ملخص
أظهر استطلاع جديد للرأي العام في #المملكة_المتحدة، أجري بطلب من "اندبندنت"، اعتقاد شخصين من كل ثلاثة بريطانيين بأن خروج #بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (#بريكست) ألحق ضرراً باقتصاد البلاد.
أظهر استطلاع جديد للرأي العام في المملكة المتحدة، أجري بطلب من "اندبندنت"، اعتقاد شخصين من كل ثلاثة بريطانيين بأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) ألحق ضرراً باقتصاد البلاد.
واستناداً إلى البحث الاستقصائي الذي أجراه مركز "سافانتا كومريس" Savanta ComRes لاستشارات أبحاث السوق، فإن قرابة 61 في المئة من الناخبين يعتبرون أن مسار "بريكست" دفع الاقتصاد البريطاني إلى وضع أسوأ، فيما رأى 13 في المئة فقط أنه أسهم في تحسين الوضع الاقتصادي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الاستطلاع أظهر أيضاً أن معظم المشاركين فيه يعتقدون أن خروج المملكة المتحدة من الكتلة الأوروبية أسهم في تفاقم أزمة الإمدادات الغذائية المتصاعدة في بريطانيا التي شهدت نقصاً خانقاً في إمدادات بعض السلع في المتاجر خلال أزمة ارتفاع كلفة المعيشة.
وأكد نحو 55 في المئة من المشاركين في الاستطلاع أن "بريكست" فاقم مشكلة عدم توافر السلع، فيما رأى 14 في المئة فقط أنها حسنت مسألة توافر السلع في المحال والمتاجر.
وتبين من نتائج البحث أيضاً أن نحو 47 في المئة من البريطانيين قالوا إن خروج بلادهم من الكتلة الأوروبية تسبب في تدهور أوضاعهم المالية، فيما رأى 13 في المئة فقط أن أرصدتهم في المصارف تحسنت نتيجة "بريكست".
كريس هوبكنز مدير مركز "سافانتا كومريس" استنتج أن "هذا الاستطلاع يظهر أن الرأي العام البريطاني بات يدرك أن "بريكست" لم يحقق النتائج المرجوة"، وقال "فيما لا تشير هذه النتيجة بشكل مباشر إلى وجود شعور بالندم لدى البريطانيين في شأن مسار ’بريكست‘ إلا أننا نرى أن هناك أدلة قليلة في تصورات مؤيدي البقاء ضمن المنظومة الأوروبية Remainers ومؤيدي المغادرة Leavers، على أن المغادرة البريطانية للاتحاد الأوروبي جعلت المملكة المتحدة في وضع أفضل".
الجهة المنظمة لاستطلاع الرأي أشارت في المقابل إلى أن استطلاعات سابقة أظهرت أن الرأي العام البريطاني بات يعي أن حملة "المغادرة" كانت "روجت لأكاذيب أكثر" من حملة "البقاء"، وذلك قبل استفتاء العام 2016 وبعده.
وأضاف هوبكنز، "ربما يكون هذا الشعور بالخداع هو الذي يؤثر في التصورات الراهنة للبريطانيين، بحيث يشعر بعض مؤيدي المغادرة بأنهم ربما أخطأوا في موضوع مغادرة بلادهم الاتحاد الأوروبي، على رغم أنهم لن يغيروا بالضرورة قرارهم إذا ما أجري استفتاء جديد".
التفسير الرئيس لهذا التحول يرتبط بالعواقب الاقتصادية التي تسبب بها "بريكست"
وفي المقابل أظهر الاستطلاع الأخير ازدياد القناعة حيال تأثير "بريكست"، وكانت دراسة مماثلة طلبت "اندبندنت" إجراءها في يناير (كانون الثاني) الماضي أظهرت أن 56 في المئة يعتقدون أن "بريكست" زاد سوء الوضع الاقتصادي.
وتسود أيضاً شكوك قوية في شأن المفهوم المتمثل في أن مغادرة الكتلة الأوروبية أسهمت في احتواء مشكلة الهجرة، ورأى نحو 44 في المئة من الناخبين أن "بريكست" قوض قدرة المملكة المتحدة على السيطرة على حدودها، فيما اعتبر 17 في المئة أنه حسّن مراقبة الحدود.
يأتي ذلك بعد وضع "جامعة دورام" (Durham University) تقريراً أفاد بأن الانسحاب البريطاني من الكتلة الأوروبية أدى إلى أزمة تسلل طالبي اللجوء في قوارب صغيرة إلى المملكة المتحدة، لأن قرار المغادرة بلا اتفاق مع بروكسل على سياسة لإعادة المهاجرين تسبب في هذه الزيادة الهائلة من عمليات العبور الخطرة للقنال الإنجليزي.
