ملخص
الشرطة الألمانية كانت على دراية بالمشتبه به في #إطلاق النار الجماعي في هامبورغ لكنها لم تتخذ #إجراءات احترازية
حصلت السلطات في هامبورغ على معلومات استخباراتية قبل شهرين تتعلق برجل متهم بالضلوع في عملية إطلاق النار الجماعي في مركز تابع لجماعة شهود يهوه في المدينة أسفرت عن وقوع ستة قتلى، ولكن المسؤولين لم يجدوا أسباباً قاطعة لتجريده من سلاحه.
وأفادت الشرطة والمدعون العامون أن ثمانية أشخاص أصيبوا في حادثة إطلاق النار مساء الخميس الماضي بمن فيهم امرأة حامل في شهرها السابع خسرت جنينها الذي كان فتاة خلال الهجوم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحددت الشرطة المسلح المشتبه فيه الذي أطلق النار على نفسه بعيد وصول الشرطة إلى القاعة، واكتفت بنشر اسم فيليب ف. (35 سنة)، وهو مواطن ألماني وأحد الأتباع السابقين لشهود يهوه.
وقالت الشرطة إنه غادر الجماعة "طوعاً ولكن ليس على وفاق تام على ما يبدو" قبل نحو عام ونصف.
وأشارت الشرطة إلى أن دوافع الهجوم لم تحدد بعد ولكن سبق لرجال الشرطة أن زاروا شقة فيليب ف. يوم السابع من فبراير (شباط) الماضي استجابة لمعلومات مجهولة تلقوها في يناير (كانون الثاني) الماضي تتعلق بمخاوف مرتبطة بسلامته العقلية.
وقال رئيس شرطة هامبورغ رالف مارتن ماير إن المعلومات الاستخباراتية زعمت بأن الرجل "شعر بغضب شديد تجاه المتدينين وخصوصاً تجاه أتباع ’شهود يهوه‘ ورب عمله السابق".
ولكن الشرطة لم تجد أي أسباب قاطعة لتجريده من سلاحه وهو عبارة عن مسدس نصف أوتوماتيكي من طراز "هيكلر أند كوخ" Heckler & Koch يملكه بشكل قانوني، فضلاً عن رخصته كهاو في الرماية.
كما أن وجود سجل إجرامي أو أية صلات بالإرهاب من شأنها أن تمنع تلقائياً حيازة السلاح، وقال رئيس شرطة المدينة إن "خلاصة القول هي أن المعلومات المجهولة المصدر التي يعبر فيها أحدهم عن شعوره بالقلق من إصابة شخص بمرض نفسي، ليست في حد ذاتها أساساً لاتخاذ مثل هذه الإجراءات".
وأفادت وسائل الإعلام المحلية في ألمانيا أنه يعتقد بأن المشتبه فيه فيليب ف. هو في الواقع فيليب فوزس، ويتحدث موقع إلكتروني شخصي مسجل تحت هذا الاسم عن وظيفة حرة كمستشار أعمال وعن شخص ترعرع في بلدة كيمبتن في بافاريا في "عائلة إنجيلية متدينة بشكل متعصب".
بدأ المسلح بفتح النيران بعيد الساعة التاسعة مساء بحسب التوقيت المحلي، أولاً من خلال نافذة في القاعة حيث كان يتجمع نحو 50 شخصاً قبل أن يدخل، ثم قام المسلح بإطلاق النار على نفسه في الطابق الأول من المبنى بعد وصول الشرطة إلى المكان، وقيل إنه أطلق أكثر من 100 طلقة خلال الهجوم، وكان بحوزة المسلح حقيبة ظهر مليئة بالذخيرة، كما أدت مداهمة لشقته في أعقاب وقوع الهجوم إلى اكتشاف 15 ذخيرة تحوي كل منها 15 طلقة، فضلاً عن أربع علب من الذخيرة التي تحوي 200 طلقة نارية، بحسب ما أعلنه رالف بيتر أندريس من مكتب المدعي العام.
وقال غريغور مايباخ الذي يقطن على مقربة من المبنى لقناة وكالة الأخبار الألمانية "نون ستوب نيوز" NonstopNews بأنه سمع طلقات نارية وصور شخصاً يدخل إلى المبنى عبر نافذة، وفي الفيديو الذي التقطه كان يمكن سماع الطلقات من الداخل، ثم ظهر الشخص لاحقاً من القاعة وشوهد في الفناء قبل أن يطلق مزيداً من النيران عبر نافذة في الطابق الأول وتنطفئ الأضواء في القاعة.
وقال أحد كبار المسؤولين الأمنيين في هامبورغ إنه صودف وجود وحدة عمليات خاصة بقرب القاعة على بعد بضعة أميال من مركز المدينة، ووصلت في غضون دقائق بعد تلقيها أول اتصال طارئ عند الساعة 9:04 مساء، وتمكن رجال الشرطة من عزل المسلح عن المجموعة الموجودة في المكان.
وقال وزير داخلية ولاية هامبورغ أندي غروت للمراسلين "بوسعنا القول إنهم أنقذوا أرواح عدد أكبر من الأشخاص بهذه الطريقة".
وكان من بين القتلى أربعة رجال وامرأتين جميعهم من الجنسية الألمانية وتتراوح أعمارهم بين 33 و60 سنة إضافة إلى الجنين، أما الجرحى فضموا مواطناً من أوغندا وآخر من أوكرانيا، فيما تلقى أربعة أشخاص إصابات بالغة.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتز إنه من المرجح أن يرتفع عدد القتلى، وخلال مناسبة في ميونيخ أعلن شولتز الذي كان يشغل منصب العمدة السابق لهامبورغ "نقف عاجزين عن الكلام أمام هذا العنف ونرثي الأشخاص الذين أزهقت أرواحهم بطريقة عنيفة للغاية".
واعتبرت جماعة "شهود يهوه" في ألمانيا في بيان لها أنها "تشعر بحزن بالغ جراء الهجوم المرعب الذي طاول أعضاءها في قاعة كيندوم في هامبورغ بعد الخدمة الدينية".
يذكر أن ألمانيا شهدت عدداً من عمليات إطلاق النار خلال السنوات الأخيرة، ففي عام 2022 فتح شاب (18 سنة) النار أثناء محاضرة مكتظة في جامعة هايدلبرغ، فقتل شخصاً وجرح ثلاثة آخرين قبل أن يقتل نفسه.
وفي عام 2020 حصلت عمليتان كبيرتان أسفرت الأولى عن مقتل ستة أشخاص والثانية عن مقتل تسعة أشخاص.
وفي أحدث عملية إطلاق نار على مقر عبادة دينية حاول شخص يميني متطرف دخول كنيس يهودي بالقوة في منطقة هال يوم عيد الغفران اليهودي عام 2019، وعندما فشلت مساعيه أطلق النار وأردى شخصين على مقربة من الكنيس.
وتعرضت الحكومة إلى ضغط كبير لتشديد القواعد في أعقاب الهجمات، وبعد أن كشفت السلطات أخيراً عن شبكة متطرفة زُعم أنها تتآمر للقيام بانقلاب مسلح أواخر العام الماضي، أعلنت الحكومة بعد تلك الحادثة بأنها تخطط للحد من حيازة السلاح من قبل المتطرفين المشتبه فيهم وأنها تتشدد في عمليات التدقيق الأمنية.
حالياً بوسع الأشخاص البالغين 18 سنة أو أكثر ممن لا يملكون سجلاً إجرامياً الحصول على رخصة امتلاك مسدس، إن كانوا يلبون متطلبات قانونية محددة، وعليهم إثبات أنهم مخولون لهذا بما في ذلك إثبات حاجتهم إلى حيازة مسدس، ويمكن أن تشمل تلك الأسباب العضوية في ناد رياضي للرماية أو ممارسة الصيد، كما تسري أنظمة وقواعد متعلقة بالتخزين الصحيح والآمن للسلاح.
وقالت وزيرة الداخلية نانسي فايزر الجمعة خلال زيارة قامت بها إلى موقع حادثة إطلاق النار، "ينص قانون جديد في شأن تشديد الرقابة على الأسلحة تعده برلين على خضوع جميع المالكين المحتملين لاختبار الملاءمة النفسية".
© The Independent