Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نائبان يضيئان الشموع في برلمان لبنان بعد شهر من اعتصامهما داخله

انقسام بشأن وقفتهما بين مؤيد وبين من اعتبرها "مسرحية غير مجدية"

ملحم خلف ونجاة صليبا داخل مجلس النواب ("سيلفي" من النائب خلف)

ملخص

شهر على #اعتصام نائبين في #برلمان_ لبنان فماذا تغير؟

مرّ على اعتصام النائبين ملحم خلف ونجاة صليبا داخل قاعة مجلس النواب اللبناني شهر كامل، ولم يحصل أي تطور على صعيد الاستحقاق الرئاسي. فالإقامة الدائمة لنائبي "التغيير" لم تخرق الجمود الحاصل. ولا عدد النواب المعتصمين ارتفع، ولم يتراجع رئيس البرلمان نبيه بري، راضخاً لمطلبهم في تطبيق الدستور وتحويل مجلس النواب هيئة ناخبة من خلال عقد جلسات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية. وعلى رغم ذلك يقول النائبان خلف وصليبا لـ"اندبندنت عربية" إن خطوتهما حققت الكثير وحركت المبادرات والاتصالات، ويؤكدان بأنهما سيستمران في الاعتصام ولن يغادرا مجلس النواب إلا بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وفي ذكرى مرور شهر على وقفتهما، أطلقا نداء توجها فيه إلى زملائهما النواب ودعوهما "إلى الوقوف في وجه من يتحاصصون على ظهر الاستحقاق الرئاسي فيؤخرون في إتمامه"، وفي وجه "من يبحثون عن رئيس معلّب لا إنقاذي، يتقاسمون من خلاله سائر مواقع السلطة"، وتضمن النداء دعوة مباشرة إلى النواب للحضور إلى قاعة المجلس النيابي وعدم الخروج منها قبل انتخاب رئيس الدولة، واعتبرا أن التخلف عن الحضور وإتمام هذا الاستحقاق هو "مخالفة صارخة لأحكام الدستور، وإساءة للوكالة التي اؤتمنا عليها، وانتحار جماعي بل قتل متعمد وإبادة لشعب بأكمله".

صليبا: تمكنا من إيقاف المهزلة

على ضوء 128 شمعة توزعت أمام كراسي النواب الـ128 التي زُيِّنت كلها بالعلم اللبناني، أراد النائبان المعتصمان إحياء ذكرى مرور شهر على وقفتهما في مجلس النواب، علّ الشموع المضيئة تنير ضمائر النواب فيحضرون إلى مقر المجلس للقيام بعملهم، كما تقول النائب نجاة صليبا. تؤكد الأستاذة الجامعية الآتية حديثاً إلى عالم السياسة والتشريع والعمل في الشأن العام إنها لن تتراجع عن الخطوة التي بدأتها مع زميلها النائب ملحم خلف، فهي تقوم بواجبها وبما يمليه عليها ضميرها، لأن الناس وظفوها لحماية مؤسسة مجلس النواب وهذا ما ستفعله. ترفض صليبا القول إن اعتصامهما لم يحقق شيئاً فقد أنجز الكثير بحسب رأيها، فللمرة الأولى منذ 40 عاماً يقف نائبان ويطالبان بتطبيق الدستور في وقفة احتجاجية لا كلامية فقط، كما أسهمت هذه الخطوة في كسر أسلوب انتظار التسويات الذي كان متبعاً سابقاً في الاستحقاقات الأساسية، "فوقفتنا حركت المياه الراكدة" تقول صليبا. وتستغرب كيف أن النواب الذين اختارهم الشعب يسلمون بفرضية عدم نضوج الظروف المناسبة لانتخاب رئيس ولا يبادرون، مشددة على أنها لن تقبل أن تكون شاهدة زور. أما أهم ما حققه الاعتصام بحسب صليبا فهو وقف "مهزلة" جلسات انتخاب الرئيس، التي تكررت في الجلسات الـ11، وتقول "نحن عطلنا هذه الجلسات"، وتكشف أن التواصل والحوار قائم مع مختلف القوى، وعدد من النواب يزورونهما في المجلس للبحث عن حل بعدما اقتنع الجميع أن أياً من الفريقين، المعارضة من جهة وحزب الله وحلفاؤه من جهة أخرى، لن يتمكن من إيصال رئيس وحده. لا تخفي النائبة التغييرية صعوبة المبيت في قاعة مجلس النواب على المقاعد وفي غياب الكهرباء والتدفئة، لكنها تضيف سريعاً "ليس أصعب من أكون خارج المجلس ويشيرون إليّ ويقولون، "هذه لم يطلع من أمرها شيء".

