أكد لي أندرسون النائب الجديد لرئيس #حزب_المحافظين البريطاني، المعروف بمواقفه الحادة والمثيرة للجدل، أنه يؤيد إعادة العمل بـ#عقوبة_الإعدام في #المملكة_المتحدة، لأنه "ما من أحد ارتكب جريمة بعد إعدامه".
ودعا أندرسون - الذي كان قد أثار غضب كثيرين في السابق بتعليقاته على مرتادي بنوك الطعام - إلى استخدام فرقاطات البحرية الملكية البريطانية، لإعادة المهاجرين، الذين يصلون إلى المملكة المتحدة على متن قوارب صغيرة عبر "القنال الإنجليزي"، إلى فرنسا.
ففي مقابلة أجرتها مجلة "ذا سبيكتاتور" The Spectator مع أندرسون، أجاب رداً على سؤال عما إذا كان سيدعم تطبيق عقوبة الإعدام بالقول: "نعم. إن أحداً لم يعد على الإطلاق إلى ارتكاب جريمة بعد إعدامه. أنت تعرف هذا، أليس كذلك؟ إن معدل النجاح هنا هو 100 في المئة".
إلا أن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك لا يشاطر أندرسون الرأي، خصوصاً أنه رفض مطالبات له بإعادة العمل بعقوبة الإعدام. وقال عندما سئل عن تعليقات أندرسون أن "هذا ليس رأيي - وليس رأي الحكومة".
وعزا رئيس الوزراء البريطاني السبب في عدم تأييده لإعادة تطبيق عقوبة الإعدام، إلى أن الحكومة "شددت قوانين إصدار الأحكام على المجرمين الأكثر عنفاً، بحيث باتوا يمضون وقتاً أطول في السجن".
إلا أن أندرسون - الذي عينه سوناك في المنصب يوم الثلاثاء الماضي - اعتبر أن الجرائم البشعة، كمقتل الجندي في الجيش البريطاني لي ريغبي في عام 2013 على يد متطرفين إسلاميين، وبعد تحديد الجناة والتعرف عليهم، يجب أن يعاقب عليها بالإعدام.
وكان قد حكم على مايكل أديبولاجو بالسجن مدى الحياة، فيما حكم على زميله القاتل مايكل أديبوالي بالسجن لمدة 45 سنة على الأقل، بسبب دهسه الجندي في الجيش البريطاني وطعنه.
وقال أندرسون: "سأكون حذراً للغاية في شأن ذلك (إعادة تطبيق عقوبة الإعدام)، لأن هذا الموقف سيجعل مجموعات معينة تقول، ’لن يكون في إمكانك أبداً إثبات ذلك‘".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف: "في الواقع، يمكن إثبات ذلك إذا جرى تصويرهم بالفيديو، وسجلت الكاميرا ما قاموا به، مثل قتلة لي ريغبي. أعني - كان يجب أن يتم التخلص منهم في الأسبوع نفسه. لا أريد أن أتكبد أعباء مالية لسجن هؤلاء الأشخاص".
يجدر التذكير هنا بأنه تم حظر عقوبة الإعدام على جرائم القتل في المملكة المتحدة بشكل دائم في عام 1969، وألغيت بالنسبة إلى جميع الجرائم في عام 1998.
أندرسون العضو في البرلمان الذي يمثل دائرة آشفيلد في مقاطعة نوتينغهامشير الإنجليزية، وكان عضواً "عمالياً" سابقاً في مجلسها المحلي، تم تعيينه في المنصب للعمل مع الرئيس الجديد لحزب "المحافظين" غريغ هاندز، لمحاولة مساعدة الحزب في الفوز بالانتخابات المقبلة.
وقد فاجأت ترقيته كثيرين لأنه كان قد قلل في وقت سابق من حاجة الناس إلى بنوك طعام، معتبراً أنه يتعين عليهم تعلم الطهي.
ورأى أندرسون في حديثه مع "ذا سبيكتاتور"، أنه يجب إعادة المهاجرين في اليوم نفسه إلى المكان الذي جاؤوا منه. وقال إنه التقى خلال زيارته مدينة كاليه الفرنسية بمهاجرين يشيرون إلى بريطانيا على أنها "إلدورادو" El Dorado (المدينة الأسطورية بالنسبة إلى أوروبيي القرنين الـ16 والـ17، المليئة بالأحجار الكريمة والذهب).
