وصل وزير الخارجية الأميركي #أنتوني_بلينكن إلى #تركيا، اليوم الأحد، في زيارة رسمية يناقش خلالها كيفية تقديم واشنطن مزيداً من المساعدة لأنقرة في الوقت الذي تكافح فيه آثار الزلزال المدمر الذي أودى بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص، وأعلن بلينكن من تركيا عن مساعدات إضافية بمئة مليون دولار لإغاثة منكوبي الزلزال.
ووصل وزير الخارجية الأميركي الذي حطّت طائرته في قاعدة إنجرليك الجوية في جنوب شرق تركيا، إلى البلاد وافدا من ألمانيا حيث شارك في مؤتمر ميونيخ للأمن، في زيارة يسعى من خلالها لتأكيد دعم الولايات المتحدة لحليفتها التي دمّرها زلزال.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة ستقدم 100 مليون دولار أخرى لتركيا وسوريا دعما لجهود الإغاثة من الزلزال.
وكانت واشنطن قدمت 85 مليون دولار للبلدين لمساعدتهما للتغلب على آثار الزلزال المدمر.
وأضافت الوزارة أن الرئيس جو بايدن يعتزم الموافقة على تخصيص 50 مليون دولار لمساعدة اللاجئين والمهاجرين و50 مليونا أخرى مساعدات إنسانية للمتضررين من الزلزال الذي ضرب البلدين في السادس من فبراير (شباط) الجاري.
وهز زلزال بقوة 7.8 درجة جنوب شرقي تركيا و#سوريا المجاورة في السادس من فبراير (شباط) الجاري، مما أسفر عن مقتل أكثر من 45 ألف شخص، وتشريد أكثر من مليون شخص إلى جانب كلفة اقتصادية من المتوقع أن تصل إلى مليارات الدولارات.
وأعلنت هيئة إدارة الكوارث التركية (أفاد) أنّ تركيا قرّرت اليوم الأحد بعد أربعة عشر يوماً من زلزال السادس من فبراير (شباط)، وقف جهود البحث عن ناجين في كلّ المناطق باستثناء محافظتي كهرمان مرعش وهاتاي الأكثر تضرراً.
ولم يتم إخراج ناجين جدد من تحت الركام في الساعات الـ24 الماضية، بعد إنقاذ زوجين في أنطاكية عاصمة محافظة هاتاي، السبت بعد 296 ساعة على وقوع الزلزال.
مناقشات بلينكن
وستتصدر أيضاً مناقشات بلينكن في تركيا مساعي #السويد و#فنلندا للانضمام إلى #حلف شمال الأطلسي، التي ترفض تركيا حتى الآن التصديق عليها، قائلة إن ستوكهولم على وجه الخصوص تؤوي من تصفهم أنقرة بأعضاء في جماعات إرهابية. وأشارت أنقرة في الآونة الأخيرة إلى أنها ستوافق فقط على فنلندا.
ومن المقرر أن يجري بعد ذلك محادثات ثنائية، غداً الإثنين، مع نظيره التركي مولود تشاويش أوغلو.
وقالت مصادر مطلعة إنه من المتوقع أيضاً أن يلتقي بلينكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولقي أكثر من 45 ألفاً حتفهم جراء الزلزال المدمر في تركيا وسوريا، ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى مع بقاء كثيرين في عداد المفقودين، كما دمرت الكارثة الأسوأ في تاريخ تركيا الحديث نحو 264 ألف شقة.
وعثر على ثلاثة أشخاص أحياء، أمس السبت، تحت أنقاض مبنى منهار في مدينة هاتاي بجنوب تركيا في اليوم الـ13 بعد الزلزال، وذكرت محطة "أن تي في" التركية الخاصة، أن طفلاً بين الناجين الثلاثة الذين انتشلوا من تحت الأنقاض بعد 296 ساعة من الكارثة.
وقال رئيس إدارة الكوارث والطوارئ التركية يونس سيزير، أمس السبت، إن عدد ضحايا الزلزال ارتفع إلى 40642 قتيلاً.
وبينما غادر عديد من فرق الإنقاذ الدولية منطقة الزلزال الواسعة، واصلت فرق محلية البحث في حطام المباني المدمرة، أمس السبت، على أمل العثور على مزيد من الناجين الذين تحدوا الصعاب، علماً أن المتخصصين يقولون إن معظم عمليات الإنقاذ تحدث في غضون 24 ساعة بعد الزلزال.
