ملخص
تحولت مدينة #باخموت التي كان يسكنها 70 ألف نسمة قبل بدء #الهجوم_الروسي إلى مركز للمعارك على الجبهة الشرقية في #أوكرانيا.
قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، اليوم الثلاثاء، إن موقف كييف يعني أن أهداف روسيا في أوكرانيا لا يمكن تحقيقها إلا بالقوة العسكرية، وفق ما نقلت عنه وكالات أنباء رسمية روسية.
وأضاف بيسكوف "علينا أن نحقق أهدافنا. وهذا ممكن فقط بالوسائل العسكرية في الوقت الراهن بسبب الموقف الحالي لنظام كييف".
وتقول روسيا إنها تقاتل من أجل "تحرير" المتحدثين بالروسية في دونباس بشرق أوكرانيا مما وصفته بالنظام النازي الجديد الحاكم في كييف. في المقابل تقول أوكرانيا والغرب إن هذه ذريعة لا أساس لها من الصحة، هدفها تبرير حرب موسكو العدوانية ومحاولاتها الاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي الأوكرانية.
وألقت موسكو باللوم على كييف في انهيار محادثات في شأن وقف إطلاق النار، بينما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه لن يفكر في أي تسوية سلمية للصراع إلا بعد مغادرة القوات الروسية أراضي بلاده.
اتفاق الحبوب
في الأثناء، قالت وزارة الدفاع التركية الثلاثاء إن المحادثات في شأن تمديد اتفاق يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود لا تزال مستمرة.
وذكرت الوزارة في بيان أن روسيا وافقت على دعم تمديد لمدة 60 يوماً للاتفاق، الذي أبرم بين موسكو وكييف في يوليو (تموز) بوساطة من تركيا والأمم المتحدة.
ونقلت وكالة "تاس" للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو، قوله الثلاثاء إنه تم تمديد اتفاق الحبوب 60 يوماً.
في المقابل قال مسؤول كبير بالحكومة الأوكرانية لـ"رويترز" طالباً عدم نشر اسمه، إن كييف ستلتزم بنود الاتفاق لمدة 120 يوماً، مضيفاً "سنتبع الاتفاق بدقة".
وذكرت وكالة "تاس" للأنباء الروسية اليوم الثلاثاء، نقلاً عن مصدر مطلع لم تذكر هويته، إن أياً من الأطراف المشاركة في الاتفاق لم يشر إلى انسحابه حتى الآن. وقال، "ما لم يكن لدى الأطراف اعتراضات فسيستمر الاتفاق بعد 18 مارس". وأضاف أن مدة تمديد الاتفاق لا تهم. وتابع، "لو تم تمديد الاتفاق 60 يوماً فسيستمر العمل به بعد 18 مارس وبعد 60 يوماً ربما يثير أحد الأطراف مسألة إنهائه".
واقترحت روسيا الاثنين تمديد اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية لمدة 60 يوماً فقط، في خطوة انتقدتها كييف واعتبرت أنها تتعارض مع الاتفاقية الأساسية. وكتب وزير البنى التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف في تغريدة، أن "الاتفاقية حول مبادرة حبوب البحر الأسود تنص على تمديد لمدة 120 يوماً على الأقل، وموقف روسيا القاضي بتمديدها لمدة 60 يوماً فقط يتعارض إذاً مع الوثيقة الموقعة من جانب تركيا والأمم المتحدة". وأوضح أن أوكرانيا تنتظر "الموقف الرسمي" للأمم المتحدة وتركيا كـ"ضامنَين" للاتفاقية.
وتعرضت أسعار الذرة والقمح لضغوط بفعل آمال في تجديد الاتفاق.
القتال في باخموت
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن مستقبل بلاده يتوقف على نتيجة المعارك الجارية جهة الشرق، بما يشمل المعارك في باخموت وحولها، وذلك في الوقت الذي يتحدث فيه كل طرف عن قتال وحشي في المدينة الشرقية الصغيرة بينما تكثف روسيا حملتها الشتوية للسيطرة عليها.