وأضاف: "إنهم يرون بلاداً شوارعها مرصوفة بالذهب، ويخالون أنه سيتم إنزالهم في فنادق من فئة أربع نجوم. وهم يعلمون أن شركة ’سيركو‘ Serco تشتري منازل في كل مكان، لتضعهم فيها في السنوات الخمس المقبلة. فلماذا لا يأتون؟".
وعندما سئل عن الحل الذي يراه للمشكلة، أجاب: "سأعيدهم مباشرة في اليوم نفسه. كنت لأضعهم على متن فرقاطة تابعة للبحرية الملكية أو أية جهة أخرى، وأبحر بها إلى كاليه، ليصبحوا على بعد مسافة آمنة من شواطئنا، ما يجعلهم يتوقفون عن المجيء".
العامل السابق في المناجم أشار إلى أن الناخبين وافقوه الرأي في كثير من الأحيان. وقال: "ربما يخال بعض زملائي أنني شخص يميل إلى إثارة الفتنة والانقسامات. لكنني أعتقد أن نصف الناس سيكنون كرهاً لك، بغض النظر عن المواقف التي تتخذها".
وكان لي أندرسون قد أشاد في شهر مايو (أيار) الماضي، بخطة اعتبرها "رائعة" في ما يتعلق ببنوك الطعام، بحيث أجبرت المستخدمين على التسجيل في دورة تساعدهم في إدارة موازنتهم وتعلم الطهي. وقال: "أعتقد أنه سيتبين بشكل مباشر تراجع الاستخدام الهائل لبنوك الطعام في هذه البلاد. فقد باتت لدينا أجيال متتالية لا تعرف الطهي بشكل صحيح، أو تحضير وجبة من الصفر، أو إدارة مداخيلها ونفقاتها".
ومن المواقف الأخرى لأندرسون المثيرة للجدل، انتقاده في فصل الصيف فريق كرة القدم الإنجليزي لركوع أعضائه على ركبة واحدة تعبيراً عن احتجاجهم على العنصرية.
هذا السياسي أثار الذهول أيضاً عندما وصف المتظاهر المناهض للخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي ستيف براي بأنه "طفيلي" و"استغلالي".
وخلال الحملة الانتخابية للفوز بمقعده في برلمان ويستمنستر، صور أندرسون مقطع فيديو قال فيه إنه يجب إجبار "المستأجرين الذين يسببون الإزعاج" على العيش في خيم والعمل في جمع البطاطا، والاستيقاظ في السادسة صباحاً كل يوم.
وفي مناسبة أخرى، طلب أندرسون من صديق له أن يتظاهر بأنه ناخب متأرجح مناهض لحزب العمال، في محاولة لإظهار دعمه له أمام أحد الصحافيين.
وفي هذا الإطار، اشتبك أندرسون مع مذيعة "بي بي سي راديو نوتينغهام" فيريتي كاولي يوم الأربعاء، بسبب مقطع الفيديو الذي فبرك فيه لقاء مزيفاً على عتبة أحد المنازل خلال انتخابات عام 2019. وفيما أقر النائب في حزب "المحافظين" عن دائرة آشفيلد بأن اللقاء مع صديق له كان مركباً لكنه، ظل يسأل مقدمة البرنامج 10 مرات عما إذا كانت قد أقدمت على الكذب في يوم من الأيام.
وعندما أجابته السيدة كاولي أن بإمكان الناس قول حقائق كاذبة لحماية آخرين، بادرها أندرسون بالاتهام: "إذا أنت كاذبة وغير نزيهة. لقد أثبتنا أنك غير نزيهة وأنك تكذبين".
وأضاف: "دعونا نتحدث عن هذا الفيديو، لأنه بعد ثلاثة أسابيع تم التصويت لي كأول نائب ’محافظ‘ على الإطلاق (في آشفيلد) يفوز على حزب ’العمال‘ بنحو ثمانية آلاف صوت. إن هذا هو ما يعتقده سكان آشفيلد، وهذا كل ما يهمني".
© The Independent