في قلب القاهرة وتحديداً منطقة الزمالك داخل المركز القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية، افتتح أخيراً متحف رواد الفن المصري بما يحتويه من مقتنيات لكوكبة من رموز الثقافة المصرية في مجالات شتى.
وإضافة إلى المقتنيات يحتوي المتحف على مخطوطات نادرة بخط اليد لبديع خيري ومارون النقاش ومحمد التابعي وأبو السعود الإبياري ومجموعة من الوثائق النادرة تتعلق بتاريخ السينما والمسرح في مصر، إضافة إلى "ماكيتات" لدار الـ"أوبرا" المصرية القديمة والمسرح القومي ومسرح سيد درويش وعدد كبير من الصور الأصلية والنوت الموسيقية والنصوص المسرحية التراثية النادرة، إضافة إلى المقتنيات الشخصية لعظماء الفن المصري في مجالات المسرح والموسيقى والفنون الشعبية.
فكرة قائمة منذ سنوات
يقول رئيس المركز القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية ياسر صادق لـ "اندبندنت عربية" إن "فكرة إنشاء متحف لرواد الفن ورموزه قائمة منذ سنوات طويلة لكنها واجهت بعض العقبات مثل غياب المكان المناسب لها وعدم كفاية المقتنيات لإنشاء متحف يليق برموز مصر وتاريخهم".
ويضيف صادق أنه "منذ فترة بدأت في إعادة إحياء الفكرة وتواصلت مع جمعية أبناء فناني مصر، ومع عائلات كثير من الفنانين والرواد للحصول على مقتنياتهم لوضعها في المتحف المقترح واستجاب كثيرين منهم ورحبوا بالفكرة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتابع، "كمرحلة أولى لإنشاء متحف رواد مصر أسسنا أجنحة متحفية في المسارح التابعة للدولة، فأصبح كل مسرح يضم جزءاً به مقتنيات بعض الفنانين المرتبطين به، وحدث الشيء نفسه في المحافظات المختلفة بعرض مقتنيات الفنانين الذين تعود أصولهم لهذه المحافظة في مسارحها من طريق بروتوكول تعاون مع هيئة قصور الثقافة، وكل هذه الجهود نتج منها شكل من أشكال الثقة والصدقية، مما كان له أثر كبير في تشجيع كثير من عائلات الفنانين على تقديم مقتنياتهم للمتحف حتى أصبح لدينا الآن مقتنيات لـ 79 رمزاً من رموز مصر في كل المجالات".
أبرز المقتنيات
عود سيد درويش ونوتات موسيقية بخط يده والـ "بيريه" الخاص بتوفيق الحكيم و"بابيون" عبدالحليم حافظ ونظارته وأوراق بخط يده وعقد زواج نجيب الريحاني وبديعة مصابني وصور نادرة لفرقته المسرحية وعباءة صلاح جاهين ومجموعات كبيرة من الصور النادرة وغيرها كثير من المقتنيات يضمها المتحف وتعرض للجمهور للمرة الأولى.
وعن مقتنيات المتحف يقول صادق إن "المتحف يضم مقتنيات لمبدعين ورموز في شتي المجالات، وآخر القطع التي حصلنا عليها هي مقتنيات لعبدالحليم حافظ مثلت إضافة كبيرة للمتحف، ولا يقتصر الأمر على الرواد الراحلين وإنما لدينا إضافات من رموز لا يزالون مستمرين في مسيرة الإبداع مثل سيدة المسرح العربي سميحة أيوب وفنانات كبار مثل سميرة عبدالعزيز ومديحة كامل وغيرهم".
ويضيف، "العمل لتجهيز المتحف للافتتاح استمر لشهور حتى يتم إعداده على أعلى مستوى تقنياً وفنياً وأمنياً، واستعنا بخبرات قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة، وأسهم في سيناريو العرض المتحفي وترميم بعض المقتنيات وإعدادها للعرض وإعداد الحديقة وتزيينها بصور الرموز الفنية، وتم افتتاح المرحلة الأولى ومن المخطط افتتاح طابقين إضافيين مع توالي الحصول على مقتنيات فنية من أسر الرموز الفنية والثقافية الذين سيشجعهم وجود متحف قائم بالفعل على المشاركة".
افتتاح المرحلة الأولى
ويقول رئيس المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية إن مصر تضم عدداً من المبدعين والرموز يمكن أن تملأ مقتنياتهم متاحف عدة وليس متحفاً واحداً، مشيراً إلى أن "هذا المتحف الذي تم افتتاح مرحلته الأولى يعد نواة يمكن الإضافة إليها، كما ينتج منه تسليط الضوء على أهمية مقتنيات الرموز التي أثير حولها كثير من الجدل خلال الفترة الأخيرة في مواقف عدة".
ويضيف صادق أن "الفنان بالأساس هو ملك لأسرته التي كان لها دور في حياته ولجمهوره الذي صنع نجاحه، ومن هنا فإن الجمهور أولى بهذه المقتنيات لأنها تمثل جزءاً من التاريخ والتراث الفني المصري ومن ذكريات الناس، ونهدف من خلال هذا المتحف إلى ربط الماضي بالحاضر والمستقبل وتقديم القدوة والمثل للأجيال الجديدة".
وختم قائلاً إن "الحفاظ على تراثنا وهويته الفنية أمن قومي لا يجب المس به، فهذه المقتنيات شاهدة على ريادة مصر الفنية والثقافية على مدى سنوات".