زار مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث الرياض الاثنين، حيث التقى نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان وبحث معه سبل "دعم السعودية للحل السياسي في اليمن"، وذلك بعد إعلان الأمم المتحدة في وقت سابق من اليوم ذاته إن أطراف حرب اليمن اتفقت على إجراءات جديدة لفرض وقف إطلاق النار وتيسير انسحاب القوات من ميناء الحديدة.
وأوضحت المنظمة الدولية في بيان، أن ممثلي جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران وحكومة اليمن المعترف بها دولياً وتدعمها السعودية اجتمعوا على متن سفينة تابعة للأمم المتحدة في البحر الأحمر حيث أجروا محادثات خلال يومي الأحد والاثنين.
"خارج التوترات"
وأكد غريفيث من جهته، خلال لقائه نائب وزير الدفاع السعودي أنه يسعى إلى إبقاء اليمن خارج التوترات في المنطقة.
وكتب مكتب غريفيث في تغريدة على "تويتر"، "ناقشنا سبل إبقاء اليمن خارج التوترات الإقليمية، وإحراز التقدّم في تنفيذ اتفاق ستوكهولم ودعم المملكة العربية السعودية لعملية السلام".
وأكد البيان أن المبعوث الدولي إلى اليمن عقد اجتماعاً "مثمراً" مع الأمير خالد، نجل العاهل السعودي سلمان عبد العزيز.
وبعدها، التقى غريفيث الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في الرياض للمرة الأولى منذ اتهمه الأخير بالانحياز إلى المتمرّدين الحوثيين.
وذكر مكتب غريفيث نقلاً عنه في تغريدة أخرى على "تويتر"، "أنهيت لتوّي اجتماعاً مع الرئيس هادي. إنني ممتن له ولحكومته على التزامهما اتفاق ستوكهولم، كما أقدّر دعمه الشخصي لإيجاد حلّ سياسي للنزاع في اليمن".
وكان هادي وجّه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مايو (أيار) الماضي، اتّهم فيها غريفيث بالانحياز للمتمرّدين الحوثيين، بينما رفض غوتيريش هذه الاتهامات.
طائرتان من دون طيار
في غضون ذلك، أعلن التحالف الذي تقوده الرياض في اليمن مساء الاثنين، اعتراض وإسقاط طائرتين من دون طيار أُطلقت باتجاه مدينة خميس مشيط الواقعة في منطقة عسير جنوب غربي السعودية.
وقال بيان للتحالف نشرته وكالة الأنباء السعودية إن "عملية الاعتراض والإسقاط للطائرتين، نتج منها سقوط الشظايا والأجزاء في أحد الأحياء السكنية ما تسبب بأضرار طفيفة في أحد المباني السكنية وبعض المركبات"، مشيراً إلى عدم وقوع ضحايا. وتتهم السعودية إيران بتزويد الحوثيين بأسلحة متطورة وهو ما تنفيه طهران.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
آلية لوقف النار
وتأتي لقاءات غريفيث بينما أنهت اللجنة المشتركة المكلّفة تطبيق اتفاق السويد حول محافظة الحديدة اليمنية، اجتماعاً على متن سفينة في عرض البحر بحضور ممثّلين للمتمردين والحكومة والأمم المتحدة، هو الأول منذ فبراير (شباط) الماضي.
وذكرت اللجنة في بيان أنه "بعد تزايد انتهاكات وقف إطلاق النار في الفترة الأخيرة، حرص الطرفان على إيجاد سبل للحد من التصعيد. واتفقا على تفعيل آلية وتدابير جديدة من أجل تعزيز وقف النار والتهدئة في أقرب وقت ممكن". وأضاف البيان أن اللجنة "أنهت أعمالها التقنية وهي بانتظار قرار القيادات السياسية المعنية للمباشرة بالتنفيذ"، مؤكدةً أن "التفاهم على قوات الأمن المحلية والسلطة المحلية والموارد المالية هي من المسائل المعلقة والتي تجب معالجتها على المستوى السياسي".
ويقوم عمل اللجنة على مراقبة تنفيذ "اتفاق السويد" الذي ينص على الانسحاب من موانئ محافظة الحديدة الثلاثة ومن مركزها، مدينة الحديدة، وعلى وقف إطلاق النار.
وأعلنت بعثة الأمم المتحدة في الحديدة في مايو الماضي، أن المتمردين سلّموا موانئ المحافظة إلى "خفر السواحل"، في عملية تمت من جانب واحد.
ورفضت الحكومة اليمنية الإقرار بمغادرة المتمردين للموانئ، متّهمةً إياهم بتسليمها لعناصر تابعين لهم بلباس مدني.
ويتصاعد التوتر في منطقة الخليج منذ مايو الماضي، وتفاقم مع تعرض ناقلات نفط في الخليج لهجمات اتهمت الولايات المتحدة إيران بالوقوف خلفها على الرغم من نفي طهران، وسط تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز على خلفية العقوبات الأميركية عليها.
وكثّف المتمردون الحوثيون هجماتهم بصواريخ وطائرات من دون طيار عبر الحدود السعودية في الأسابيع الأخيرة.
وأدت ثلاثة من تلك الهجمات إلى مقتل شخص على الأقل وجرح 56 آخرين في السعودية منذ 12 يونيو (حزيران) الماضي، وفق السلطات السعودية.