Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الفساد والمباني الرديئة قتلا في تركيا أكثر من الزلزال

رئيس شركة بناء يذكر بعدم التزام المقاولين شروط تحمل اهتزازات الأرض

واجهة كنيسة كيليسسي للأرثوذكس في اعقاب الزلزال القاتل الذي ضرب الاسكندرون في تركيا بتاريخ 11 فبراير 2023 (رويترز)

"الطبيعة تصنع ضرباتها، لكن #الكارثة من صنع الإنسان". لعل الكلمات السابقة التي تمثل قولاً شائعاً عن العلاقة بين معظم الحوداث الطبيعية الكبرى، كالزلازل والأعاصير وغيرها، وبين تحول ضربات الطبيعة إلى كوارث إنسانية فظيعة. في ذلك السياق، أوردت "القناة الرابعة" التلفزيونية البريطانية تقريراً عن #الزلزال العنيف الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا مطلع الأسبوع طرحت فيه التساؤل التالي: "لماذا انهارت مبان فيما نظيراتها المحيطة بها لم تشهد المصير نفسه؟".

ولفتت في التقرير الذي قدمه كريشنان غورو- مورتي إلى أن تركيا تشهد غضباً بسبب انتشار شكوك تتعلق بعدم التزام شركات البناء التنظيمات التي تحدد شروطاً معينة تجعل المباني قادرة على تحمل الزلازل وبعدم مراقبة السلطات ورش البناء لضمان ذلك.

لمتابعة الموضوع، التقت المحطة رمضان يلديريم الذي أنشأت شركته المتخصصة في البناء كثيراً من المباني في أضنة البعيدة من مركز الزلزال مسافة 160 كيلومتراً تقريباً. وذكر المهندس المدني يلديريم، فيما هو واقف أمام مبنى أنشأته شركته، إن الأخيرة بنت حوالى 50 مبنى في أضنة وأن أياً من هذه المباني لم يتعرض إلى الانهيار خلال الزلزال بفضل التزامها التنظيمات المذكورة. وعرض أمام مراسل المحطة من داخل المبنى وجود أربعة أعمدة من الإسمنت المسلح في كل طبقة، موزعة بطريقة محددة، تحمي الطبقة خلال الهزات الأرضية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب يلديريم، "سيهتز المبنى بالتأكيد لكنه لن ينهار. أعتقد أن الزلزال لم يقتل الناس، بل إن المباني الرديئة فتكت بهم". وذكر التقرير الذي دام أربع دقائق أن المهندس أبلغ المحطة أنه كان نائماً على غرار معظم سكان المناطق المنكوبة حين وقع الزلزال الذي بلغت شدته 7.8 درجة على مقياس ريختر ولا يزال عدد ضحاياه يتزايد. وعرض يلديريم في مقطع فيديو صوره بنفسه بهاتفه الذكي كيف اهتزت غرفة نومه وتشققت بعض جدرانها، لكنه لم يشعر بالحاجة إلى الاحتماء بأي شيء. في المقابل عرفت طليقته التي كانت تهتم بابنتهما البالغة 13 سنة من العمر، تجربة مختلفة. وأوضح يلديريم، "ابنتي في المستشفى تتعافى. وضعها جيد. لكننا اضطررنا الخميس إلى إخبارها بأن والدتها قضت نحبها. وقد بكينها معاً، ابنتي الصغيرة وأنا".

ووقف المهندس والمراسل أمام مبنى منهار، وأكد الأول أن 120 شخصاً تقريباً سكنوا في المكان. وبين أنه "لم يجر إنقاذ سوى أربعة منهم. من بين الأربعة، كانت ابنتي الصغيرة. ليس من السهل أن يفقد طفل أمه. وستكون المرحلة المقبلة صعبة على ابنتي وعلي". وحين سُئِل إن كان يشعر بالغضب لعدم التزام من شيد هذا المبنى التنظيمات، رد، "طبعاً. أشعر بالغضب. ثمة آلاف من الناس يشعرون بالغضب. إن المراقبة الرسمية لورش التشييد ليست كافية. علينا أن نتعلم مما حصل. علينا أن نتعلم لأن تركيا تقع في موقع خطر جداً [على صعيد النشاط الزلزالي]. وإن لم نتعلم، لن نستطيع العيش في هذا البلد. لا يمكن العيش من دون الإحساس بالأمان".

المزيد من دوليات