ملخص
#غوغل تدخل السباق في حقل #الذكاء_الاصطناعي التوليدي فماذا تحمل أداتها الجديدة "بارد"؟
يبدو أن الشركات التي كانت تعتمد على نماذج الذكاء الاصطناعي بشكل خاص ومخفي لن تترك المجال لـ"أوبن أي آي" Open AI كي تتفرد وحدها على الساحة سابحة في بحر تقني أزرق، فالقرار أخذ والمنافسة في تصاعد تدريجي يتقدمها ثلاث شركات تتنافس لتطوير ونشر أدواتها المدعومة بالذكاء الاصطناعي هي، "غوغل" و"مايكروسوفت" و"فيسبوك".
وفي أعقاب النجاح الفيروسي الأخير لـ"تشات جي بي تي" Chat GPT بدأت الأحداث تتسارع بشكل شبه يومي تقريباً، لتعلن "غوغل" أخيراً عن إتاحة روبوت الدردشة الخاص بها للعام، ليتحول بحر "أوبن أي آي" Open AI إلى محيط أحمر تتنافس فيه كبرى الشركات للحصول على حصة سوقية أكبر وجذب مزيد من المستخدمين. فما الذي تمتلكه "غوغل" لتنافس به؟
السعي للاستثمار
في البداية يجب أن ننوه بأن غالبية الشركات الكبرى تمتلك نماذج ذكاء اصطناعي توليدي خاصة بها لكنها غير متاحة للعام، وبتطوير "أوبن أي آي" Open AI لبوت الدردشة الخاص بها وطرحه ليصبح مفتوحاً للعموم، كما كل منتجاتها، وكما يدل اسمها "الذكاء الاصطناعي المفتوح"، جعلت مواضيع ومصطلحات الذكاء الاصطناعي تتردد على ألسنة الناس، وفتحت الآفاق لفهم مباشر وعملي وأكثر سلاسة، بالتالي تركز اهتمام الناس على هذا الحقل الواسع الذي ظل لعقود حكراً على المتخصصين فقط، كما أعطى طرح هذه المفاهيم للناس رؤى حول المستقبل في ظل هذا التطور الذي توسع ليحتل مساحات كانت سابقاً حكراً على البشر وحدهم.
وفي حين انضمت "مايكروسوفت" أخيراً إلى الاستثمار في مميزات هذا المشروع ودمجها مع تطبيقاتها المكتبية الشهيرة وورد Word وأكسل Excel وباوربوينت PowerPoint، ذهبت شركات أخرى في طريق إنشاء مشاريعها الخاصة بحذر، فأعلنت "غوغل" مطلع الشهر الماضي في مقال خاص عن خطتها والخطوات التطويرية التي ستسير عليها في هذا الاتجاه، وعن عزمها دخول ساحة المنافسة والتحدي مع "تشات جي بي تي"، مؤكدة أنها جعلت الذكاء الاصطناعي محور تركيزها ونقطة فاصلة في أنشطة الشركة لتحقيق مهامها خلال الستة أعوام الماضية، إذ ظلت مستمرة خلال هذه المدة في الاستثمار في هذا المجال.
وأعلنت وقتها عن تطوير خدمة محادثات تجريبية مزودة بالذكاء الاصطناعي التوليدي ستوفرها للجميع في الأسابيع المقبلة، مطلقة عليه اسم Bard، كما عادت الأسبوع الماضي لتعلن عن نيتها إضافة الذكاء الاصطناعي إلى أدواتها الإنتاجية، على رأسها جي ميل Gmail وSheets وDocs.
مكمل لبحث "غوغل"
اعتبر "تشات جي بي تي" في بداية طرحه تجريبياً خلال نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 ثورة تقنية تهدد عرش "غوغل"، لكنها لم تنتظر أكثر من أربعة أشهر لترد اليوم بفتح باب الدخول إلى نموذجها اللغوي المطور "بارد" Bard، ليصبح عاماً ومتاحاً لفئة من المستخدمين تبعاً لمتطلبات العمر والمنطقة الجغرافية.
بدأت "غوغل" في طرح الأداة بداية لمن تزيد أعمارهم على 18 سنة في كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، عازمة على التوسع في المستقبل شاملة مزيداً من البلدان واللغات.
ووصف قادة المشروع "بارد" بأنه تجربة مبكرة تهدف إلى مساعدة الأشخاص على زيادة إنتاجيتهم وتسريع أفكارهم وإثارة فضولهم، بالتعاون مع الذكاء الاصطناعي التوليدي، التقنية تعتمد على البيانات السابقة لإنشاء محتوى بدلاً من مجرد التعرف إليه وتحديده.
وصفته "غوغل" بحسب مسؤوليها بأنه "نقطة انطلاق للإبداع"، وتؤكد أنه ليس بديلاً لمحرك البحث الخاص بها ولكنها تجربة "مكملة لبحث غوغل"، إذ صمم "بارد" بحيث يمكن المستخدمين زيارة البحث للتحقق من ردوده أو استكشاف مصادره عبر الويب.