وبالانتقال إلى جوانب أخرى من المغادرة البريطانية فقد بات معلوماً أن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أصبح على وشك توقيع اتفاق مع الاتحاد الأوروبي في محاولة لإنهاء النزاع طويل الأمد حول "بروتوكول إيرلندا الشمالية Northern Ireland Protocol (الذي يحكم قضايا الجمارك والهجرة على الحدود في الجزيرة ما بين جمهورية إيرلندا وبريطانيا، لكن منذ بدء تنفيذه أثار خلافات بين لندن وبروكسل لأنه عطل التجارة بين بريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية).
إلا أن سوناك يواجه مهمة صعبة للغاية في إقناع "الحزب الوحدوي الديمقراطي" DUP بالعودة لترتيبات تقاسم السلطة في حكومة ستورمونت (جمعية إيرلندا الشمالية)، في وقت يتوقع أن يقوم أنصار المغادرة البريطانية للكتلة الأوروبية داخل حزب "المحافظين" بتمرد على أي تسوية مع بروكسل من شأنها أن تبقي على أي دور لـ "محكمة العدل الأوروبية" European Court of Justice (ECJ).
يشار إلى أن الاستطلاع الأخير لمركز "سافانتا كومريس" أظهر أنه بات لدى البريطانيين تصور سلبي إلى حد كبير في شأن تبعات "اتفاق بريكست" على العلاقة بين المملكة المتحدة وأوروبا، وعلى نطاق أوسع على مكانة بريطانيا في العالم، وذلك بعد أكثر من ثلاثة أعوام على مغادرة الكتلة الأوروبية.
وتوصل البحث إلى أن 53 في المئة من البريطانيين يعتقدون أن المغادرة أدت إلى تدهور علاقات المملكة المتحدة مع الاتحاد الأوروبي، فيما اعتبر 13 في المئة أنها أسهمت في تحسن العلاقات مع بروكسل. وأعرب نحو 47 في المئة من الذين اُستطلعت آراؤهم عن اعتقادهم بأن الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي قوض النفوذ العالمي للمملكة المتحدة، فيما رأى 16 في المئة أنه عزز من مكانة بريطانيا.
وكانت الأعوام الأخيرة شهدت ارتفاعاً في نسبة البريطانيين النادمين على الدخول في "بريكست"، وسط صدور سيل من البيانات التي تشير إلى تأثيره المؤلم في الاقتصاد وتنامي عدم شعبيته في استطلاعات الرأي العام، فقد أظهر بحث أجراه "مركز الإصلاح الأوروبي" Centre for European Reform (CER) (مؤسسة فكرية تعنى بتحسين أداء الاتحاد الأوروبي وتعزيز دوره في العالم) خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أن مغادرة المملكة المتحدة الكتلة الأوروبية كلفها خسارة نحو 33 مليار جنيه إسترليني (39.6 مليار دولار أميركي) في مجال التجارة والاستثمار والنمو، وقدر المركز خسارة الضرائب نتيجة المغادرة البريطانية بنحو 40 مليار جنيه إسترليني (48 مليار دولار).
وفي وقت سابق من الشهر الجاري أفاد جوناثان هاسكل العضو الخارجي في "لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا" Bank of England’s Monetary Policy Committee، بأن الاستثمار "توقف مساره" نتيجة "بريكست".
وكشف المسؤول أن البنك قدر أن الضرر الذي لحق بالاستثمار التجاري أدى إلى انخفاض في الإنتاجية بنحو 1.3 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، أي ما يوازي نحو 29 مليار جنيه إسترليني (34.8 مليار دولار)، أو 1000 جنيه إسترليني (1200 دولار) لكل أسرة بريطانية.
وكان البروفيسور جون كيرتس الخبير في استطلاعات الرأي قال لـ "اندبندنت" في وقت سابق إنه "ما من شك في أنه طرأ بعض التراجع لدى الرأي العام في دعم مسألة الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، إذ يبدو أن التفسير الرئيس لهذا التحول يرتبط بالعواقب الاقتصادية التي تسبب بها مسار ’بريكست‘".
استطلاع "سافانتا" الذي شمل عينة من 2201 شخصاً بالغاً أجري خلال الفترة الممتدة ما بين الـ 10 والـ 12 من فبراير (شباط) الجاري.
© The Independent