ملخص
من المرجح أن يعزز انهيار بنك #"وادي-السيليكون" #الأسهم_الصينية من خلال التخفيف من ارتفاع أسعار الفائدة في أميركا
أدى فشل "وادي السيليكون" إلى ترك عديد من الصناديق والشركات التقنية الناشئة الصينية في مأزق، وعمل البنك المنهار كجسر تمويل رئيس للمجموعات العاملة بين الصين والولايات المتحدة.
وكانت قد ألقت عملية الاستحواذ المفاجئة لبنك "وادي السيليكون" من قبل المنظمين الأميركيين بظلال من الشك على مصير مشروعها المشترك في الصين مع بنك "شنغهاي بودونغ ديفلوبمنت" الذي يحتفظ بميزانية عمومية منفصلة ويبلغ إجمالي أصوله 21 مليار رنمينبي (ثلاثة مليارات دولار).
كما لعب مقرض "وادي السيليكون" دوراً كبيراً في النظام البيئي القائم على الدولار في الصين لتمويل الشركات الوليدة، كما قال المطلعون على الصناعة لـ"فايننشال تايمز"، إذ غالباً ما تحتفظ الصناديق والشركات الناشئة بأموال في البنك قبل إحضارها إلى البر الرئيس للصين.
وحدث التهافت على البنك بسرعة كبيرة، مع خروج 42 مليار دولار من خزائن البنك، الخميس الماضي في الولايات المتحدة، وبحلول الوقت الذي استيقظ فيه صانعو القرار في الصين صباح الجمعة بالتوقيت المحلي كانت محاولات إنقاذ أموالهم في خطر فعلي.
وقال مؤسس شركة تكنولوجية مقرها بكين "لقد حاولنا صباح الجمعة، لكن الأوان قد فات بالفعل، لتصبح 10 ملايين دولار في طي النسيان". أضاف "إنه جنون للغاية، لم نعتقد أن هذا يمكن أن يحدث".
وكان المؤسس، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، يأمل في أن يتولى بنك أميركي كبير قريباً أصول بنك "سيليكون فالي" في الولايات المتحدة. وأشار إلى أن نصف رأسمالهم محتفظ به في الداخل بالرنمينبي في بنك منفصل، لذلك لم يتوقعوا أي مشكلات دفع فورية، في حين قال عديد من شركات رأس المال الاستثماري في الصين إن بعض الشركات الناشئة في محافظها الاستثمارية واجه مشكلات مماثلة تتمثل في عدم قدرتها على الوصول إلى الأموال العالقة في البنك المنكوب خارج الصين.
ويأتي انهيار البنك في وقت عصيب بشكل خاص للمجموعات الصينية التي تجمع رأس المال الأجنبي، إذ تأثر النظام البيئي بحملة بكين للتكنولوجيا، والسيطرة على جائحة "كوفيد-19" والتوترات الجيوسياسية المتزايدة مع واشنطن، مما تسبب في انخفاض استثمارات الدولار في الشركات الناشئة في البلاد بنحو ثلاثة أرباع العام الماضي.
البنك حظي بشعبية بين مجموعات التكنولوجيا الصينية
وكان البنك المنهار يحظى بشعبية خاصة بين مجموعات التكنولوجيا الحيوية الصينية التي تعمل بين الولايات المتحدة والصين، حيث تتداول أكثر من 12 شركة في مجال التكنولوجيا وعلوم الحياة في هونغ كونغ وتدرج بنك "سيليكون فالي" ضمن بنوكها الأساسية، مما قد يعرض للخطر ملايين الدولارات التي كانت مخصصة لبرامج التطوير الإكلينيكي طويلة الأجل. وقالت شركة "تشيا لاب" لتطوير علاجات السرطان ولها مكاتب في شنغهاي وسان فرانسيسكو، وهي واحدة من هذه المجموعات لصحيفة "ساوث تشاينا مورننغ بوست" إن لديها انكشافاً "غير جوهري" بقيمة 23 مليون دولار على بنك "سيليكون فالي" مع الاحتفاظ بنحو 2.3 في المئة من النقد وما يعادله في البنك في نهاية عام 2022.
اجتماع طارئ للمنظمين الصينيين
وسارع المنظمون الصينيون إلى إيجاد حل للمشروع المحلي المشترك للبنك، إذ يمتلك البنك الأميركي حصة 50 في المئة، وعقد فرع شنغهاي للرقابة المصرفية في الصين اجتماعاً طارئاً خلال عطلة نهاية الأسبوع لمناقشة المشكلة وفقاً لما ذكره شخص مطلع على المناقشات للصحيفة الصينية، ويعني انهيار البنك أنه قد لا يسمح له بالبقاء مساهماً رئيساً في المشروع، وفقاً للوائح المصرفية التجارية الصينية.
وفي إطار أحد السيناريوهات التي تمت مناقشتها، يمكن لبنك "شنغهاي بودونغ ديفلوبمنت" الاستحواذ على حصة البنك المنهار "لكن الأمر يعتمد حقاً على كيفية تفكير البنك الصيني في احتمال المشروع، وما إذا كان بإمكانه الاحتفاظ برخصة مصرفية تجارية أخرى في هذه البيئة التنظيمية"، بحسب شخص مطلع، مضيفاً أنه لا توجد حتى الآن خطة ثابتة.
وكان المشروع المشترك، الذي أسس عام 2012، قد أعلن عن خسارة بلغت 5.5 مليون رنمينبي (799.8 ألف دولار) في الإيرادات البالغة 195 مليون رنمينبي (28.3 مليون دولار) في النصف الأول من عام 2022.
