"فيفا" يتوسع في أكبر بطولاته والمغرب ينضم للملف الإيبيري

اتخذ الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، أمس الثلاثاء، أولى الخطوات الرسمية لتوسعة أكبر بطولاته سواء للمنتخبات أو الأندية سعياً خلف تحقيق مزيد من المكاسب المالية والاستثمارية والوصول باللعبة الشعبية الأولى إلى آفاق أبعد.
ويستضيف فيفا مؤتمره السنوي الـ73، غداً الخميس، في العاصمة الرواندية كيغالي.

مونديال الـ104 مباريات

وأعلن فيفا قبل مؤتمره أن كأس العالم 2026 ستتألف من 104 مباريات وليس 64 كما كان في النسخ السابقة التي انتهت بتتويج الأرجنتين بلقب نسخة 2022 في قطر، وذلك في ضوء زيادة عدد المنتخبات المشاركة إلى 48 منتخباً بدلاً من 32.
وستكون النسخة المقبلة التي تستضيفها ثلاث دول هي: أميركا وكندا والمكسيك، الأولى بمشاركة 48 منتخباً، وتقرر أن تضم كل مجموعة أربعة منتخبات بعد رفض مقترح بأن تتألف من ثلاثة منتخبات بسبب مخاوف التواطؤ والتلاعب في النتائج.
وفي السابق، كان أول فريقين فقط يتأهلان عن كل مجموعة لدور الـ16، لكن في النسخة المقبلة ستتأهل أفضل ثمانية منتخبات من أصحاب المركز الثالث إلى دور الـ32.
وقال (فيفا) في بيان "أقر مجلس فيفا بالإجماع التعديل المقترح على صيغة بطولة كأس العالم 2026".
"تقلل الصيغة المعدلة خطر التواطؤ وتضمن خوض كل منتخب ثلاث مباريات على الأقل، كما توفر وقت راحة متوازناً بين الفرق المنافسة".
وشهدت النسخة الماضية من البطولة التي أقيمت في قطر 64 مباراة على مدار 29 يوماً. 
وكانت البطولة مؤلفة من 24 منتخباً عندما أقيمت في المكسيك في 1986 وأميركا 1994.
وكانت نسخة 1998 في فرنسا هي الأولى التي تقام بمشاركة 32 فريقاً موزعة على ثماني مجموعات، وكان البطل ووصيفه يلعبان سبع مباريات، مقارنة بثمانية لقاءات في 2026.
وكان من المقرر أن تقام 80 مباراة في النسخة المقبلة من البطولة، لكن تقرر زيادتها إلى 104 مباريات.

المغرب يسعى لاستضافة مونديال 2030

وتزامناً مع إعلان فيفا عن الصيغة الجديدة لكأس العالم، أعلن ملك المغرب محمد السادس، عن تقدم بلاده بعرض مشترك مع إسبانيا والبرتغال لتنظيم نسخة البطولة في 2030.
وانضمت أوكرانيا في البداية إلى إسبانيا والبرتغال كشريك محتمل في ملفها لعام 2030، ولكن مع عدم وجود نهاية في الأفق للحرب مع روسيا، تقدم المغرب للمشاركة مع الدولتين الأوروبيتين في عرض مشترك.
وجاء إعلان المغرب عن تقديم الملف المشترك أثناء تكريم الملك محمد السادس وحصوله على جائزة الإنجاز المميز لعام 2022 والمقدمة من قبل باتريس موتسيبي رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) في كيغالي.
وأناب الملك محمد السادس عنه شكيب بنموسى وزير التربية الوطنية والتعليم والرياضة لتسلم الجائزة.
وأعلن بنموسى في الكلمة التي ألقاها نيابة عن الملك المغربي عقب تسلم الجائزة نية بلاده تقديم العرض قائلاً "هذا العرض المشترك سيحمل عنواناً للربط بين أفريقيا وأوروبا ودول البحر المتوسط".
وسبق للمغرب التقدم بملف لتنظيم كأس العالم 2010 لكنه حصد 10 أصوات فقط وخسر فرصة الاستضافة لصالح جنوب أفريقيا.
وأذهل المنتخب المغربي العالم في نهائيات كأس العالم التي أقيمت في قطر العام الماضي عندما أصبح أول منتخب أفريقي يصل إلى قبل النهائي حيث خسر أمام فرنسا، واحتل في النهاية المركز الرابع خلف كرواتيا.
كما استضاف المغرب كأس العالم للأندية 2022 الشهر الماضي، التي تأجلت بسبب كأس العالم بقطر.
وهناك عرض مشترك آخر مؤكد لاستضافة نهائيات 2030 من دول بأميركا الجنوبية، هي الأرجنتين وباراغواي وتشيلي وأوروغواي. واستضافت أوروغواي أول نهائيات لكأس العالم في عام 1930.

