خرج آلاف الناس إلى شوارع موسكو في عطلة نهاية الأسبوع في "أكبر تظاهرة تشهدها روسيا في السنوات الأخيرة"، على نحو ما وصفها المعارضون السياسيون ووسائل الإعلام الروسية.
وأشارت المنظمة غير الحكومية،"وايت كاونتر" (العداد الأبيض)، إلى أن حوالى 22 ألفاً و500 شخص تجمعوا السبت الماضي احتجاجاً على استبعاد عشرات المرشحين المستقلين من انتخابات مجلس المدينة، فيما قالت الشرطة بدورها إن أعداد المتظاهرين بلغت 12 ألفاً.
وبعد مشاركته في التظاهرة، غرّد أليكسي نافالني، زعيم المعارضة الروسية على "تويتر" قائلاً إنه "لم يذهب إلى مثل ذلك التجمّع الضخم منذ عام 2012".
وأضاف "يسرني أن عشرات آلاف المواطنين في موسكو لم يلتزموا الصمت، ولم يقبلوا الإهانات، بل خرجوا للإعراب عن غضبهم".
يُذكر أن الاحتجاج الذي أذنت به السلطات الروسية، يأتي في ختام أسبوع التظاهرات الأصغر رفضاً لقرار اللجنة الانتخابية الذي يمنع زهاء 30 مرشحاً مستقلاً رفيع المستوى، وجميعهم من المنتقدين الصريحين للكرملين، من الترشح لانتخابات مجلس الدوما في موسكو.
ويتعين على المرشحين جمع نحو خمسة آلاف توقيع من سكان المدينة للسماح لهم بالترشح في الانتخابات المحلية في العاصمة موسكو. ولكن على الرغم من أن جميع المرشحين نجحوا في ذلك فعلاً، فإن اللجنة الانتخابية زعمت أن بعض التواقيع مزيف أو يعود لأشخاص متوفين.
إلا أن المرشحين ومؤيديهم يرفضون من جانبهم هذه الادعاءات. وفي الأثناء، استعان بعض الأشخاص الذين منحوا المرشحين تواقيعهم بوسائل التواصل الاجتماعي لإثبات أنهم على قيد الحياة.
في هذا الصدد، كتبت ليوبوف سوبول، محامية التحقيق التي مُنعت من الترشّح للانتخابات البرلمانية، على "تويتر" أن اللجنة الانتخابية طعنت في توقيع أختها بذريعة أنه مزيف.
وكانت سوبول بدأت إضراباً عن الطعام منذ أكثر من أسبوع احتجاجاً على قرار منعها من الترشح.
في غضون ذلك، ذكر موقع "موسكو تايمز" أن نافالني دعا إلى احتجاج جديد يوم السبت أمام مبنى البلدية، بالقرب من الكرملين، في حال لم تتراجع لجنة الانتخابات عن قرارها المذكور آنفاً... وكتب على موقعه الإلكتروني "أنا سعيد لأن في مدينتنا أشخاصاً لا يقبلون صاغرين رفض تواقيعهم بحجة أنها مزيفة، ولا اعتبار أنهم موتى أو غير موجودين".
ولكن من المرجح أن تمنع السلطات الروسية الاحتجاجات في جوار الكرملين، الأمر الذي قد يؤدي إلى اعتقالات جماعية أو انخفاض الإقبال على التظاهرة. يُذكر في هذا السياق أنه في نهاية الأسبوع الماضي، تظاهر نحو ألف شخص لدعم المرشحين المعارضين، وألقت السلطات القبض على حوالى 40 شخصاً واحتجزتهم فترة قصيرة.
يُشار إلى أن القوانين الروسية التي صدرت في السنوات الأخيرة جعلت من الصعب على المرشحين المستقلين الترشح لأي منصب.
وتأتي الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها موسكو بعد انخفاض معدلات تأييد رئيس البلاد فلاديمير بوتين وتراجع مستوى معيشة الروس.
© The Independent