ملخص
حاول الجميع الضغط على #روسيا من خلال #الرياضة لتخفيف الأعباء عن #أوكرانيا
خلفت الحرب الروسية على أوكرانيا أضراراً عدة، فلم تقتصر تبعاتها على المستويين السياسي والاقتصادي فقط، بل امتدت إلى الرياضة فكانت العواقب وخيمة على روسيا التي استبعدت من المحافل الدولية ومنع لاعبوها من المشاركة في عدد من الفعاليات.
وحاول الجميع الضغط على روسيا من خلال الرياضة لتخفيف الأعباء عن أوكرانيا التي حدث بها خراب كبير وتدمير نتيجة الحرب الروسية على أراضيها، فضلاً عن توقف الحياة الكروية في البلاد.
ولأعوام طويلة ظلت الكيانات الدولية الحاكمة للرياضة عالمياً وعلى رأسها اللجنة الأولمبية الدولية والاتحادات الدولية للألعاب المختلفة، تنادي بإبعاد السياسة عن الرياضة وتتخذ مواقف متشددة مع كل من يخالف ذلك، مستغلاً حدثاً رياضياً في توجيه رسائل محددة أو لنصرة قضية سياسية أو قومية، إذ تحظر المادة 50 من الميثاق الأولمبي على الرياضيين اتخاذ موقف سياسي في مجال اللعب.
وهناك جهود مكثفة من جانب اللجنة الأولمبية الدولية، وهي المظلة الكبرى للرياضة، لتذكير الرياضيين بإبعاد السياسة عن ساحات الرياضة وتراقب عن كثب كل تصرف يمكن أن تكون له دلالات غير رياضية أو تبعث على الانقسام.
وخلال العام الماضي وقبيل انطلاق منافسات الألعاب الأولمبية الصيفية في العاصمة اليابانية طوكيو، حذرت اللجنة آلاف الرياضيين المشاركين في الحدث من توجيه أي رسالة سياسية حتى لو كانت عبر القبضات المرفوعة من قبل العدائين الأميركيين تومي سميث وجون كارلوس في ألعاب مكسيكو سيتي عام 1968، بل أطلقت قبل البطولة وثيقة من ثلاث ورقات لتحذير الرياضيين من الإجراءات التأديبية في طوكيو، إلا أنه منذ اليوم الأول للهجوم الروسي على أوكرانيا، تجاهلت المؤسسات الدولية الحاكمة للرياضة الميثاق الأولمبي ومبدأ عدم تسييس الرياضة وتحولت الألعاب المختلفة إلى وسائل ضغط على روسيا عبر إقرار عقوبات جماعية وفردية غير مسبوقة، تكاد تمحو الرياضة الروسية من المشهد.
ومنذ أن أعلنت روسيا الحرب على أوكرانيا وبدأ فرض عقوبات رياضية ضد الروس على صعيد عدد من اللعبات الفردية والجماعية منها التي طاولت أيضاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كانت أولى العقوبات بإعلان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) سحب استضافة مدينة سانت بطرسبورغ الروسية لنهائي دوري أبطال أوروبا ونقله إلى فرنسا، بجانب قرار "يويفا" إنهاء شراكته مع شركة الغاز الروسية "غازبروم" في جميع المسابقات، الأمر الذي حرم روسيا من 40 مليون يورو سنوياً.
لم تتوقف الأمور عند هذا الحد بل أعلن الاتحادان الدولي (فيفا) والأوروبي لكرة القدم تعليق مشاركات الأندية والمنتخبات الروسية في جميع المسابقات، بحيث اتخذ "فيفا" قرارات على رأسها عدم لعب أي منافسة دولية على الأراضي الروسية، فتلعب المواجهات على أرض محايدة ومن دون متفرجين، كما أنه يجب أن يشارك الاتحاد العضو الذي يمثل روسيا في أي مسابقة تحت اسم "اتحاد روسيا لكرة القدم" وليس "روسيا"، فضلاً عن أنه لن يتم استخدام علم أو نشيد لروسيا في المباريات التي تشارك فيها فرق من اتحاد كرة القدم الروسي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
فيما أعلن "فيفا" إقصاء روسيا من المشاركة في كأس العالم 2022 الذي أقيم في قطر وإيقاف كل المنتخبات الروسية الوطنية وأنديتها "حتى إشعار آخر"، رداً على الحرب التي تشنها موسكو ضد أوكرانيا، فلم يتمكن المنتخب الروسي من خوض الملحق المؤهل إلى مونديال قطر 2022 ضد بولندا، كما لم يتمكن منتخب السيدات أيضاً من المشاركة في كأس أوروبا المقررة في إنجلترا في يوليو (تموز) المقبل، فضلاً عن إقصاء نادي "سبارتاك موسكو"، الممثل الوحيد لروسيا في المسابقات الأوروبية خلال العام المنصرم، تحديداً من الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ).