أضاف زيلينسكي في خطابه الليلي، أمس الإثنين، "الوضع صعب جداً في الشرق، مؤلم جداً. علينا تدمير القوة العسكرية للعدو، وسندمرها".
وأصبحت مدينة باخموت التعدينية المدمرة هدفاً رئيسياً للهجوم الروسي وتحولت بفعل القتال المستمر على مدى أشهر للسيطرة عليها إلى أكثر معارك المشاة دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
المحكمة الجنائية
من ناحية أخرى، قال مصدر لـ "رويترز" إن من المتوقع أن تسعى المحكمة الجنائية الدولية لاستصدار أوامر اعتقال لمسؤولين روس بسبب ترحيل أطفال من أوكرانيا قسراً بالإضافة إلى استهداف البنية التحتية المدنية.
وقال بيسكوف الثلاثاء إنه لا يعترف باختصاص المحكمة الجنائية الدولية التي تتخذ من لاهاي مقراً.
ومن المؤكد أن موسكو سترفض أوامر اعتقال مسؤوليها، لكن من شأن محاكمة تتعلق بجرائم حرب دولية أن تزيد عزلة موسكو الدبلوماسية بسبب حملتها التي أسفرت عن مقتل آلاف المدنيين وشردت الملايين من ديارهم.
"معارك عنيفة"
وأعلنت القوات الأوكرانية والروسية أنها تخوض "معارك عنيفة" للسيطرة على وسط مدينة باخموت في شرق أوكرانيا، والتي تحاول موسكو السيطرة عليها منذ الصيف رغم تكبدها خسائر فادحة.
وتحولت هذه المدينة رمزاً للمقاومة الأوكرانية في مواجهة الكرملين، بينما تأمل كييف في استنفاد القوات الروسية هناك كي تصبح في وضع يمكنها من شن هجوم مضاد واسع.
ونقل المكتب الإعلامي للجيش عن قائد القوات البرية الأوكرانية أولكسندر سيرسكي أن "وحدات هجومية (تابعة للمجموعة الروسية المسلحة) فاغنر تهاجم من اتجاهات عدة في محاولة لاختراق دفاع قواتنا والتقدم نحو أحياء الوسط".
جاء ذلك فيما قال يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة "فاغنر" الذي يقاتل رجاله على الخطوط الأمامية لهذه المعركة، "كلما اقتربنا من وسط المدينة، ازدادت المعارك قسوة وكان هناك استخدام للمدفعية".
وأكد سيرسكي أن القوات الأوكرانية "تُلحق خسائر كبيرة بالعدو" في هذه المعركة التي تعد الأطول منذ بداية الهجوم الروسي في فبراير (شباط) 2022. وقال "صُدت كل محاولات الاستيلاء على المدينة... بنيران المدفعية والدبابات".
واعترف بريغوجين أن قواته تواجه مقاومة شرسة. وقال في رسالة على شبكات التواصل الاجتماعي "الوضع في باخموت صعب، صعب للغاية. العدو يقاتل من أجل كل متر". وأضاف "الأوكرانيون يلقون باحتياطات لا نهاية لها (في المعركة)".
مركز المعارك
ومنذ أشهر، تحولت مدينة باخموت التي كان يسكنها 70 ألف نسمة قبل بدء الهجوم الروسي إلى مركز للمعارك على الجبهة الشرقية في أوكرانيا.
ورغم أن هذه المدينة التي دُمر جزء كبير منها بالقصف، تحولت رمزاً للمقاومة الأوكرانية الشرسة للهجوم، إلا أن المحللين يشككون في أهميتها الاستراتيجية.
في السياق، يتساءل البعض في أوكرانيا عن حاجة قوات كييف إلى القتال من أجل هذه المدينة التي يكبد الدفاع عنها الجيش الأوكراني خسائر فادحة أيضاً.
