فاز فريقٌ يتخذ من مدينة بلفاست مقراً له بجائزة هندسية مرموقة بعد ابتكاره جناح طائرة جديد من شأنه أن يقلّل انبعاثات الطائرات الكبيرة التجارية. وجاء ذلك في وقت تشتدّ فيه الحاجة إلى دعم الصناعة البريطانية التي تعرضت لهزة بسبب حالة عدم اليقين الناجم عن مشروع الخروج من الاتحاد الأوروبي ورسوم دونالد ترمب الضريبية.
يُشار إلى أن الشركة الايرلندية الشمالية التابعة لشركة بومباردييه الكندية المصنِّعة للطائرات كان قد واجه خطر الإغلاق في العام 2017، عندما هدّد الرئيس الأميركي معاقبة الشركة الكندية الأم من خلال فرض رسوم جمركية بنسبة 292 % على طائراتها من الفئة "سي" C. غير أن الشركة نالت يوم الخميس الماضي جائزة ماكروبرت لاختراعها جناحًا مركّبًا من ألياف الكربون، أقل وزناً من البدلائل المعدنية بنسبة 10%.
استُخدمت أجنحة بومباردييه المركّبة لأول مرة في العام 2013 وصُنعت وفق عملية تسمّى "ضخّ مادة الريزين" RTI ، وهي تقنية تحرص على استعمال مواد وطاقة أقل مقارنة مع الطرق الأخرى لصنع الأجنحة المركبة من ألياف الكربون.
تسمح هذه التقنية للطائرات بالتحليق أكثر واستهلاك وقود أقل، ما يقلّص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين. وفي ظلّ التوسع السريع للطيران التجاري، تُعتبر التحسينات في ترشيد استهلاك وقود طائرات الركاب أمراً حاسماً في مكافحة تداعيات تغير المناخ.
يُذكر أن هذه التقنية الجديدة جاءت نتيجة استثمار قيمته 520 مليون جنيه إسترليني في برنامج بومباردييه لجناح الطائرات، وهو أكبر استثمار داخلي على الإطلاق في أيرلندا الشمالية. وفي هذا الإطار، تقول الشركة إن حوالي 200 مورّد من أنحاء المملكة المتحدة يشاركون مباشرة في البرنامج إلى جانب آخرين، على امتداد سلسلة التوريد.
إلى ذلك، حذّرت شركة إيرباص العملاقة الأوروبية لصناعة الطائرات، التي تستخدم الأجنحة في طائراتها، من أنّ سلاسل التوريد التي تمدها بما تحتاجه تواجه اضطرابًا شديدًا بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
على هذا الصعيد، قال غيوم فيوري، الرئيس التنفيذي للشركة، في في مايو (أيار) الماضي إنّ إيرباص "ترغب في البقاء في المملكة المتحدة" بعد خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي، لكنّ كان سلفه توم إيندرز قد نبّه في يناير (كانون الثاني) الفائت إلى أنّ خروجها بشكل فوضوي من دون اتفاق قد يجبر الشركة على اتخاذ "قرارت ضارّة للغاية".
أما الدكتورة دام سو أيون، رئيسة لجنة تحكيم الأكاديمية الملكية للهندسة، فأشادت بشركة بومباردييه على هذا الابتكار. وقالت "يعكس جناح بومباردييه المركّب كيف يكون التميّز في هندسة الطيران مفيدًا للمجتمع والبيئة على حد سواء.. وفي وقت يسوده عدم اليقين بالنسبة إلى أعضاء المجتمع الهندسي في مدينة بلفاست، نأمل أن تساعدهم هذه الجائزة في تحقيق التقدير العالمي الذي يستحقونه."
© The Independent