إذا أصبح أرسنال بطلاً قد يسوق البعض الأمر على أنه خامس لقب للدوري الإنجليزي الممتاز تفوز به إدارة بيب غوارديولا، بينما يمكن النظر إلى ميكيل أرتيتا، المدير الفني لأرسنال على أنه وحش فرانكشتاين في سباق اللقب، الذي صنعه غوارديولا وأصبح بمثابة خصمه.
كان أرتيتا مساعداً لغوارديولا عندما فاز مانشستر سيتي بلقب الدوري برصيد 100 نقطة في موسم واحد، والآن في منتصف الطريق نحو اللقب يمتلك أرسنال 50 نقطة، ويبدو أن غوارديولا علمه ووجهه وشجعه لكنه لم يبقه إلى جانبه.
وقال غوارديولا رداً على سؤاله حول رحيل أرتيتا، "أراد ميكيل المغادرة، فماذا تريدني أن أقول؟ هل أربطه هنا وأقول له لا لن ترحل، كان قلب أرتيتا في أرسنال، النادي الذي كان قائداً له".
وتذكر غوارديولا أن أرتيتا كان واضحاً خلال فترته في استاد الاتحاد، قائلاً "عندما كان سيتي يهز شباك أي منافس كان دائماً يقفز ويحتفل، ما عدا ضد فريق واحد، هو أرسنال".
الآن يمكن لأرتيتا القفز من الفرح بحرية أكبر نظراً إلى تفوق أرسنال، ومع ذلك إذا كان تأثير غوارديولا واضحاً في صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز والدوري الإسباني ودوري البطولة الإنجليزية، حيث تتصدر فرق سبق لمدربيها اللعب تحت قيادة غوارديولا هم أرتيتا وتشابي وفينسنت كومباني، فإنه يصر على أن الفضل في أي شيء من هذه النجاحات لا ينبغي أن يرجع إليه.
يزور أرسنال استاد "الاتحاد"، اليوم الجمعة، في كأس الاتحاد الإنجليزي، وإذا كان غوارديولا قد جادل منذ فترة طويلة أن يورغن كلوب هو أصعب منافس في مسيرته الإدارية، فإن التحدي الأكبر الآن هو من جانب زميله السابق، ومع ذلك فقد نأى بنفسه عن التقدم الدراماتيكي.
وقال غوارديولا "ما أراه في أرسنال يعود إلى ميكيل ورجاله، أود أن أقول نعم كل ما يفعلونه بسبب ما علمته له، لكن هذا هراء، عمري 52 سنة، لم أتدرب في أرسنال إلا ليوم واحد، عندما سمحوا لنا بالتدريب في ملعبهم قبل الفوز بدوري أبطال أوروبا ضد مانشستر يونايتد في عام 2011، هذه هي المرة الوحيدة التي قضيت فيها وقتاً في مركز تدريب أرسنال، عذراً ليونايتد".
لقد كان ذلك تذكيراً بسيرته الذاتية اللامعة، ووفقاً لمنطقه، فإن ألقابه الـ10 في الدوري وكأسي دوري أبطال أوروبا اللتين أحرزهما كمدرب هي إلى حد كبير تنسب إليه واحده، بينما يصر هو على تقديس بطله ومدربه السابق في برشلونة يوهان كرويف. أضاف غوارديولا "أكبر من أثر في هو يوهان كرويف، لكنني تعلمت أشياء كثيرة، كنت في ألمانيا وتعلمت أشياء كثيرة باللعب مع فيليب لام أو ديفيد ألابا، أتعلم كثيراً من خلال تدريب هالاند الآن وقبل ذلك مع ليونيل ميسي، والأمر مختلف تماماً، وهذا هو السبب في أن ما يفعله أرسنال يخصه وحده".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الحجة المضادة هي أن أرتيتا أخذ أفكار غوارديولا وبعض لاعبيه كذلك، ومثال أولكسندر زينتشينكو، الذي تحول من لاعب خط وسط إلى ظهير أيسر في مانشستر لكنه تعلم أسلوب الاستحواذ في السيتي وأرسنال على غرار لام وألابا مع بايرن ميونيخ بقيادة غوارديولا، وهو مثال على ذلك.