ولم تعلن تركيا أو سوريا حتى الآن عدد الأشخاص الذين ما زالوا في عداد المفقودين.
أطباء بلا حدود تدعو إلى زيادة "عاجلة"
وفي سوريا دعت منظمة "أطباء بلا حدود"، الأحد، إلى زيادة المساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سوريا "بشكل عاجل" بالتزامن مع وصول قافلة حمّلتها بخيم للنازحين والمشردين إلى المنطقة المنكوبة جراء الزلزال المدمر.
ومنذ وقوع الزلزال المدمر في السادس من الشهر الحالي، أثار إيصال المساعدات إلى المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق غضباً واسعاً، خصوصاً مع تأخر وصول قوافل الأمم المتحدة وضعف إمداداتها.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود، في بيان، "ندعو إلى زيادة الإمدادات الإنسانية بشكل عاجل، كونها حالياً لا تنسجم حتى مع حجم ما كانت عليه قبل وقوع الزلزال".
وأشارت إلى أنه "في الأيام العشرة التي أعقبت الزلزال، كان عدد الشاحنات التي عبرت إلى شمال غرب سوريا أقل من معدلها الأسبوعي في العام 2022".
والأحد، دخلت 14 شاحنة لمنظمة أطباء بلا حدود محملة بـ 1269 خيمة ومستلزمات لمواجهة البرد لنازحين وعائلات شردها الزلزال عبر معبر الحمام في منطقة عفرين، الذي بدأ العمل به في العام 2018.
وكانت المنظمة قد استنفدت مخزونها في إدلب بعد وقوع الزلزال، عبر تقديم نحو 12 طناً وأربعة آلاف متر مكعب من المعدات الجراحية والأدوية لمستشفيات إدلب.
وقال رئيس بعثة المنظمة إلى سوريا حكيم خالدي، في البيان، "أفرغنا مخزون الطوارئ لدينا خلال ثلاثة أيام إلا أننا لم نرَ أي دعم من الخارج. المساعدات تأتي بكميات ضئيلة في الوقت الحالي".
ويقطن في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق في شمال غرب البلاد، التي طالها الزلزال، أكثر من أربعة ملايين شخص، نحو نصفهم من النازحين، ويعتمد تسعون في المئة منهم على المساعدات الإنسانية.
إلا أنه بعد وقوع الزلزال، تأخرت مساعدات الأمم المتحدة بالدخول إليها أربعة أيام، ولم تصل بداية سوى كميات محدودة جداً منها.
معبر باب الهوى
وتدخل مساعدات الأمم المتحدة إلى تلك المناطق عبر معبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن بشأن مرور المساعدات الأممية العابرة للحدود من دون موافقة دمشق.
وبإمكان منظمات إنسانية أن تستخدم معابر أخرى خارج هذه الآلية، على غرار قافلة أطباء بلا حدود الأحد.
وبعدما أقر مسؤول فيها إنها "خذلت" سكان شمال غرب سوريا، أعلنت الأمم المتحدة في 13 فبراير (شباط) أنها حصلت على موافقة دمشق لإدخال المساعدات الإنسانية عبر معبري باب السلامة والراعي الحدوديين مع تركيا لمدة ثلاثة أشهر.
وبعد الزلزال، أرسلت وكالات الأمم المتحدة أكثر من 170 شاحنة إلى شمال غرب سوريا.
وأوضحت منظمة أطباء بلا حدود أنه في العام 2022 وحده، عبرت 7566 شاحنة محملة بالمساعدات من تركيا إلى شمال غرب سوريا، أي بمعدل 145 شاحنة في الأسبوع.
وشددت المنظمة على أن الأولية يجب أن تكون لتأمين المأوى والمياه وأدوات الصرف الصحي، فضلاً عن الإمدادات الطبية اللازمة لما بعد العمليات الجراحية.
وبدأت المنظمة، التي يتواجد فريق لها في إدلب منذ 2012، بعد الزلزال بتغطية كل تكاليف ثلاث مستشفيات وبنك دم لمدة ثلاثة أشهر.
ومن المفترض أن ترسل لاحقاً قافلة ثانية محملة بالمساعدات الطبية إلى شمال غرب سوريا.