النفط يبحث عن اتجاه وسط هدوء المخاوف حول أزمة المصارف

صعدت أسعار برميل النفط قليلاً، اليوم الخميس معوضة بعض خسائرها بعد الهبوط الحاد لأدنى مستوى منذ 15 شهراً مع هدوء الأسواق بعد قرار الجهات التنظيمية السويسرية تقديم إنقاذ مالي لبنك كريدي سويس.

وبحلول الساعة 11:35 بتوقيت غرينتش، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم مايو (أيار) 2023 بنحو 0.07 في المئة، لتصل إلى 73.74 دولار للبرميل بعد أن تراجع لأدنى مستوى له منذ ديسمبر (كانون الأول) 2021.

وزاد سعر العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي تسليم أبريل (نيسان) 2023 بنسبة 0.05 في المئة، إلى 67.9 دولار للبرميل.

تأكيد سعودي روسي على إستقرار النفط

إلى ذلك أكدت السعودية وروسيا الإلتزام بقرار "أوبك+"، إذ بحث وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان في الرياض اليوم مع نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك التحضير لاجتماع الدورة المقبلة للجنة المشتركة، وسبل تنمية وتطوير العلاقات بما يخدم مصالح البلدين الصديقين في إطار أعمال اللجنة المشتركة. كما بحث الجانبان أوضاع السوق البترولية العالمية وجهود مجموعة "أوبك+" الهادفة إلى تعزيز استقرار السوق والتوازن، مؤكدين في الوقت ذاته استمرار التعاون في إطار "أوبك+".

وتأتي مكاسب النفط المحدودة بعد أن انخفض الخامان القياسيان برنت وغرب تكساس بنسبة 10 و11 في المئة على الترتيب منذ إغلاق الجمعة الماضي، ما دفع المختصين والمحللين إلى التساؤل بأن النفط يبحث عن اتجاه أكثر وضوحاً؟ في ضوء الاضطرابات في القطاع المصرفي في الولايات المتحدة وأوروبا وعن المدى الذي يجب أن تنخفض إليه أسعار الخام قبل أن يعدل تحالف "أوبك+" حصص الإنتاج.وقال الرئيس التنفيذي لشركة "بي دي سويس" لمنطقة الشرق الأوسط، دانيال تقي الدين، إنه "على رغم صعود أسعار النفط يظل الاتجاه غير مؤكد بينما استمرت الظروف العالمية في التغير".

وأضاف في تصريحات لـ"اندبندنت عربية" أن "أسعار الخام يمكن أن تجد دعماً إذا استمرت توقعات المستثمرين في الميل نحو سياسة نقدية أكثر ليونة وإذا خفت الأزمة الحالية في القطاع المصرفي في أميركا وأوروبا".

وأشار تقي الدين إلى أن "الشكوك حول مستويات الطلب يمكن أن تسهم أيضاً في التقلبات، إذ يمكن أن يتدهور الطلب في الولايات المتحدة بينما قد يرتفع في الصين.

نقص المحفزات الصعودية 

وقال محلل السوق في "أي جي آسيا" في سنغافورة، يوب جون رونغ لوكالة "بلومبيرغ"، إن "الأسواق مضطربة في الوقت الحالي، ولا تقف على أرضية صلبة، إذ لا تزال بيئة المخاطر الهشة تحاول الاستقرار من تداعيات بنك وادي السيليكون الأميركي".

وأضاف رونغ أنه "يبدو أن هناك نقصاً في المحفزات الصعودية لأسعار النفط في الوقت الحالي".

فائض في المعروض

في تلك الأثناء توقعت وكالة الطاقة الدولية، تحقيق فائض في المعروض في النصف الأول من العام، كما أشارت إلى زيادة متوقعة في الطلب على النفط من الصين، بعد يوم من رفع منظمة "أوبك" توقعاتها للطلب الصيني في 2023، استناداً إلى بيانات أظهرت انتعاش نشاط ثاني أكبر اقتصاد في العالم خلال أول شهرين من العام الحالي، بعد إلغاء إجراءات احتواء فيروس كورونا الصارمة.

أسعار الفائدة

في المقابل، من المتوقع أن يميل صانعو السياسة بالبنك المركزي الأوروبي، في وقت لاحق اليوم الخميس، إلى رفع سعر الفائدة نصف نقطة مئوية، إذ يستعيد اقتصاد منطقة اليورو قوته بينما يُتوقع أن يظل التضخم مرتفعاً لسنوات.

ويمكن أن يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى انخفاض الطلب على النفط مع تباطؤ النمو الاقتصادي، كما أن المخاوف من تفاقم الأزمة المالية بالقطاع المصرفي يمكن أن تؤثر أيضاً في طلب النفط.

وأدت أصداء الاضطرابات التي أحدثها انهيار بنك "وادي السيليكون" والأزمة الجديدة لمصرف "كريدي سويس" إلى هزة عنيفة في أسواق الأصول العالمية، كما أدت موجة من البيع الكثيف استناداً إلى مؤشرات فنية مع تغطية عقود الخيارات إلى زيادة سرعة هبوط أسعار الخام الذي بدأ منذ ثلاثة أيام.

وكشف تقرير جديد صادر عن بنك الاستثمار السويسري "يو بي أس" عن أن اضطرابات الأسواق المالية والأزمة المصرفية الأميركية أثرت في أسعار النفط، إذ انخفض سعر خام برنت القياسي بأكثر من 10 دولارات للبرميل خلال الأيام الـ10 الأخيرة.