ملخص
تحدث متابعون للشأن #السوري عن استنفار عسكري في مدينة #أعزاز بالريف الشمالي الغربي لمدينة #حلب
لم تكد تركيا تنفض غبار زلزال السادس من فبراير (شباط) الحالي وما ألحقه من خسائر هائلة في الأرواح، فضلاً عن تشريد الملايين والدمار الهائل وخصوصاً جنوب البلاد، حتى تصاعد الدخان من مركبة قصفت بطائرة مسيرة يعتقد أنها للجيش التركي بالريف الغربي لمدينة عين العرب شمال غربي سوريا، حيث قتل شخصان أحدهما متهم بتورطه بتفجير ساحة "تقسيم" وسط ولاية إسطنبول.
وبحسب المعلومات الأولية فإن هذا الشخص المتهم بالضلوع بالعملية الانتحارية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والتي راح ضحيتها ستة قتلى وعشرات الجرحى، ليست له أية ارتباطات مع الأحزاب الكردية العسكرية التي تضعها أنقرة على لوائح الأحزاب الإرهابية والمحظورة، على رغم أن التحقيقات التركية أشارت إلى عكس ذلك.
مدينة أعزاز
وتحدث متابعون للشأن السوري عن استنفار عسكري في مدينة أعزاز بالريف الشمالي الغربي لمدينة حلب، وأفادت مصادر ميدانية بوجود حال اضطراب بين فصائل المعارضة المسلحة المدعومة تركياً.
ويأتي إنشاء حاجز أمني على مدخل مدينة أعزاز بعد استنفار الجيش التركي الذي أرسل رتلاً من العربات العسكرية على طريق المدينة الواقعة ضمن سيطرة المعارضة المسلحة، مع أنباء غير مؤكدة تتحدث عن خلافات في تشكيل جديد لها في المدينة يطلق عليه اسم "الفيلق الثالث" الذي أتى بعد اندماج عدد من الفصائل المسلحة.
الكارثة والدبلوماسية
في الأثناء يرى مراقبون أن أنقرة وعلى رغم ما أصابها جراء الزلزال إلا أن اهتمامها لا يزال منصباً على ما يجري في الشمال السوري.
ووسط هذه الأجواء كشف نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف عن مشاورات لتحديد اجتماع رباعي على مستوى وزراء خارجية كل من روسيا وتركيا وإيران وسوريا، وقال في حديث صحافي لوكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك"، "سنواصل مساعدة الطرفين السوري والتركي من أجل تطبيع العلاقات بين الدولتين واستعادة علاقات حسن الجوار التقليدية"، مضيفاً "لا نربط العملية الانتخابية في تركيا بتطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة، فماضيهما تجاه بعضهما ليس مصلحة ظرفية بل مصلحة طويلة الأمد لكل منهما".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويبدو أن فرص انخراط إسطنبول بمفاوضات مع دمشق واردة، لا بل زادت احتمالاتها على إثر كارثة الزلزال، وبحسب متابعين للشأن التركي فإن إعادة ترتيب الأوراق السياسية بين البلدين مجدداً حاجة انتخابية ملحة بالنسبة إلى حزب "العدالة والتنمية" الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم والبالغ عددهم 3.5 مليون نسمة.
ولفتت على خط دمشق - أنقرة رسالة المواساة التي أرسلها زعيم حزب "الشعب الجمهوري" اليساري، أقوى أحزاب المعارضة التركية، كمال كليغدار أوغلو إلى العاصمة السورية، وقال فيها "هذه الكارثة أظهرت مرة أخرى الألم الذي عانيناه، وأننا شركاء وجيران في حزننا، ونشعر بالألم المشترك".
ويعد أوغلو من أشد المعارضين لخوض المعركة في سوريا ونادى بفتح حوار معها.
هل ستعود المعركة؟
في غضون ذلك تتحدث الأوساط السياسية في سوريا عن قرب اتفاق بات وشيكاً مع أنقرة، في وقت تصر دمشق على عدم الخوض بأية مفاوضات مع جارتها الشمالية إلا بانسحاب الجيش التركي من كامل الأراضي التي احتلها كبادرة حسن نية، وفق تصريحات لوزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، مع ترجيح عقد لقاء كانت موسكو تخطط له للقاء نظيره التركي مولود جاويش أوغلو الذي أعلن أخيراً بشكل صريح عدم تخلي بلاده عن المعارضة السورية.
في المقابل تراقب قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المشهد على الحدود شمالاً وجنوباً في وقت تنغمس بحرب شرسة مع فلول تنظيم "داعش" الذي يكثف نشاطه في البادية السورية ومناطق خاضعة للقوات الكردية، لا سيما في الشمال الشرقي حيث قتل ما لا يقل عن 53 شخصاً كانوا يبحثون عن فطر الكمأة، خلال الأسبوع الماضي.
وفي وقت تعول الإدارة الذاتية الكردية وقوات "قسد" الحليفة الاستراتيجية لقوى التحالف والإدارة الأميركية على دعم واشنطن بوجه التوغل التركي، يطالب برلمانيون أميركيون بسحب قوات بلادهم من سوريا بعد هجوم لداعش أصاب جنوداً لهم، وقدم النائب الجمهوري مات غيتز مشروع قرار في الـ 22 من فبراير (شباط) الجاري يلزم الرئيس الأميركي جو بايدن بسحب القوات الأميركية في موعد لا يتجاوز 15 يوماً في حال تبني القرار، وفق ما نقلت قناة "فوكس نيوز" الأميركية.