هل سيندم الحزب الجمهوري الأميركي على عدم ضبطه تصرفات أعضائه؟

قبل خطاب #حالة_الاتحاد الذي ألقاه #الرئيس_الأميركي جو #بايدن، قال رئيس مجلس النواب #كيفن_مكارثي إنه لا يريد أن يسيء #الجمهوريون التصرف أثناء الخطاب، وقال للأعضاء "الكاميرات تعمل" و"الميكروفونات مفتوحة".

وكان مكارثي قد حاول استباق كلمة الرئيس وألقى خطاباً يوم الاثنين حدد شروطه للمفاوضات بشأن سقف الديون. وباستثناء ذكره بأنّ الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية "خارج النقاش" [أي لن تكون هناك مطالبات جمهورية بتقليص موازنتهما]، بعد سنوات من قول المحافظين إنهما بحاجة إلى الإصلاح والترشيد المالي، كان الخطاب في معظمه تشكيلةً جمهوريةً نموذجية بشأن المسؤولية المالية.

وقد خابت آمال مكارثي في انضباط الحزب الجمهوري بمجرد أن ذكر بايدن كيف أراد بعض الجمهوريين إلغاء الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية، مما دفع الجمهوريين إلى الاستهجان بمن فيهم النائبة مارغوري تايلور غرين من جورجيا التي ذهبت إلى حد نعت الرئيس "بالكاذب". وفي وقت لاحق من المساء عندما تحدث الرئيس عن أشخاص يموتون من جرعات زائدة من الفنتانيل، صرخت السيدة غرين قائلة "إن الجرعات مصدرها الصين"، لا بل إن النائب آندي أوغليس ذهب أبعد من ذلك قائلاً "إنه خطأك"، وقد دفع ذلك بالسيد مكارثي لأن يُخرِس المتحدثين وهو ينظر إليهم شزراً.

ولكن بصرف النظر عن مدى خيبة أمل السيد مكارثي لكون أعضاء حزبه لم يتمكنوا من الجلوس بهدوء لمدة ساعة، فإنه لا يستطيع حقاً فرض جزاءات على النحو الذي فعله أسلافه من قبل، وذلك لأنه اتخذ قراراً بالانحياز إلى الجناح اليميني المتطرف للحزب. ولو حاول السيد مكارثي فرض عقوبات على أعضائه الأكثر شغباً، فيمكنهم بدورهم إطاحته من منصبه.

أصبحت صيحات الاستهزاء أكثر شيوعاً خلال الخطابات المشتركة أمام الكونغرس، ومن المؤكد أنها كانت أكثر بكثير عمّا كانت عليه عندما تعرض النائب جو ويلسون لاستنكار حازم من مجلس النواب بعدما صرخ بعبارة "أنت تكذب" خلال خطاب باراك أوباما في عام 2009. كانت تلك هي باكورة أيام حركة حزب الشاي التي غيرّت جذرياً الحزب الجمهوري ومهّدت السبيل أمام تجمّع "هاوس فريدوم" [أكثر تيار يميني تطرفاً في الحزب] في مجلس النواب ورئاسة دونالد ترمب.

ومنذ ذلك الحين، تعلم أعضاء مجلس النواب في المقاعد الخلفية أن بإمكانهم تصدر عناوين الأخبار وجمع الأموال [من التبرعات] في الغالب من خلال إحداث الضوضاء بدلاً من ممارسة السياسة. علاوة على ذلك، قد يقطّب السيد مكارثي جبينه، لكنه اتخذ بالفعل قراراً بأنه وفي سبيل الحفاظ على منصبه سيستوعب أعلى الأصوات في القاعة. وقد احتضن السيدة غرين لكسب الدعم من جناح اليمين وقدّم سلسلة من التنازلات لمعظم معارضيه.

لكن صيحات الاستهجان والمقاطعة، إلى جانب رد السيد بايدن بابتسامة صفراء ووخزهم من دون أن يكون لاذعاً زيادة عن اللزوم، يمكن أن توذي الجمهوريين عندما يحاولون إقناع الشعب الأميركي خلال أي نوع من المفاوضات، بدءاً من مسألة سقف الدَّين، إلى إبقاء الحكومة على استعداد للإنفاق على أوكرانيا. وإذا أدّى صخب المشاغبين في القاعة إلى التشويش على السيد مكارثي ومرّ ذلك من دون عقاب، فسوف يزداد هؤلاء شراسة.

لن يقتصر ذلك على مجلس النواب، وبينما قالت حاكمة أركنساس سارة هاكابي ساندرز في دحضها إن المسألة تتعلق "بالاختيار بين الطبيعي والمجنون"، فإن السكرتيرة الصحافية السابقة لإدارة ترمب أخذت صفحة من عناوين مثيري القلاقل اليمينيين وركزت خطابها على حظر مصطلحات مثل "لاتينكس" [تعبير جديد يستخدم في أميركا للإشارة إلى ذوي الأصول اللاتينية من الأميركيين]. واتهمت بايدن بأنه أسير "لعصابة من أنصار حركة "ووك" [ثقافة التنبه إلى التحيز والتمييز العنصريين] لا يمكنها حتى تعريف من هي المرأة". قد تدغدغ هذه الكلمات مشاعر الأشخاص الذين يقتاتون على النشرات الإخبارية مِن "فوكس" و"نيوزماكس"، لكنها بالكاد تجذب الناخب الوسطي.

إلّا أن زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل لا يمكن أن يفرح لمتاعب السيد مكارثي. السيناتور الجمهوري الذي اقترح خطة الضمان الاجتماعي التي انتقدها بايدن لم يكن سوى ريك سكوت من فلوريدا، الذي تسبب بإضاعة فرصة الحزب الجمهوري في قلب مجلس الشيوخ في العام الماضي حين كان رئيساً للجنة مجلس الشيوخ الجمهوري الوطنية بينما مرّر بايدن خطته.