انهيار البنك الأميركي نعمة للأسهم الصينية
وفي سياق تداعيات انهيار "سيليكون فالي" على السوق الصينية، من المرجح أن يكون انهياره بمثابة نعمة للأسهم الصينية، إذ إن أكبر فشل للمقرض منذ الأزمة المالية العالمية لعام 2008 قد يؤدي إلى زيادات أقل حدة في أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، وهو أحد الشواغل الرئيسة التأثير في الأسهم المحلية، وفقاً لمجموعة "شينوان هونغيوان".
وفي حين أن الأسهم الصينية قد تنخفض في البداية بسبب رد الفعل السريع على التأثير في المعنويات في الأسواق المالية العالمية، فإن الأسواق المحلية ستستقر بسرعة مع تضاؤل احتمال زيادة أسعار الفائدة الضخمة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، مما يسمح للمستثمرين بالتركيز أكثر على التقدم. وكتب المحللون بقيادة وانغ شنغ من شركة الوساطة في شنغهاي في مذكرة بحثية، في 12 مارس (آذار)، أن الانتعاش الاقتصادي في الصين قد يجعل أسهم هونغ كونغ في حالة تأرجح أكبر بسبب تعرضها العالي للملكية الأجنبية.
وكان ارتفاع كلف الاقتراض قد أدى إلى إطلاق العنان لعمليات بيع السندات الأميركية مما تسبب في خسائر استثمارية أدت إلى تفاقم مشكلات البنك بينما كان يحاول التعامل مع تدفق على الودائع. وأشارت مذكرة شنغ إلى أن البنوك الأميركية الصغيرة تواجه أخطاراً مماثلة وسط معنويات السوق الهشة، وهذا قد يدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى إبطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة لتهدئة السوق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال شنغ في مذكرته البحثية "تخفيف التوقعات في شأن مزيد من تشديد السياسة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي ليس بالأمر السيئ بالتأكيد بالنسبة إلى الأسهم الصينية، فعندما تستقر الرغبة في المخاطرة في الخارج وتستقر الأسهم الأميركية، سيعود رأس المال الأجنبي إلى الأسهم (أ)، ولن يتغير الانتعاش الاقتصادي الصيني وما قد نراه هو اقتصاد قوي في الصين واقتصاد ضعيف في الولايات المتحدة"، في حين تشير الأسهم "أ" إلى الأسهم المقومة باليوان للشركات الصينية المدرجة في شنغهاي وشنتشن.
وكان كل من مؤشر شنغهاي المركب ومؤشر هانغ سنغ قد خالف الانخفاضات في الأسواق الرئيسة الأخرى في جميع أنحاء آسيا، الإثنين، حيث ارتفع بنسبة 1.2 في المئة واثنين في المئة على التوالي، وفي اليوم نفسه اختتمت الصين المؤتمر الوطني لنواب الشعب الصيني، الذي تم فيه تعيين رئيس حزب شنغهاي السابق لي تشيانغ رئيساً للوزراء وتمت الموافقة على إصلاح شامل لمجلس الوزراء، واحتفظ بعض المسؤولين بمناصبهم في الوكالات الحكومية الرئيسة بما في ذلك البنك المركزي ووزارة المالية، مما يطمئن المستثمرين على استمرارية السياسات واستقرارها.
وتحدث شنغ في المذكرة مستشهداً ببيانات من مجموعة "سي أم أي" عن احتمال زيادة سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا الشهر إلى 72.3 في المئة من 31.7 في المئة، الأسبوع الماضي، بينما انخفضت فرصة الزيادة بمقدار 50 نقطة أساس إلى 27.7 في المئة من 68.3 في المئة، كما قفزت العقود الآجلة على مؤشر "إس أند بي 500" بما يصل إلى 1.9 في المئة، الإثنين، مما يشير إلى أن الأسهم الأميركية ستوقف على الأرجح انخفاضها لمدة يومين، بعد أن قالت واشنطن إنها ستتخذ إجراءات بما في ذلك برنامج إقراض جديد لحماية جميع المودعين.
أسهم هونغ كونغ أكثر عرضة للتداعيات
وقد تكون أسهم هونغ كونغ أكثر عرضة للتداعيات الناجمة عن انهيار البنك، وتمثل الحيازات الأجنبية نحو 40 في المئة من السوق، وقد أدت المكاسب الضخمة من أدنى مستوى، في أكتوبر (تشرين الأول)، مدفوعة بإعادة فتح الصين بالفعل إلى دفع التقييمات إلى مستوى معقول وفقاً لشنغ، كما ارتفع مؤشر هانغ سنغ بنسبة 54 في المئة في الأشهر الثلاثة من 31 أكتوبر، بينما كان الارتفاع المتزامن في مؤشر شنغهاي المركب 15 في المئة فقط، وبحسب البيانات الرسمية كان التجار الأجانب يمتلكون أربعة في المئة فقط من الأسهم الصينية المقومة باليوان في نهاية العام الماضي، في حين أن ما لا يقل عن 12 شركة مدرجة في هونغ كونغ لديها ودائع في البنك يبلغ مجموعها نحو 200 مليون دولار وفقاً لإيداعات الصرف المنفصلة.
وتعتبر شركة الأدوية البيولوجية "بييجيني" صاحبة أكبر انكشاف، وبلغت ودائعها 175.5 مليون دولار والتي شكلت نحو أربعة في المئة من حيازاتها النقدية في نهاية العام الماضي، وانخفض السهم بما يصل إلى 2.4 في المئة قبل أن يغلق مرتفعاً بنسبة 0.9 في المئة، أمس الإثنين، في حين تراجعت أسهمها المدرجة في شنغهاي 1.1 في المئة.
وكان مؤشر البر الرئيس للصين قد تراجع بنسبة 65 في المئة خلال الأزمة المالية العالمية في عام 2008، وهو أكبر انخفاض سنوي له على الإطلاق.