لينكر يعود إلى "بي بي سي" ويواصل دعم اللاجئين

أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، اليوم الإثنين، عن عودة نجم كرة القدم الإنجليزي السابق غاري لينكر لأداء مهامه كمذيع بالمحطة، مما يضع على الأرجح حداً لخلاف حاد بين الطرفين في الأيام الأخيرة على خلفية انتقاد المذيع المخضرم لسياسة الهجرة في بريطانيا.

وقالت "بي بي سي" في بيان عبر موقعها الرسمي إن لينكر سيعود إلى الشاشة في نهاية هذا الأسبوع بعد التوصل إلى اتفاق مع الشركة التي ستبدأ بدورها مراجعة مستقلة لإرشادات التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي مع التركيز على كيفية تطبيقها على العاملين حتى من يعملون بدوام غير كامل خارج قسم الأخبار مثل لينكر.

وأعرب لينكر عن سعادته بالعودة إلى العمل، حيث غرد عبر حسابه على "تويتر" الذي يتابعه ما يزيد على 8.8 مليون مستخدم، "بعد بضعة أيام سوريالية، يسعدني أننا نجحنا في اجتياز هذا الطريق، أود أن أشكركم جميعاً على الدعم الرائع، ولا سيما زملائي في (بي بي سي سبورت) على عرض التضامن الرائع، كرة القدم لعبة جماعية، لكن دعمهم كان ساحقاً".

وأضاف، "لقد كنت أقدم المحتوى الرياضي على (بي بي سي) منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، وأنا فخور للغاية بالعمل مع أفضل وأعدل شبكة بث في العالم، لا أستطيع الانتظار للعودة إلى كرسي (ماتش أوف ذا داي) يوم السبت".

"فكرة أخيرة: على رغم صعوبة الأيام القليلة الماضية، فإنها لا تقارن بالاضطرار إلى الفرار من منزلك من الاضطهاد أو الحرب بحثاً عن ملجأ في أرض بعيدة، إنه لمن دواعي سرورنا أن نرى التعاطف مع محنتهم من قبل عديد منكم".

وأتم، "ما زلنا دولة يغلب عليها التسامح والترحيب والكرم، شكراً لكم".

وعلى الجانب الآخر أصبح مستقبل المدير العام لـ"بي بي سي" تيم ديفي في خطر بسبب تصاعد الدعوات لاستقالته من منصبه كي لا يكون الرجل الذي حاول قتل البرنامج الرياضي الأنجح والأشهر في الشبكة.

وأقر ديفي بأن التوجيهات الحالية للتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي تحتوي على "مناطق رمادية"، وأن الإشراف على إنفاذها يعد "موازنة صعبة".

واضطرت "بي بي سي" إلى إلغاء معظم تغطياتها الرياضية، أول من أمس السبت، بعد أن رفض مذيعون العمل تضامناً مع لينكر.

وقررت الشبكة الإنجليزية الأكبر، يوم الجمعة الماضي، إبعاد قائد منتخب إنجلترا السابق، وهو الأعلى أجراً في المحطة، ومذيع البرنامج الشهير "ماتش أوف ذا داي"، بعد أن انتقد سياسة الهجرة في بريطانيا.

وأثارت أزمة لينكر الجدل حول حيادية "بي بي سي" ووجود توجه حكومي ضد أحد أشهر الشخصيات في بريطانيا وأحد أنجح مذيعيها.

ورفض لينكر التعليق على الأزمة لوسائل الإعلام عندما خرج من منزله في لندن ولم يرد على أسئلة الصحافيين عند وصوله إلى استاد "كينغ باور" في ليستر، حيث شاهد مباراة فريقه السابق أمام تشيلسي.

وتلتزم "بي بي سي" الحياد في مجال السياسة، لكنها تعرضت لانتقادات من حزب العمال المعارض بداعي أن إبعاد لينكر يمثل اعتداءً على حرية التعبير في مواجهة الضغط السياسي، كما تضامن لاعبو الدوري الإنجليزي الممتاز وعدد كبير من نجوم الرياضة مع موقف لينكر.

وبدأ الخلاف بعد أن أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك قانوناً جديداً يمنع المهاجرين الوافدين في قوارب قصيرة عبر القنال الإنجليزي من طلب اللجوء.

وشارك لينكر الذي سبق له إيواء لاجئين في منزله، مقطعاً مصوراً لوزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان تتحدث عن مقترح قانون، وكتب تعليقاً، "يا إلهي، هذا أكثر من فظيع".

وفي رده على أحد التعليقات، قال لينكر، "ليس هناك أي تدفق هائل (في اللاجئين)، نستضيف عدداً أقل بكثير من اللاجئين مقارنة بدول أوروبية كبرى أخرى. إنها سياسة قاسية لأبعد الحدود موجهة ضد أشخاص هم أكثر عرضة للأخطار، وبلهجة لا تختلف كثيراً عن تلك التي استخدمتها ألمانيا في ثلاثينيات القرن الماضي".

لينكر الذي لعب في صفوف ليستر وإيفرتون وتوتنهام هوتسبير وبرشلونة الإسباني، هو الأعلى أجراً في "بي بي سي"، إذ تقاضى أكثر من 1.3 مليون جنيه استرليني في موسم (2021-2022).