نصوص كاملة
ويتميز "بارد" بقدرته على الاطلاع على أحدث المعلومات على الإنترنت لأنه مزود بخاصية بحث Google it، فمن خلال النقر على الزر الخاص بها سيفتح البحث في علامة تبويب جديدة، حتى تمكن المستخدم من العثور على النتائج ذات الصلة والبحث بشكل أعمق، إذ يمكن التحقق من دقة المعلومات ومصادرها على مواقع الإنترنت.
أما ميزته الأهم فهي قدرته على إنشاء نصوص كاملة بسرعة، بخلاف "تشات جي بي تي" الذي يولد النصوص كلمة بكلمة، إذ يستعين "بارد" في عمله، كغيره من بوتات الدردشة، على نموذج لغة كبير L.L.M يسمى "لامدا" LaMDA كان قد سبق وأعلنت عنه "غوغل" منذ سنتين لكن لم تصدره بالكامل للجمهور.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يكمن اختلاف "لامدا" عن غيره من النماذج اللغوية الأخرى، بأنه يركز ويعمل على إنتاج حوار بخلاف "جي بي تي 3" الذي يركز على إنشاء نص، والسبب الطريقة التي درب بها كل منهما، إذ درب "لامدا" على الحوار وفهم السياق وليس على النص.
وتخطط "غوغل" في وقت لاحق لإضافة نماذج لغوية كبيرة بشكل مدروس أكثر بغرض البحث المعمق.
جدير بالذكر أن Open AI أصدرت الأسبوع الماضي الإصدار الرابع GPT-4، الذي فاجأ المستخدمين في العرض التجريبي للشركة بقدرته على صياغة دعاوى قضائية واجتياز الاختبارات الموحدة وبناء موقع ويب عملي اعتماداً على رسم يدوي.
وأتاحت "غوغل"، الثلاثاء الماضي، الاستخدام العام لروبوت المحادثة الخاص بها "بارد"، منافس "تشات جي بي تي"، سعياً إلى تحسين نوعية إجاباته عبر زيادة التفاعل بينه وبين المستخدمين.
وكانت شركة "ألفابت" المالكة لـ"غوغل" سارعت في فبراير (شباط) الفائت إلى استحداث "بارد" بعد الإقبال الواسع على برنامج "تشات جي بي تي" الذي ابتكرته شركة "أوبن أي آي" الناشئة الأميركية بالتعاون مع "مايكروسوفت" وأطلقته في نوفمبر (تشرين الثاني).
وقد أثارت برمجية "تشات جي بي تي" اهتماماً واسعاً في العالم بالذكاء الاصطناعي التوليدي بفعل قدرتها على إنشاء نصوص متقنة مثل رسائل البريد الإلكتروني والمقالات والقصائد، أو برامج معلوماتية، في ثوان فقط.
تحسين المنتج
وحصر استخدم "بارد" في البداية بمشاركين "موثوق بهم" في المرحلة التجريبية، قبل إفساح استخدامه الثلاثاء للعامة، لكن وفق قيود تتعلق بعدد الاستخدامات ومن خلال لائحة انتظار لضبط الطلب.
وقال رئيس "غوغل" سوندار بيتشاي في رسالة إلى الموظفين "سيفاجئنا الناس شيئاً فشيئاً عندما يبدأون استخدام "بارد" واختبار قدراته". وأضاف "لن تسير بعض الأمور على ما يرام، لكن تعليقات المستخدمين ضرورية لتحسين المنتج والتكنولوجيا الأساسية".
وكانت المجموعة الكاليفورنية تعرضت لانتقادات داخلية لاستعجالها إطلاق "بارد" بهدف اللحاق بـ"مايكروسوفت".
وخصص لواجهة "بارد" موقع مستقل عن محرك "غوغل" للبحث، مع مساحة يمكن للمستخدم كتابة سؤال فيها.
زيادة البيانات والدقة
ورداً على سؤال عما يميزه عن "تشات جي بي تي"، أجاب بأن "بارد" على عكس منافسه، "قادر على الوصول إلى معلومات من العالم الفعلي من خلال محرك بحث غوغل".
وأشار أيضاً إلى أنه لا يزال "قيد التطوير في حين أن "تشات جي بي تي" بات متاحاً للعامة". وأضاف، "هذا يعني أنني أتعلم باستمرار وأتحسن بينما يظل ’تشات جي بي تي‘ بلا تغيير حتماً".
وكتب نائبا رئيس "غوغل" سيسي هسيا وإلي كولينز في منشور على موقع للمجموعة، "لقد تعلمنا كثيراً من اختبار "بارد"، والمرحلة الرئيسة التالية في تحسينه هي الحصول على تعليقات من مزيد من الأشخاص".
وأضافا، "كلما زاد عدد الأشخاص الذين يستخدمونه، كانت النماذج اللغوية الكبيرة LLM (وهو برنامج يمكنه تقديم إجابات للأسئلة المصاغة بلغة الحياة اليومية) أفضل في التنبؤ بالإجابات التي قد تكون مفيدة".
ومن خلال تغذية خوارزمية "أل أل أم" بالبيانات والمحادثات المكتوبة، يمكنها تحديد الإجابة ذات الصلة للسؤال بشكل أكثر دقة.