخلتا مرحلة جديدة، ونحن لا نزال في فترة تتطلب جهوداً كبيرة". مشدداً على ضرورة "معالجة النواقص في الوقاية من الأوبئة في المناطق الريفية".
مكافحة التضليل
وبعد شهر مرهق ارتفع فيه عدد الإصابات بكورونا في جميع أنحاء الصين، قالت الحكومة إنها ستكثف جهودها لتهدئة "المشاعر السلبية" على الإنترنت بشأن تفشي الفيروس.
وأطلقت الهيئة الناظمة للفضاء الرقمي في الصين حملة الأربعاء لإلغاء "الروايات الملفقة حول تجارب مرضى" المنتشرة على الإنترنت، ولزيادة "تصحيح الشائعات المتعلقة بالوباء على الإنترنت".
وأشارت الهيئة إلى أن هدف الحملة هو التخلص من العناصر التي "تضلل الجمهور وتسبب الذعر الاجتماعي".
وقدّرت شركة تحليل المخاطر الصحية "إيرفينيتي" أن يبلغ عدد الوفيات اليومية بـ"كوفيد-19" في الصين ذروته عند نحو 36 ألف وفاة خلال عطلة رأس السنة القمرية الجديدة.
والسبت، أعلنت الصين أنها سجلت على الأقل 60 ألف وفاة على صلة بالفيروس منذ رفعت القيود الصحية قبل شهر.
والأسبوع الماضي، انتقدت منظمة الصحة العالمية تعريف الصين الجديد "الضيق جداً" للوفيات الناجمة عن كورونا. ولطالما شكّكت منظمة الصحة العالمية في موثوقية ما توفّره بكين من بيانات حول الوباء.
من أكبر الهجرات
وتوقعت سلطات النقل تسجيل أكثر من ملياري رحلة خلال 40 يوماً بين شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط)، أي نحو ضعف رقم العام الماضي و70 في المئة من مستويات ما قبل الوباء.
وذكرت وسائل إعلام رسمية أن 30.2 مليون شخص سافروا في جميع أنحاء البلاد الأربعاء فقط.
ويُخشى أن تؤدي حركة الانتقالات الهائلة هذه التي تصنف من أكبر الهجرات في العالم إلى زيادة الإصابات بالفيروس في الريف الصيني الذي يعاني نقص الموارد.
ورفعت بكين الشهر الماضي سياستها المتشددة في ما يتعلق بالفيروس، حيث ألغت فرض عمليات إغلاق صارمة وإجراء اختبارات جماعية إلزامية.
ودافع شي عن هذه السياسة، الأربعاء، مشدداً على أن استراتيجية "صفر كورونا" كانت "الخيار الصحيح"، وسمحت للبلاد بمكافحة "جولات عدة من تفشي المتحورات".