وقررت اللجنة الأولمبية الدولية سحب الوسام الأولمبي من بوتين وذلك عقب الهجوم الروسي على أوكرانيا، كما سحب المجلس الوسام من نائب رئيس الوزراء الروسي دميتري تشيرنيشينكو ونائب رئيس الإدارة الرئاسية دميتري كوزاك.
وتواصلت العقوبات على روسيا بعدما سحب الاتحاد الدولي للكرة الطائرة تنظيم بطولة العالم للكرة الطائرة للرجال من روسيا إثر الحرب الروسية- الأوكرانية.
وقرر مسؤولو مانشستر يونايتد فسخ تعاقد النادي مع شركة الطيران الروسية "أيروفلوت" كونها الراعي الرسمي للفريق، فيما أعلن نادي شالكه الألماني سحب اسم وشعار راعيه الرئيس شركة النفط الروسية الرائدة "غازبروم" من قمصانه.
وكشفت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز عن إيقاف رجل الأعمال الروسي رومان أبراموفيتش عن إدارة نادي تشيلسي، إذ إن الحكومة البريطانية فرضت عقوبات عليه بتجميد جميع أصوله في المملكة المتحدة باستثناء نادي تشيلسي الذي سمح له بمواصلة "الأنشطة المتعلقة بكرة القدم"، في حين برر هذا القرار بسبب دعم الملياردير الروسي لبلاده في عمليتها العسكرية لحماية دونباس وعلاقته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وحصل نادي العاصمة على ترخيص خاص لمواصلة الأنشطة المتعلقة بكرة القدم، على أن تتم عملية بيع النادي بحلول 31 مايو (أيار)، فتم شراء النادي من قبل رجل الأعمال الأميركي تود بويلي.
كما اتخذ الدوري الإنجليزي الممتاز قراراً بتعليق عقد البث التلفزيوني لمبارياته مع الشريك الروسي "رامبلر" بعد إجماع الأندية الـ20 على إنهاء الاتفاق، عقب أسبوع من المباريات التي شهدت دعماً لأوكرانيا قبل انطلاق كل مباراة، وأوضح الاتحاد الإنجليزي في بيان أنه سيتبرع أيضاً بمليون جنيه استرليني للإسهام في تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من الأزمة في أوكرانيا، كما أعلنت الرابطة الإنجليزية لكرة القدم أنها قطعت بث مبارياتها في روسيا.
ولم تتوقف أضرار الحرب الروسية- الأوكرانية عند هذا الحد، فأعلن رسمياً عن إلغاء جائزة روسيا الكبرى للفورمولا 1، كما قررت رابطة الدوري الأوروبي لكرة السلة نقل المباريات التي كانت ستقام على الأراضي الروسية إلى دول أخرى، وذلك في اجتماع لمسؤولي 18 نادياً يشاركون في البطولة، فضلاً عن إلغاء الاتحاد الدولي للسباحة بطولة العالم للناشئين المقررة في كازان بروسيا بعد بدء الحرب، وأوضح الاتحاد أنه اتخذ القرار بإلغاء البطولة التي تقام كل عامين بعد مناقشات مع الرياضيين والشركاء.
ومنذ انطلاق الحرب الروسية على أوكرانيا كان هناك دعم كبير لكييف من خلال جميع الدوريات واللاعبين والأندية، بحيث خرج فريق برشلونة بلافتة كتب عليها "أوقفوا الحرب"، فضلاً عن وقوف الدوري الإنجليزي دقيقة حداد على ضحايا الحرب.
وحرص جميع اللاعبين على مساندة أوكرانيا من خلال الكلمات المؤثرة عبر حساباتهم على منصات وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة سواء "فيسبوك" أو "تويتر" أو "إنستغرام".
وانطلق الموسم الحالي من الدوري الأوكراني بشكل طبيعي، لكن بقواعد خاصة وهي منع حضور الجماهير للمباريات، كما أنه سيتم إجلاء اللاعبين إلى الملاجئ في حال انطلاق صافرات الإنذار في كييف أثناء المباراة.
واتخذ قرار بأن جميع المباريات ستلعب داخل العاصمة كييف أو حولها إذ إنها تبعد عن منطقة النزاع شرق البلاد، على أن يكون الدوري من دون مشاركة ناديين هما ديسنا شيرنيهيف وماريوبول وكلاهما من مدينتين دمرتهما الحرب الروسية تماماً.
أما على الجانب الآخر، فإن الدوري الروسي يقام بشكل منتظم ووصل إلى الجولة الـ 18 من عمر المسابقة ويتصدر فريق زينيت سانت بطرسبورغ جدول الترتيب برصيد 42 نقطة بعدما خاض 17 مباراة.