صيغة جديدة لمونديال الأندية

وأقر (فيفا) أن بطولة كأس العالم للأندية ستقام كل أربع سنوات بمشاركة 32 فريقاً اعتباراً من يونيو (حزيران) 2025، ليؤكد الإعلان الذي قام به رئيس الاتحاد جياني إنفانتينو في قطر العام الماضي.
وستتمكن الأندية أبطال القارة بين عامي 2021 و2024 من المشاركة في كأس العالم للأندية، مما يعني أن تشيلسي الإنجليزي وريال مدريد الإسباني والمثلث العربي الذهبي المكون من الأهلي المصري والهلال السعودي والوداد المغربي، ضمنوا جميعاً التأهل للمشاركة في البطولة.
وحال فوز أي من هذه الأندية بدوري الأبطال مجدداً، فإن الفريق المتأهل سيتحدد عن طريق حساب تصنيف النادي بناء على معايير الجدارة الرياضية.
وستكون نسخة 2023 هي الأخيرة لكأس العالم للأندية بصورتها الحالية بمشاركة سبعة منتخبات، على أن تقام بطولة جديدة للأندية وافق عليها (فيفا) اعتباراً من العام التالي.
وقال (فيفا)، "ستشهد هذه البطولة مشاركة أبطال البطولات الرئيسة للأندية من جميع الاتحادات وتختتم بنهائي يقام على أرض محايدة، بين الفائز بدوري أبطال أوروبا والفائز في الجولة الفاصلة بين أبطال القارات الأخرى".

منافسات جديدة وزيادة أحمال

وأعلن فيفا أن الأندية ستسمح للاعبيها بالانضمام إلى منتخباتهم اعتباراً من 25 مايو (أيار) 2026 إلا إذا كان الفريق يخوض نهائياً كبيراً مثل مباراة اللقب بدوري الأبطال، حينها سيتعين على الأندية السماح لهم بالانضمام للمنتخب بحلول 30 مايو.
وقال الاتحاد "برصيد 56 يوماً، يظل إجمالي عدد أيام الراحة وسماح الأندية للاعبين بالانضمام لمنتخباتهم وأيام البطولة متطابقاً مع نسخ 2010 و2014 و2018 لكأس العالم".
كما أقر الفيفا جدول منافسات دولية يتألف من تسعة أيام في مارس (آذار)، ومثلها في يونيو (حزيران) تقام في كل منها مواجهتان وتوقف مسابقات الأندية لمدة 16 يوماً لأربع مباريات في سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) يليه توقف دولي آخر لمدة تسعة أيام تقام فيه مباراتان في نوفمبر (تشرين الثاني).
في المقابل، أعرب اتحاد اللاعبين المحترفين عن قلقه في شأن "الإنهاك البدني والذهني" للاعبين نتيجة ازدحام جدول المنافسات وقال رئيسه التنفيذي ماهيتا مولانغو، إن الجدول يحتاج إلى "إعادة ضبط كاملة".
وأضاف "زيادة عدد الفرق المشاركة في كأس العالم 2026 يعني من جديد فرض مزيد من المباريات على جدول مزدحم بالفعل".
وأعرب الاتحاد عن سعادته بعد أن أعطى فيفا أولوية لمخاوف بينها الحاجة "إلى 72 ساعة على الأقل بين المباريات ويوم راحة إلزامي كل أسبوع وفترة راحة سنوية".
وأردف "رغم ذلك، فمن الصعب جداً أن نرى هذا متماشياً مع زيادة متواصلة في جدول المنافسات المحلية والدولية".
وتابع "نعرف أن الحمل الحالي الذي يواجهه اللاعبون له تأثير مستمر على رفاهيتهم... لا يمكننا أن نضغط عليهم إلى أن ينهاروا".