ملخص
عبر فيديوهاتهم اكتشف الناس حياة الرّحل في #المغرب وكم ينعمون بالسعادة رغم قساوة الحياة
رحالة شباب مغاربة يقطعون مسافات طويلة بإمكانات بسيطة من أجل الترويج للسياحة في المغرب، ويعرفون الناس بمناطق منسية ومعزولة عبر نشر تجاربهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
بدراجة نارية جال الرحالة المغربي ياسين القارة الأفريقية، ليقرر بعد ذلك أن يطلق جولة في المغرب وبالتحديد القرى الهامشية، مما أسهم في التعريف بهذه المناطق سياحياً.
السفر عبر دراجة
يوثق ياسين رحلته بالفيديو ويشاركها مع متابعيه الذين يصل عددهم إلى نحو 389 ألف متابع، ولا يكتفي بتصوير المشاهد الطبيعية بل ويتحدث عن تاريخ المنطقة، مثل رحلته إلى منطقة تالوين في إقليم تارودانت جنوب المغرب، حيث زار قصر التهامي الكلاوي الذي كان باشا مراكش وزعيم قبيلة كلاوة بجبال الأطلس الكبير، وأحد الرموز التاريخية للمنطقة.
بمجرد أن يصل إلى أية منطقة يتحدث عن نوع الزراعة السائدة فيها، مثلاً زراعة الزعفران في منطقة تالوين، ويشرح الرحالة في الفيديو كيف يقاوم شجر أركان ارتفاع درجة الحرارة وظروف زراعته.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يصعد ياسين جبال الأطلس بدراجته النارية، وعندما يرغب في نصب خيمته لقضاء الليلة يجمع الحطب للتدفئة، يشرح كيفية جمع الحطب، وأنه يجمع فقط الأغصان المرمية على الأرض، فهو يسعى لتشجيع السياحة من دون تخريب الطبيعة.
يقول "المغرب بلد متنوع يضم مناطق جغرافية مختلفة مثل البحر والصحراء والجبال، وحتى العادات والتقاليد مختلفة"، وهو يوثق حياة الرحل في جبال الأطلس، ويجري معهم محادثات للتعريف بثقافتهم وحياتهم في المرتفعات.
بدأت رحلة ياسين في المغرب عبر جبال الأطلس من منطقة تغدوين ليصل إلى قمة تيزي نتاست، وفي كل محطة من رحلته يعرف المتابعين بالمنطقة.
كسر الصور النمطية
سعيد شاب مغربي يعيش في كندا ويتحدث عن فيديوهات ياسين قائلاً "أتابعها منذ فترة طويلة، وأكثر ما يشد المرء فيها البساطة، وقدرته على خلق علاقات مع الناس العاديين، كما أنه يكسر الصور النمطية، فعلى رغم أنني مغربي اكتشفت معه مناظر طبيعية وتاريخية جميلة في بلادي، وأتشوق جداً لزيارة هذه المناطق خصوصاً الهامشية".
يعرّف ياسين في فيديوهاته بالمناطق الهامشية التي لا يسلط عليها الضوء في الإعلام العمومي المغربي، في هذا الصدد يضيف سعيد "في هذه الفيديوهات اكتشفنا حياة أناس مثل الرحل، وهم على رغم قساوة الحياة سعداء ولديهم قيم جميلة، وأشعر أنه ينبغي أن نساعد أهالي تلك القرى الهامشية وندعمهم من خلال السياحة".
إلى جانب تجربة الرحالة ياسين أسس عدد من الشباب المغاربة مجموعة على "فيسبوك" أطلقوا عليها "Moroccan Travelers Community"، ويشترك فيها نحو 350 ألف عضو يتشاركون تجاربهم في الرحلات ويرشدون متابعيهم إلى المناطق التي يمكن زيارتها وأيضاً كلف الزيارة.
رحالات نساء
تنشر الفتيات أيضاً تجاربهن مع السفر في المغرب، مثل نسرين التي تشارك المتابعين رحلة صعود جبل أداد مدني، الذي يقع ضواحي تزنيت جنوب المغرب، وتعرف نسرين هذا الجبل قائلة إنه "يطل على مناظر خلابة رائعة تثير اهتمام عشاق المشي والتسلق، ومن فوق قمته نرى جبال الأطلس الصغير وسهل ماسة، ويعتبر موقع جبل أداد مدني من الأماكن النادرة التي يوجد فيها شجرة التنين المسماة أجكال".
حليمة تعد من أشهر الرحالات في المغرب، وتنشر صوراً للمناطق التي زارتها. تقول "رافقت في إحدى التجارب فتيات لصعود قمة الجبل، وكانت هذه أول تجربة من هذا النوع بالنسبة إليهم، كنت سعيدة لأنني جعلتهن يثقن في أنفسهن ويفتخرن بتسلق الجبل، وهناك عدد كبير من النساء لديهن الرغبة نفسها لكن يحتجن إلى من يحفزهن".
تخريب الطبيعة
لا تشجع حليمة فقط النساء بل أيضاً الذكور الذين لم يسبق لهم أن زاروا قرى مغربية منسية، فهي تشرح عبر صفحتها على "إنستغرام" كيف يمكنهم الوصول إلى هذه المناطق، وأين يمكن أن يمضوا الليلة، وكلفة الرحلة، وأيضاً التعريف بتاريخ المنطقة.
يروج الرحالة الشباب للسياحة في المناطق المنسية والمهمشة في المغرب، لكن إبراهيم من منطقة أمليل نواحي مراكش، يرى أن هؤلاء الرحالة يهتمون فقط بالمتابعين، ومن خلال فيديوهاتهم يتزايد عدد الزوار لمناطق كانت نظيفة، لكنها سرعان ما تتحول إلى متسخة لأنهم لا يحافظون على نظافة هذه المناطق المعزولة.
ويضيف إبراهيم "بسبب هذه الصفحات أصبحنا نلاحظ تزايد عدد الزوار الذين لا يهدفون للاستمتاع بجمال الطبيعة بل يسعون إلى تخريبها، وسكان المناطق المنسية فقراء لكنهم يحافظون على الطبيعة ويحترمونها، وأتمنى من هؤلاء الزوار الشباب القادمين من المدن أن يحافظوا على نظافة المناطق التي يزورونها".