ويُرجح أن تزداد هذه الخسائر إذا تمكنت القوات الروسية من تطويق باخموت، بعدما نجحت في قطع عدد من الطرق المهمة لإيصال الإمدادات إلى الجنود الأوكرانيين.
وحذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الأسبوع الماضي، من أن باخموت قد تسقط "في الأيام المقبلة".
بالنسبة إلى القيادة العسكرية الأوكرانية، فإن الأمر يتعلق بالحفاظ على باخموت أطول وقت ممكن، حتى تستخدم روسيا هناك أكبر عدد من رجالها والأسلحة والذخيرة، وتجد نفسها ضعيفة عندما تشن أوكرانيا هجومها المضاد.
وقال الجنرال سيرسكي السبت "يجب كسب الوقت لجمع الاحتياطات وشن هجوم مضاد".
وتعتزم أوكرانيا مهاجمة الجيش الروسي في الأسابيع أو الأشهر المقبلة من أجل استعادة الأراضي المحتلة، بعد انتصارات سابقة في العام 2022 في الجنوب والشمال والشرق.
ولذلك، هي تعتمد على تزويدها بالأسلحة الغربية، خصوصاً بالدبابات وذخيرة المدفعية التي يصل مداها إلى أكثر من مئة كيلومتر. وقد وعد الأوروبيون والأميركيون بذلك، ولكن تسليمها بطيء وصعب.
في الغضون ستفتح المحكمة الجنائية الدولية قضيتين تطالان مسؤولين روساً على خلفية الهجوم على أوكرانيا، وفق ما أفادت الإثنين صحيفة نيويورك تايمز. ولم تشأ متحدثة باسم مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان الإدلاء "بأي تعليق" على هذا التقرير الصحافي.
وجاء في تقرير الصحيفة الأميركية أن القضية الأولى تتمحور حول تورط روسيا في خطف أطفال أوكرانيين تم إرسالهم إما للتبني وإما إلى معسكرات لإعادة التأهيل.
أما القضية الثانية فتتمحور حول استهداف القوات الروسية المتعمد للبنى التحتية المدنية في أوكرانيا على غرار منشآت الكهرباء والمياه بهجمات صاروخية.
واردات الأسلحة
في نيويورك، أكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن "الأمم المتحدة تبقى منخرطة بشكل كامل في مبادرة حبوب البحر الأسود وفي جهود تسهيل صادرات الأسمدة والأغذية الروسية".
دولياً، تسبب الهجوم الروسي في ارتفاع واردات الأسلحة إلى أوروبا التي تضاعفت تقريباً في العام 2022، وفقاً لتقرير صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري).
وبعدما كانت أوكرانيا لا تسجل واردات أسلحة تذكر، أصبحت مع الحرب ثالث وجهة للأسلحة، واستأثرت وحدها بـ31 في المئة من واردات الأسلحة في أوروبا و8 في المئة من الصفقات في العالم.
ولفت المعهد إلى أن واردات كييف بما فيها الإمدادات التي قدمها لها الغرب ازدادت بأكثر من ستين مرة في 2022.
ومع زيادة نسبتها 93 في المئة على مدار عام واحد، ازدادت الواردات أيضاً بفعل تسارع الإنفاق العسكري من جانب دول أوروبية عدة مثل بولندا والنروج، ومن المتوقع أن تتسارع أكثر استناداً إلى هذه الدراسة المرجعية.
من جهتها، أعربت منظمة هيومن رايتس ووتش الاثنين عن قلقها إزاء العواقب "الوخيمة" للهجوم الروسي على الأطفال الموجودين في مؤسسات رعاية، والذين نُقل آلاف منهم إلى أراض خاضعة للسيطرة الروسية أو إلى روسيا.
وقالت إن "إعادة الأطفال الذين أخذتهم القوات الروسية بشكل غير قانوني، يجب أن تكون أولوية دولية"، داعية كييف إلى القيام بإصلاح "عاجل" لنظام رعاية الأطفال.