ملخص
استضافت #الرياض "مستقبل منظمات التربية والثقافة والعلوم" في تحفة #معمارية من تصميم المهندسة العراقية بما جعلها حديث الجلسات
لم تكن التحفة المعمارية الوحيدة التي أنجبت العالمة العراقية زها حديد، لكن الظرفين الزماني والمكاني اجتمعا هذه المرة من دون قصد، ليجعلا حضور الراحلة طاغياً في مؤتمر يبحث مستقبل منظمات التربية والثقافة والعلوم الذي استضافته الرياض في "كابسارك" الذي صنف كأكبر مشروع مستدام لتطوير الأحياء في الشرق الأوسط.
ولأن المناسبة شكلت ما يشبه عرس "الأخوات الثلاث" وهي "يونيسكو" و"ألكسو" و"إيسسكو"، فإن استدعاءها المهندسة حديد يلتقي مع نطاق عملها، خصوصاً أن المناسبة أقيمت في يوم المرأة العالمي وفي التحفة التي أبدعت ويزورها أكثر الحضور الآتي من نحو 100 دولة ومنظمة للمرة الأولى.
لهذا لم تجد مقدمة الجلسات المذيعة فاطمة فهد أقرب من المصممة الحديدية لتفتتح المؤتمر وهي تحيي حضور الرياض في إحدى جواهرها المعمارية. وقبل أن تنادي على المتحدثين كانت الغائبة الحاضرة اسماً برز في القاعة قبل الجالسين على كراسيها.
ولأن الحضور النسائي كان كبيراً في التظاهرة الثقافية من أنحاء عالمية عدة، لم يستطع عدد من المتحدثين تجاوز اليوم، وسيدة المكان الغائبة التي ظلت تركتها في العواصم العربية والعالمية تشير إليها بالبنان حتى إن غادرت خرائطها الهندسية إلى دار البقاء منذ مارس (آذار) 2016.
هجرة العقول العربية
وفي هذا السياق لفت وزير التعليم السعودي يوسف البنيان إلى أن تزامن الحشد الثقافي مع يوم المرأة العالمي يجدد إصرار بلاده على دعم "المنجزات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية للمرأة السعودية" بعد الإصلاحات التي أقرتها الرياض بقيادة ولي عهدها القوي الأمير محمد بن سلمان في كل مفاصل المملكة العريقة التي يشكل الشباب نحو 70 في المئة من سكانها.
وأقر بأن تجمع حشد المنظمات العالمية، يمثل فرصة لإعطاء مجالات انشغالها مزيداً من التفعيل في أوساط المنطقة والعالم، مضيفاً أن نهج السعوديين بات في هذا الصدد "تطوير واغتنام الفرص الجديدة من منظور عالمي شامل لتحقيق التكامل والوصول إلى التنمية المستدامة، لتعزيز دور مجالات التأثير الرئيسة "التربوية والثقافية والعلمية وغيرها... كمحرك رئيس للتنمية"، في إشارة إلى توجه البلاد نحو العالمية عوضاً عن المحلية والإقليمية.
بينما التفت مدير "ألكسو" محمد ولد أعمر إلى أن هجرة العقول العربية تمثل إلى جانب بقية التهديدات الأخرى مثل الحروب والأمية، تحدياً كبيراً، جعله يتمنى لو أن موازنات التعليم في كل الدول العربية تماثل نظيرتها المخصصة لترسانات الأسلحة في منطقته التي تعاني الاضطرابات العسكرية وليس فقط الثقافية.
ومع أن أمنيته ليست بعيدة في دول مثل السعودية، تذهب حقول التعليم بأكبر حصص موازناتها على رغم الإنفاق العسكري، إلا أنه استدرك بأن الفجوات التعليمية لم تعد بين العرب والعالم المتقدم فقط ولكن صارت أيضاً بين دول عربية لم يسمها قفزت بتعليمها وأخرى لا تزال أرقام الأمية فيها مرتفعة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولأن التساؤل كان في أذهان الحضور عما إذا كانت "الأخوات الثلاث" متحدات في تنفيذ أهدافهن بمثل تقارب مجالات عملها أم لا؟ أجاب عن ذلك مدير عام "إيسسكو" المنبثقة من منظمة التعاون الإسلامي الدكتور سالم المالك بأن "التكامل هو السائد بين المنظمات الثلاث، وليس التنافس"، مشيراً في إجابة لافتة عن التحديات إلى أن الأموال ليست وحدها العائق ولكن كيف يتم توظيفها بطريقة إبداعية مبتكرة. وضرب على ذلك أمثلة من نماذج تجربته في قيادة المؤسسة في تطبيق برامج التعليم عبر توظيف الزوم في مجموعة من دول جنوب الصحراء، الأكثر فقراً.
مستقبل المنظمات الدولية
وتحتضن الرياض اليوم الأربعاء وغداً "مستقبل منظمات التربية والثقافة والعلوم" الذي يهتم بأربعة محاور رئيسة، هي "إعادة تصور مستقبل المنظمات الدولية وقيادة منظومة تتطلع نحو المستقبل وتمكين الاستثمار ومشاركة المعرفة وتمكين الفرص المشتركة للتعاون".
التظاهرة التي ترأس الحكومة السعودية لجنتها التنفيذية، ضمت إلى جانب قادة المنظمات الدولية متعددة الأطراف في مجالات التربية والثقافة والعلوم ممثلين عن بنوك التنمية الدولية والإقليمية والمؤسسات الأكاديمية وقطاع الأعمال والمنظمات غير الربحية والخبراء لدرس أثر القطاعات المجتمعة على التنمية وواقع المجتمعات، عربياً وعالمية.
وتعتبر "ألكسو" المنبثقة من جامعة الدول العربية "يونيسكو العرب"، بينما تهتم "إيسسكو" بأن تكون "يونيسكو العالم الإسلامي"، فيما اشتهرت "يونيسكو" بأنها أم المنظمات في هذا السياق بوصفها ذراع الأمم المتحدة الثقافية.