 

النواب المتضامنون 31 ولكن

منذ 19 يناير (كانون الثاني) لم يغادر النائبان نجاة صليبا وملحم خلف قاعة مجلس النواب إلا لأسباب ملحة لها علاقة بارتباطات مهمة وضرورات يقتضيها غياب الحاجات اليومية لنظافتهم الشخصية في مقر المجلس النيابي. لكن القاعة لم تخل يوماً من تواجد نيابي، بحيث كان يتولى نواب من "كتلة التغيير" المناوبة عن خلف وصليبا إذا اضطرا إلى مغادرة المجلس، كما عمد عدد منهم إلى المبيت معهما، ولكن ليس بصورة مستمرة. عدد النواب الذين حضروا متضامنين مع خلف وصليبا لم يتخط الـ31، وهم في معظمهم من كتل المعارضة، وبعضهم نصحهما في البحث عن مخرج لائق لوقف الاعتصام لأن خطوتهما لن توصل إلى أي مكان. ولم يتواصل معهما أي من نواب "حزب الله" أو "حركة أمل" أو "التيار الوطني الحر". وعندما نسأل خلف لماذا لا تزالان مستمرين بالاعتصام يجيب أن هذه الوقفة واجب عليهما كنواب، ويسأل "هل تقبلون أن نقف عاجزين ونتفرج على الانهيار"؟ الهدف كان منعهم من تقاسم السلطة تحت مسمى التوافق ونجحنا في ذلك يقول خلف، مضيفاً أردنا أن نعيد البوصلة والقول بأن البت يعود لسلطة الدستور والقانون وليس لأي سلطة أخرى. وفيما يعتبر خلف أن السؤال الطبيعي يجب أن يوجه إلى النواب الآخرين وماذا فعلوا حتى الآن لمعالجة الأزمة القائمة، يؤكد لـ"اندبندنت عربية" أنهم لن يقبلا بتخطي القانون تحت أي مسمى مذكراً بما سبق وحذر منه في مداخلته في آخر جلسة عقدت لانتخاب الرئيس عن خطورة الوضع وعدم قدرة الناس على التحمل، وقال "عندما بدأنا الاعتصام كان الدولار أقل من   50ألف ليرة فيما هو اليوم يتخطى الـ80  ألفاً، وأثر ذلك على المواطن كبير في الكهرباء والمياه والدواء والطعام، فمن يعالج كل هذه المشكلات؟ في غياب حكومة فاعلة وشغور رئاسي ومجلس نواب لا يمكن أن يكون في ظل الفراغ إلا هيئة ناخبة"، وانطلاقاً من ذلك يؤكد النائب خلف أن انتخاب رئيس للجمهورية هو أول الطريق للوصول إلى استقامة الحياة العامة، فمن دون رئيس لا حكومة ولا تشريع في مجلس النواب.

"يصفون وقفتنا بالمسرحية لتغطية فشلهم"

يرفض خلف، وهو صاحب فكرة الاعتصام في مجلس النواب تطبيقاً للمادة 75 من الدستور، الاعتراف بفشل تحركهما حتى الآن، وفي سرده للائحة من الإنجازات التي تحققت نتيجة الاعتصام، يقول "يكفي أن كل الناس صارت تتحدث عن ضرورة احترام الدستور، ما يعني أننا تمكنا من تحديد البوصلة لعمل النواب والسلطة السياسية، فيما كانوا لا يريدون أن يسمعوا بالدستور". واعتبر خلف أن وقفتهما حركت عجلة التواصل بين معظم الكتل النيابية وأنتجت مبادرات عدة، وفتحت باباً للحوار بين النواب ومع "التغييريين". ورداً على سؤال عن تشدد رئيس مجلس النواب نبيه بري في عدم الدعوة إلى جلسة لانتخاب الرئيس رداً على تحركهما، يؤكد خلف أن الدعوة إلى الجلسة "هي لزوم ما لا يلزم فالدستور واضح وهو ينص على تحول مجلس النواب في ظل الشغور الرئاسي إلى هيئة ناخبة، عليها أن تنتخب رئيساً للجمهورية من دون أي تأخير". وعن الكلام بأن ظروف الانتخاب غير متوافرة حالياً وأن الأمور لن تُحسم قبل أبريل (نيسان) المقبل، يرد خلف بغضب "يعني أن هناك ارتهاناً للخارج وهذه خيانة عظمى". ويضيف "من المعيب أن ينتظر النواب أن تقرر الدول عنهم فيما نحن بتنا عديمي الوجود". ويسأل هل ينتظرون نهاية النزاع الأميركي - الصيني، أو النزاع الأميركي - الإيراني، أو الروسي - الأوروبي؟ يجزم خلف أنهم لن يغادرا قاعة مجلس النواب ولن يتراجعا عن الاعتصام إلا بعد انتخاب رئيس ويسأل "عن ماذا يجب أن نتراجع، هل اعتقدوا أننا سنجرب الاعتصام ليومين ونغادر بعدها"؟ واعتبر خلف أن انتقاد بعض النواب لوقفتهما واعتبارها "مسرحية" غير مجدية هو لتغطية فشلهم لأن ليس لديهم شيء آخر يبررون به عجزهم. يتوعد النائب "التغييري" أخيراً بأنهم سيكونون بالمرصاد للمسؤولين في السلطة الذين اعتادوا على تخطي الدستور وانتظار التسويات في كل استحقاق دستوري، والمحطة الجديدة بعد انتخاب الرئيس ستكون تشكيل الحكومة الجديدة، يقول خلف.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي