ملخص
يشعر ذوو البشرة السوداء في #بريطانيا بتعرضهم للتمييز من قبل #الشرطة، قصة #المحامي_الأسود الذي تم توقفه للاستجواب إحدى هذه القصص
أعرب محام متدرج أسود عن رأيه بصراحة، بعد أن أكد أن خمسة شرطيين أوقفوه لأنه "أثار الشبهات" بينما كان متجهاً لزيارة موكل له في السجن.
والحال أن إلدرد تايلر-كامارا، وعمره 26 سنة، العامل في شركة "أم تي سي للمحاماة" MTC Solicitors، كان في طريقه بعد ظهر الرابع والعشرين من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى سجن لويس HMP Lewes، الواقع شرق مقاطعة ساسكس، فاعترضه عناصر من شرطة النقل البريطانية في محطة قطار لويس واستجوبوه.
السيد تايلر-كامارا والذي كان في بذلته الرسمية، قال إن الشرطة استجوبته عن تفاصيل رحلته، بما فيها المكان الذي بدأت منه، وغايتها، وقد طلبوا منه الإدلاء بتفاصيل محددة تشمل مواقع ومواعيد دقيقة، تاركين إياه "متوتراً ومضطرباً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعندما أجاب تايلر-كامارا عن أسئلتهم وسألهم عن سبب استجوابه، قال إن رجال الشرطة أعلموه بأنه بدا لهم وكأنه "ضائع"، الأمر الذي "أثار الشبهات" وحثهم على مطالبته بإظهار هويته.
ويرى المساعد القانوني أنّه تعرض للتنميط العنصري [عومل بشبهة بسبب عرقه]، وتعذر عليهم إعطاء "تفسير مقنع" لسبب إيقافه وإخضاعه لـ"استجواب مفصل". أما الشرطة، فأفادت بأنها حصلت على "معلومات" عن تاجر مخدرات "عنيف للغاية" في المنطقة، كانت أوصافه مطابقة لأوصاف الشاب.
"شعرت بأنني ضعيف ومستهدف"، على حد قول تايلر-كامارا لـ"اندبندنت"، "لقد أخبروني بأنني أوقفت بناء على معلومات استخباراتية، لكن في حال كان الأمر صحيحاً، فهذا يثير قلقي حيال الأخطاء الفادحة في التصرفات الناجمة عنهم، من الواضح أن نهج ضباط الشرطة الذي يُزعم أنه يتصرف بناء على المعلومات الاستخبارية كان غير كاف والمعلومات هذه كانت ببساطة غير دقيقة".
وأضاف "لقد كان تبريرهم لتوقيفي مثيراً للقلق، كونه أظهر انفصال عناصر الشرطة عن واقع العموم الذي يحتمل أن يواجه معاملة من هذا القبيل، وتحديداً أشخاص من العرق الأسود ومن الذكور". وتابع "بالنظر إلى سلوك رجال الشرطة وعدم تناسب استجابتهم إلى الشكوى التي تقدمت بها، استنتجت أن المنطق المحتمل الوحيد السائد هو أنهم أوقفوني لأنني رجل شاب أسود".
وقد تقدم تايلر-كامارا بشكوى إلى شرطة النقل البريطانية، لكنها لم تتابع القضية. وقد دافعت دائرة الشرطة عن أفعالها، قائلة إن عناصرها تصرفوا بطريقة "مقبولة"، وهي إجابة اعتبرها تايلر-كامارا "مخيبة".
وفي رسالة كتبها تايلر-كامارا لدائرة الشرطة، أفاد بأن "سلوك رجال الشرطة جعلني أشعر بالإحراج والإهانة في العلن. فعلى رغم لباسي الرسمي وشرحي بأنني أعمل مع شركة محاماة، تعاملوا معي بارتياب وأخضعوني لاستجواب مفصل".
وقال "لا بد من الإشارة إلى أنّ رجال الشرطة المذكورين لم يكونوا من شرطة ساسكس، بل في الواقع من شرطة النقل البريطانية المتمركزة على جسر لندن، وهو ما يعزز خطورة التلميح إلى أنني كنت أبدو وكأنني في المكان غير المناسب أو تائهاً، بالتالي أثير الريبة لاحتمال أن أكون مجرماً".
وأضاف "لو كانوا رجال شرطة محليين يعرفون البلدة وسكانها بالتفاصيل، فلربما كان الأمر منطقياً".
