مارست رئيسة البيرو دينا بولوارتي، مساء الأحد، ضغوطاً على البرلمان وحضته على الموافقة على الدعوة إلى انتخابات مبكرة، في وقت تصاعد التوتر فجأة السبت في الشارع مع سقوط أول قتيل في العاصمة ليما أثناء التظاهرات.
وقالت بولوارتي في كلمة متلفزة إلى الأمة مساء الأحد، "السيدات والسادة في البرلمان، يجب أن تدركوا مسؤوليتكم التاريخية. غداً (الإثنين) لديكم فرصة كسب ثقة البلاد من خلال الاستجابة لهذا المطلب الذي يتطلع إليه الشعب البيروفي بشدة".
وأضافت "صوتوا من أجل البيرو من أجل البلاد، من خلال تقريب موعد الانتخابات إلى 2023 ولنقل لكل البيرو بأكبر قدر من المسؤولية إننا سنرحل جميعاً".
رفض سابق
ودعا رئيس البرلمان خوسيه وليامز، وهو عسكري متقاعد يميني سيحل محل بولوارتي في حال استقالت، الأحد عبر "تويتر" البرلمانيين إلى "التفكير بطريقة مسؤولة في القرار الذي ينبغي اتخاذه" الإثنين.
ويفترض أن يعيد البرلمان النظر صباحاً (10:00 بالتوقيت المحلي، 15:00 بتوقيت غرينتش) في مشروع قانون لتقريب موعد الانتخابات إلى أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وكان البرلمان رفض السبت مقترحاً لإجراء انتخابات مبكرة قدمه النائب إيرناندو غيرا غارسيا من حزب "فويرسا بوبولار" (القوة الشعبية)، بنيله 65 صوتاً معارضاً مقابل 45 مؤيداً. وأصر اليمين على تعديل ينص على طرح الأمر على الاستفتاء في جمعية تأسيسية، مما أسهم في عدم المصادقة على مشروع القانون.
وأعلنت الرئيسة أنه في حال جرى التصويت ضد القانون مرة أخرى، فستقدم بنفسها مشروعي قانونين هما مشروع جديد لتقريب موعد الانتخابات إلى أكتوبر، والآخر ينص على أن يحضر البرلمان الجديد إصلاحاً للدستور.
قتيل في العاصمة
في الشارع، التظاهرات متواصلة. ولأول مرة في ليما السبت، سقط قتيل أثناء تظاهرات تحولت إلى أعمال عنف. وقتل فكتور سانتيستيبان (55 سنة) جراء كسر في الجمجمة.
وقالت شقيقته إليزابيث سانتيستيبان للصحافة "نريد إحقاق العدالة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبذلك يرتفع عدد ضحايا الاحتجاجات إلى 48 قتيلاً منذ السابع من ديسمبر (كانون الأول).
وبحسب مكتب أمين المظالم، فإن سبعة أشخاص لا يزالون في المستشفى بعد أن شاركوا في تظاهرات في ليما، وأحدهم في حال خطرة. وأفاد المصدر نفسه بأن 28 شرطياً أصيبوا أيضاً بجروح أثناء المواجهات.
وقال رئيس الاتحاد العام لعمال البيرو خيرونيمو لوبيث إن "التعبئة ستستمر لأنه ليس هناك أي مؤشر إلى أن الحكومة ستستقيل". ودعا إلى مسيرة وطنية بعد ظهر الثلاثاء تحت شعار "دينا استقيلي الآن".
وأضاف لوبيث "عملياً، الشعب يقول إنه لن يوقف نضاله إذا لم تستقل" بولوارتي، في وقت لا يبدو أن هناك أي مخرج من الأزمة في الأفق.
"الوضع سيتفاقم"
ويطالب المتظاهرون باستقالة الرئيسة وبحل البرلمان والجمعية التأسيسية.
واندلعت الاحتجاجات في السابع من ديسمبر إثر إقالة الرئيس اليساري بيدرو كاستيو وتوقيفه بعد اتهامه بمحاولة انقلاب لأنه أراد حل البرلمان الذي كان يستعد لإقالته من منصبه.
وتعكس الأزمة الفجوة العميقة بين العاصمة والمقاطعات الفقيرة التي كانت تدعم الرئيس كاستيو وترى انتخابه بمثابة انتقام لما يشعرون به من احتقار من جانب ليما.
وصرحت بولوارتي الأسبوع الماضي للصحافة الأجنبية بأن المجموعات التي تدعو إلى التظاهرات العنيفة "تسعى إلى إسقاط قتيل في ليما". وأضافت "يقال إن قتيلاً واحداً في ليما يعادل 100 في المقاطعات".
وتعتبر المحللة جيوفانا بينيافلور من مكتب "إيماسين" للأبحاث الاجتماعية والسياسية، أن "الحقيقة هي أنهم (النواب) يلعبون بالنار. رؤيتهم هي إنكار كامل للحقيقة. يرغبون بالبقاء حتى 2026" عند انتهاء ولايتهم. وترى أن "الوضع سيتفاقم. اليوم لدينا عدد كبير من القتلى المرتبطين بالسياسة ولا يمكن أن يستمر هذا الأمر على هذا المنوال".
وبحسب استطلاع أجراه معهد الدراسات البيروفية فإن 73 في المئة من البيروفيين يطالبون بانتخابات هذا العام، ويعارض 89 في المئة منهم موقف البرلمان الفاقد لصدقيته بالنسبة إلى الرأي العام منذ أشهر.