قالت مصادر مطلعة إن وزارة العدل الأميركية تستعد لمقاضاة شركة "غوغل" لخدمات التكنولوجيا والإنترنت، المملوكة لمجموعة "ألفابت"، اليوم الثلاثاء، بسبب سيطرة "غوغل" على سوق الإعلانات الرقمية في الولايات المتحدة.
وواجهت الشركة خلال الفترة الماضية مجموعة من القضايا في أكثر من قارة، نتيجة احتكارها لخدمات الإعلان على محرك البحث الخاص بها، إضافة إلى احتكار نظام تشغيل الهواتف الذكية (أندرويد).
ونقلت وكالة "بلومبرغ" للأنباء عن المصادر القول إن من المتوقع إقامة الدعوى أمام إحدى المحاكم الاتحادية الأميركية مطلع الأسبوع المقبل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وستكون هذه الدعوى هي ثاني قضية احتكار تقيمها وزارة العدل الأميركية ضد "ألفابت"، ففي أكتوبر (تشرين الأول) 2020 اتهمت الوزارة شركة "غوغل" باحتكار خدمة البحث العام على الإنترنت وإعلانات البحث وأسواق الإعلانات النصية على مواقع البحث العامة، ومن المنتظر بدء نظر القضية في الخريف المقبل.
يذكر أن "غوغل" تدير خدمة شراء الإعلانات للمعلنين وخدمة بيع الإعلانات لصالح الناشرين، إضافة إلى خدمة تبادل تجاري تتيح للجانبين إتمام تعاملاتهم عبر مزايدات سريعة.
من ناحيتها تقول "غوغل" إن سوق الإعلانات على الإنترنت مزدحمة بالشركات العاملة وتشهد منافسة قوية.
وضع احتكاري في الهند
خلال شهر يناير (كانون الثاني) الحالي أيضاً بدأت محكمة استئناف الشركات الهندية المعنية بنظر دعاوى الاحتكار نظر استئناف شركة التكنولوجيا الأميركية "غوغل" ضد أمر هيئة حماية المنافسة ومكافحة الاحتكار الهندية بتغريم الشركة بتهمة إساءة استغلال الوضع المسيطر للشركة في سوق نظام تشغيل الهواتف الذكية (أندرويد).
في الوقت نفسه رفضت المحكمة تقديم أي إعفاء لشركة "غوغل" من العقوبة وأمرتها بدفع 10 في المئة من قيمة الغرامة لحين صدور حكم نهائي، بحسب وكالة "بلومبرغ" للأنباء.
كانت هيئة حماية المنافسة ومكافحة الاحتكار قد قررت تغريم "غوغل" 13.4 مليار روبية (162 مليون دولار أميركي) بتهمة إساءة استغلال الوضع المسيطر لنظام التشغيل (أندرويد).
وفرضت هيئة حماية المنافسة في الهند الغرامة على شركة "ألفابت"، الشركة الأم لـ "غوغل"، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بسبب سوء استغلال الدور المهيمن لنظام تشغيلها "أندرويد" من أجل تعزيز نشاطها الخاص بالبحث الإلكتروني.
وقالت الهيئة في ذلك الوقت إن تطبيقات "غوغل" المثبتة سلفاً ستشجع المستخدمين على استخدام محرك البحث "غوغل".
وأمرت اللجنة "غوغل" بإجراء تعديلات، بما يشمل توفير القدرة على إزالة تطبيقات "غوغل".
وتعد الهند ثاني أكبر دول العالم من حيث عدد السكان، سوقاً مهمة للنمو بالنسبة إلى "غوغل" وشركات وادي السيليكون الأميركية الأخرى، كما أن الهواتف التي تعمل بنظام "أندرويد" هي الأكثر شعبية في البلاد.
غرامة قياسية في الاتحاد الأوروبي
تعتزم "غوغل" الطعن على الغرامة القياسية البالغة 4.3 مليار يورو (4.5 مليار دولار) التي فرضتها عليها المفوضية الأوروبية بدعوى إساءة استغلال سيطرة نظام التشغيل "أندرويد" المملوك لها على سوق تشغيل الهواتف المحمولة.
وأشارت وكالة "بلومبرغ" للأنباء إلى أن المحكمة الأوروبية الأقل درجة أيدت تقريباً قرار المفوضية الأوروبية ضد "غوغل" عندما أصدرت في سبتمبر (أيلول) الماضي حكماً بخفض الغرامة إلى 4.1 مليار يورو.
وقالت "غوغل" في بيان إن هناك أجزاء في القرار تحتاج إلى توضيح قانوني مضيفة أن "’أندرويد‘ يوفر خيارات للجميع، ويدعم على الأقل آلاف الشركات الناجحة في أوروبا ومختلف أنحاء العالم".
وأضافت "بلومبرغ" أن قضية نظام التشغيل "أندرويد" واحدة من ثلاث قضايا شكلت أبرز جهود مفوضة حماية المنافسة ومكافحة الاحتكار الأوروبية مارغريت فيستاجر لكبح القوة المتزايدة لشركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة على الأسواق.
وغرمت المفوضية الأوروبية شركة "غوغل" المملوكة لشركة "ألفابت" أكثر من ثمانية مليارات يورو منذ بدء التحقيقات في ممارسات الشركة التي تمتلك أشهر محرك بحث على الإنترنت إلى جانب نظام التشغيل "أندرويد" ومتصفح الإنترنت كروم.
الاستغناء عن 12 ألف موظف
ذكرت شركة "ألفابت" أنها ستستغني عن حوالى 12 ألف وظيفة، أي أكثر من ستة في المئة من قوتها العاملة بمختلف أنحاء العالم، لتصبح أحدث الشركات العملاقة في مجال التكنولوجيا، التي تخفض التكاليف، بعد سنوات من النمو الواسع والتوظيف.
وقال الرئيس التنفيذي سوندار بيتشاي للموظفين، في رسالة بالبريد الإلكتروني، الجمعة الماضية، إن التقليص سيؤثر في الوظائف عالمياً، وعبر الشركة بأكملها، مشيراً إلى أنه يتحمل "المسؤولية الكاملة عن القرارات، التي قادتنا إلى هنا"، بحسب وكالة "بلومبرغ" للأنباء.
وارتفعت أسهم شركة "ألفابت" بنسبة 1.8 في المئة، في سوق الأوراق المالية في نيويورك في يوم الإعلان عن هذا الخفض، بعد أن تراجعت بنحو 30 في المئة، خلال العام الماضي 2022.
وبعمليات التسريح التي أعلنت، تنضم "غوغل" إلى شركات عملاقة أخرى في مجال التكنولوجيا، خفضت بشكل كبير من عملياتها، وسط تراجع الاقتصاد العالمي وارتفاع التضخم.
كانت شركات "ميتا بلاتفورمز" و"تويتر" و"أمازون" قد خفضت جميعاً عدد موظفيها.