وفي تصريحه لـ"اندبندنت"، أفاد المحامي قائلاً "لا يعني ذلك أن من يرتدي بذلة رسمية لا يمكن أن يرتكب جرائم، لكن التحجج بذلك كأساس لاستجوابي في محطة قطار مزدحمة هي أمر غير مقبول على الإطلاق".
وأكمل "أرى أن الأهم هو نشر التوعية حيال هذه المسألة، وأدرك أنها ليست بالأمر الجديد بنظر من سبق أن اختبر وضعاً مماثلاً. أما الذين يحاولون متابعة مسيرتهم المهنية، ويعتقدون أن ذلك سيضمن لهم حصانة ضد التنميط... أريدهم أن يدركوا أن ذلك لا يزال ممكناً. ولا بد من تسليط الضوء على هذا الواقع، ليكون الآخرون مطلعين عليه".
وأضاف السيد تايلر-كامارا أن هذا السيناريو يعكس انهيار الثقة بين عناصر الشرطة البريطانية ومجتمعات السود.
يواجه الأشخاص السود احتمالاً أكبر بتسع مرات بأن يتم إيقافهم وتفتيشهم، بالمقارنة مع البيض، واحتمالاً أكبر بخمس مرات بالتعرض للتعنيف. إلى ذلك، تسجل مستويات ثقة أكثر تدنياً بكثير في أوساط سود البشرة بعناصر الشرطة لديهم (64 في المئة، بالمقارنة مع 74 في المئة بالمعدل).
وفي تعليق على القضية، صرح محامي المرافعة ونجم برنامج المسابقات "ذا تشايز" The Chase، شون والاس، قائلاً إنه على رغم الوعود بإحداث "تغيير فعلي وإيجابي"، إثر استنتاجات تقرير ماكفيرسون حول عنصرية الشرطة كرد على مقتل ستيفن لورانس، لم يحصل أي تغيير على الإطلاق.
وأضاف "من المفهوم والمناسب أن يكون إلدرد قد اشتكى من المعاملة التي تلقاها، والسلوك الذي اختبره من رجال الشرطة المحققين المزعومين، وأن يكون تقدم بشكوى رسمية في دائرة الشكاوى في قسم شرطة النقل البريطانية. لكنه من غير المفاجئ أبداً أن تكون الشكوى قد أسقطت".
قارن والاس هذه القضية بعملية التوقيف المثيرة للريبة التي اختبرها الرياضيان بيانكا ويليامز وريكاردو دوس سانتوس، وقال إن هذه "الروايات المثيرة للقلق" تثبت فقط أن مشكلة التنميط العرقي المنتشرة في أوساط الشرطة "ليس فيها أي بوادر بالاضمحلال".
وأكمل "لكن كيف يمكن التصرف حيال ذلك؟ هل ينفع إخضاع الشرطة لدورات تعليمية مناسبة في مجال مكافحة التفرقة العنصرية؟ هل ينفع إنشاء هيئة مستقلة فعلياً للتحقيق في قضايا من هذا القبيل، لضمان مساءلة أكبر؟ ربما نعم، لكن ما سبق هو مجرد اقتراحين ضمن قائمة لا تنتهي مما يمكن ويجب فعله، لاستئصال الورم الخبيث الذي يمثله التنميط العرقي المتكرر".
وختم "إلى أن يتم إيجاد حل مستدام، لا بد من أن نبقى متيقظين وأن نواصل تسليط الضوء على هذا النوع من الممارسات المظلمة والمشبوهة".
وكشف متحدث باسم شرطة النقل البريطانية عن إجراء تحقيق شمل مراجعة للقطات مصورة مأخوذة من كاميرات محمولة داخل المحطة، ومقابلة مع جميع عناصر الشرطة المعنيين، وكشف أن تصرفاتهم كانت مقبولة، بالتالي، لم تتخذ أي إجراءات إضافية.
وأضاف "عناصرنا الذين يقومون بدوريات في محطات القطار ويتحدثون إلى الركاب كل يوم ليسوا متواجدين لإحداث توتر، بل للتأكد من سلامة الجميع ومن أن شبكة القطارات ستظل مكاناً غير آمن للعناصر الإجرامية الذين قد يرغبون في التصرف ضمنها، علماً بأن إيقاف الركاب والتحدث إليهم هو جزء أساسي من عملنا، وسنوضح دائماً السبب الكامل لقيامنا بذلك".
© The Independent