أورد موقع "فيوتشريزم" الإلكتروني المتخصص بمتابعة التطورات التي ترسم مستقبلنا ولا سيما في مجال #التكنولوجيا أن أستاذ #الفلسفة في #جامعة_ميشيغان_الشمالية يُدعَى أنتوني أومان ضبط أحد طلابه متلبساً باستخدام تطبيق "#تشات_جي_بي_تي" المخصص للبحوث ليضع بحثاً حول الحالات التي يُحظَّر فيها على المرأة ارتداء البرقع بعدما بدا البحث للأستاذ متماسكاً وحسن الصياغة إلى حد الكمال تقريباً، ما حمله على الارتياب في مصدره ورأى أنه مثير لشبهة الغش. وما لبث الطالب أن أقر بفعلته، "في تطور بدا تمهيداً لمستقبل غريب للتعليم العالي في عالم تستطيع فيه روبوتات الدردشة المتطورة توليد بحوث كاملة من خلال تحفيز [نقرة] واحد".
ونقل الموقع عن أومان قوله: "طلبت منه أن يعيد كتابة البحث. هذا ما أفعله دائماً تقريباً في حالات الانتحال". ولن يواجه الطالب عواقب جدية إضافية ما لم يُضبَط مكرراً فعلته. وأضاف الأستاذ: "أريد من الطلاب أن يلموا حقاً بالمادة، والطريقة الوحيدة لكي يتعلموها تتلخص في إتمام الواجبات الدراسية. لا أعطي الطالب علامة رسوب على واجب أو على مادة ككل إلا حين يكرر المخالفات".
ووفق "فيوتشريزم"، ليس أومان الوحيد الذي يعاني مع روبوتات الدردشة العاملة بالذكاء الاصطناعي مثل "تشات جي بي تي". "وإثر توافر هذه الأدوات لكل شخص تقريباً يملك اتصالاً بالإنترنت، تعدل دوائر التربية في مختلف أنحاء الولايات المتحدة تدفقات العمل وتعيد تصميم مواد كاملة لإجبار الطلاب على تقديم بحوث يعدونها بأنفسهم أو لإخضاعهم إلى امتحانات شفاهية". ولم يتوافر "تشات جي بي تي" للعموم إلا قبل أشهر لكن مسؤولين حكوميين أميركيين بدأوا يتدخلون بالفعل ويقدمون على حظر اعتماده واللجوء إليه. فقد حظرت المدارس الرسمية في مدينتي نيويورك وسياتل التطبيق على شبكاتها وأجهزتها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال أومان للموقع: "أعتقد بأن الدافع من وراء الحظر منطقي. تريد المدارس التأكد من تعلم طلابها مهارات التفكير النقدي التي تشكل جزءاً من تعلم طرق الكتابة". لكن الجامعات لا يبدو أنها ستحذو حذو المدارس، في حين أن الالتفاف على الضوابط سهل جداً. وقال أومان: "يريد إداريو الجامعات إعطاء كل عضو في هيئات التدريس حرية التعامل مع "تشات جي بي تي" بالطريقة التي يراها مناسبة. هل سيعني ذلك قيام سياسات مختلفة في الفصول والدوائر المختلفة في كل جامعة؟ بالتأكيد".
وتناولت "نيويورك تايمز" التحديات المترتبة على بروز منصات مثل "شات جي بي تي" على التعليم الجامعي والمدرسي في يناير (كانون الثاني) المنصرم، وأشارت إلى أن الجامعات تعيد هيكلة بعض المحاضرات وتتخذ إجراءات استباقية واحترازية.
ولفت "فيوتشريزم" إلى أن الأدوات المخصصة لمساعدة المدرسين على كشف الطلاب الذين يستخدمون سراً أدوات الذكاء الاصطناعي لن تكون ذات جدوى كبيرة. فبحسب أومان، "يستطيع الطلاب تغيير بضع كلمات في النص الذي ينتجه "تشات جي بي تي" وإدخال بعض أخطاء النحو والقواعد فلا تعود أدوات الاستشعار قادرة على اعتبار النص مكتوباً من قبل روبوت للدردشة. هل ستتحسن أدوات الاستشعار هذه بمرور الوقت؟ نعم. لكنها لن تتحسن على الأرجح بما فيه الكفاية لمواكبة تطور روبوتات الدردشة نفسها". وأضاف: "سيتمكن الطلاب من استخدام هذه الروبوتات فور تخرجهم. وهم يشكون بالفعل من الفجوة الكبيرة القائمة بين "الحياة الواقعية" و"الحياة الأكاديمية". لذلك يبدو لي تجاهل "تشات جي بي تي" أو الاكتفاء بمحاولة حظره خطأ كبيراً".
وتساءل الموقع عن حياة الطلاب في المستقبل لكنه أكد أن التحول إلى واقع جديد يدعمه الذكاء الاصطناعي سيكون أسهل بكثير من المتوقع الآن ولن يشكل انقلاباً ضخماً في النماذج القائمة كما تقول وسائل إعلام في تغطيتها للأداة الجديدة. وقال أومان: "لطالما كان هدفنا تعليم الطلاب الاستقلال وعدم الاعتماد على الآخرين من دون تفكير بل التفكير بأنفسهم حول ما يريدون اختياره وتكوين الرأي الخاص بهم في المسائل. لذلك قد لا يكون ضم "تشات جي بي تي" إلى النموذج بالصعوبة التي يتوقعها البعض". وهو قرر تعديل طريقة كتابة البحوث، فهو بدأ يطلب من طلابه كتابة نسخ أولية في الفصول باستخدام كمبيوترات خاضعة إلى المراقبة، ويشجعهم على اعتبار "تشات جي بي تي" أحد مصادرهم وتقييم ما يوفره من آراء.