ويبدو أن أرتيتا اقتبس كثيراً من مديره السابق، حيث قال غوارديولا "إنهم يلعبون بأجنحة متقدمة مثلنا، لكن كل المنهجية والتنفيذ والشخصية والعقلية والقطع الثابتة وألف مليون شيء آخر هي أشياء تنتمي إليهم".
وإذا خلف أرسنال سيتي كبطل للدوري الإنجليزي، فقد يعاقب غوارديولا على نجاحه كمطور للمواهب حيث أدرك موهبة أرتيتا في التدريب من قبل.
لورينزو بوينافينتورا أقرب أصدقاء غوارديولا في برشلونة، عرف أرتيتا جيداً وأوصى به عند غوارديولا حينما كان مدرباً في "كامب نو"، وكان برشلونة سيواجه تشيلسي في دوري الأبطال وأراد نصيحة تكتيكية من إنجلترا فاتصل بأرتيتا، وعندما تولى مسؤولية سيتي أراد تزويد جهازه المعاون ببعض المعرفة المحلية من رجل يتمتع بخبرة أكبر في إنجلترا، وسرعان ما أدرك أنه اتخذ القرار الصحيح.
وقال، "أتذكر المباراة الأولى التي لعبناها ضد سندرلاند، لقد كنا نواجه ديفيد مويس". وقال أرتيتا "أنا أعرفه جيداً، لقد كان في إيفرتون، إنه يفعل هذا وذاك، وبعد 15 دقيقة أو ربما نصف ساعة، قلت: نعم هذا هو الرجل الذي سيساعدني على التوقع".
الآن ربما لم يتوقع غوارديولا أن يكون أرسنال بهذه الجودة في الموسم الحالي، حيث إنه في المرة الأخيرة التي زار فيها أرسنال ملعب "الاتحاد" خلال الموسم الماضي غادر المدفعجية بهزيمة كبرى بنتيجة (0-5)، وتعرضوا لسبع هزائم في 10 مباريات بالدوري.
الآن تتحقق رؤية أرتيتا طويلة المدى، ويكلل صبر المدير الرياضي إيدو وعائلة كروينكي ملاك النادي لصبرهم على المدرب، وهو ما أشاد به غوارديولا.
وقال "أعرفه وأعرف كيف يعمل، وكيف يمكنه إقناع الفريق التنفيذي والإدارة واللاعبين".
"أكبر إشادة لأرسنال هي للملاك والإدارة والمدير الرياضي والنادي على دعمه في اللحظات السيئة والثقة به والاحتفاظ به والاعتماد عليه".
وقد يتمنى غوارديولا لو لم يفعلوا ذلك، حيث التقى غوارديولا وأرتيتا من قبل كلاعب كبير وناشئ في برشلونة، كأرواح متقاربة تتحدث بالتكتيك، كمدير فني ومساعد وكمدربين لناديين في موقعين مختلفين في ترتيب جدول الدوري، لكن لم يكن أرسنال في الصدارة.
وربما لم يعد هذا الثنائي مقرباً كما كان من قبل، وأصبحت رسائلهم لبعضهم البعض مثل عيد ميلاد سعيد وسنة جديدة، لكن غوارديولا يصر على أن علاقتهما ستبقى على حالها. وقال "لدي احترام كبير له كشخص وكمدير فني، هذا لن يتغير، لن نتقاتل على خط التماس".
ومع ذلك جذبت تصرفات أرتيتا الغريبة في بعض الأحيان اهتماماً متزايداً، وإذا كانت تكتيكاته توضح تأثير غوارديولا، فهذه منطقة لا يزال الرجل الأكبر سناً يصر على أنه لا علاقة له بها. أضاف "أعلمه أشياء قليلة ولكن هذا يأتي من نفسه ومن والدته وأبيه ومن شخصيته وهذا كان موجوداً بالفعل".
© The Independent