لسنوات، سافرت الناجية من الإبادة الجماعية الأيزيدية نادية مراد من بلد إلى آخر تنشر رسالتها عن الجرائم المروعة التي ارتكبتها "داعش" في حق شعبها، وهي حصلت على جائزة "نوبل للسلام" تقديراً لتلك الجهود.
وعلى الرغم من أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدّعي غالباً أنه صاحب اليد الطولى في دحر ذلك التنظيم الإرهابي، فإنه بدا جاهلاً بجهود مراد عندما التقى الاثنان في البيت الأبيض يوم الأربعاء الماضي.
عندما انتهت مراد من شرحها للرئيس ترامب كيف قتل مجرمو "داعش" أفراد عائلتها عندما غزا التنظيم الإرهابي شمال العراق في عام 2014، مشيرة إلى اختطافها أيضاً من المجموعة نفسها، أجاب الرئيس متسائلاً ومندهشاً "هل حصلت على نوبل؟ أمر لا يُصدق. لأي سبب منحوك الجائزة؟".
طَلَبَتْ مراد من ترامب الضغط على السلطات العراقية والكردية لبذل مزيد من الجهد من أجل الناجين من الإبادة الجماعية التي تسبب بها "داعش"، والسماح للأيزيديين بالعودة إلى ديارهم.
عندها، أجاب الرئيس وقد سيطر عليه الاستغراب "لكن داعش انتهى، والآن تعانون من التنازع بين الحكومة الكردية، ومن...؟"، مضيفاً أنه "سيتابع القضية بجدية".
جرى اللقاء في اجتماع في المكتب البيضاوي بين الرئيس ومجموعة من الناجين من الاضطهاد الديني، بالتزامن مع مؤتمر وزارة الخارجية الأميركية حول الحرية الدينية. كذلك حضر ممثل عن "روهينغيا"، وهي أقلية مسلمة مضطهدة ارتكبت دولة بورما مذبحة في حقها في موطنها ميانمار.
وقتل الآلاف من الأيزيديين، وأُسر أكثر من 6000 امرأة وطفل على أيدي "داعش" في صيف 2014، عندما نفّذ التنظيم الإرهابي هجوماً قاتلاً ضدّ الأقلية الدينية الصغيرة في موطنها الأصلي بشمال العراق.
يُذكر أن منظمة "الأمم المتحدة" ستعلن في وقت لاحق أن الهجوم على منطقة سنجار (شمال العراق) واستعباد نساء أيزيديات، يمثّل إبادة جماعية. في هذه الأثناء، ما زال أيزيديون كثر يعيشون في مخيمات للمشردين داخل العراق، غير قادرين على الرجوع إلى مدنهم وقراهم المدمرة.
كانت نادية مراد واحد من بين نساء كثيرات استعبدتهن "داعش"، حين كانت نادية في التاسعة عشرة من عمرها. وهربت بعد ثلاثة أشهر قضتها في الأسر. ومنذ ذلك الحين، تعمل نادية على مساعدة النساء والأطفال الذين يقعون ضحية سوء المعاملة والاتجار بالبشر.
في 2018، حصلت على جائزة "نوبل للسلام" مناصفة مع الطبيب الكونغولي دينيس موكويغي، تكريماً لـ"جهودهما في وقف استخدام العنف الجنسي سلاحاً في الحروب والصراعات المسلحة".
وفي كلمة مؤثرة، أبلغت مراد ترمب "لا يمكن لشعبي العودة إلى وطنه". وأضافت أن "95 ألف أيزيدي هاجروا إلى ألمانيا بعد 2014، ليس لأننا نريد أن نكون لاجئين، بل لأننا لا نجد مكاناً آمناً للعيش فيه. ما زلت أحارب من أجل العيش في أمان".
لم تنته مراد من كلامها قبل أن تطلب من دونالد ترمب متوسلةً أن يفعل شيئاً لمساعدة شعبها، موضحة أن "المأساة لا تتعلق بأسرة واحدة إنما بمجتمع بأكمله".
© The Independent