ملخص
فتح الممر السري المكتشف داخل #هرم_خوفو الأكبر في #مصر، الباب أمام تأويلات تتعلق بالكفاءات العلمية والتكنولوجية للمصريين القدماء #الفراعنة، وبالتالي محاولة استخراج دلائل على حياة وحضارات سابقة
هل البشرية بصورتها المعاصرة هي الجماعة الإنسانية الوحيدة التي عرفت الحضارة بصورتها المعاصرة التي نعيشها اليوم، أم أن هناك شعوباً أخرى سبقتنا في العيش فوق كوكب الأرض، بلغت شأناً عالياً من التقدم المعرفي وربما التقني؟
هذا التساؤل يبقى من الأسئلة المهمة التي تشاغب العقل البشري المعاصر، لا سيما في ظل عدم وجود إجابات قاطعة في الكتب المقدسة وإن حملت إشارات متعددة إلى أقوام سابقين، لكن من غير تحديد مكان أو زمان.
على أن السعي الإنساني يمضي يوماً تلو الآخر في محاولة لتقديم رؤية تشبع نهم المعرفة في شأن أسلاف البشرية، وهل كانوا مجرد رعاة وصائدي حيوانات بحثاً عن الطعام، أو أن من بينهم من بنى شواهد تاريخية، تجبر الباحث على نفي تلك الفرضية السطحية في شأن الأولين.
لعل ما يفتح الباب واسعاً لإعادة قراءة سطور تلك الإشكالية، ما حملته لنا الاكتشافات الحديثة الأيام الماضية التي يمكن من خلالها التطلع إلى ما هو أكثر عمقاً، نظراً إلى أن جذورها ضاربة في باطن التاريخ والجغرافيا، مرة واحدة.
ممر الهرم الأكبر وقارة زيلانديا
أوائل مارس (آذار) الجاري، أعلنت وزارة السياحة المصرية عن اكتشاف ممر بطول تسعة أمتار داخل الهرم الأكبر، اللغز الذي لم يقدر لبشر حتى الساعة فك طلاسمه، أو إماطة اللثام عن سره وجوهره.
يعتبر الممر أهم كشف علمي في العصر الحديث، بحسب عالم الآثار المصري الشهير زاهي حواس، لا سيما في ظل شكله الجمالوني وسقفه المخفي في النهاية الشمالية للهرم.
حواس يخبر بأن عملاً ما سيجري على هذا الممر الذي يفتح الباب لكثير من التساؤلات، كما سيثير شغف العالم لمعرفة ما بداخله ولهذا يتسابق الجميع لمتابعة جهود العلماء المصريين والأجانب، حتى الوصول إلى ما بداخله من أسرار في المستقبل، ربما تكشف عن سيرة البشر السابقين وتجسدها.
هل سيؤدي هذا الممر إلى الكشف عن غرفة الدفن للملك خوفو وهل ستكون هي غرفة الأسرار، لا سيما تلك التي خبأها المصريون القدماء في قلب الهرم والتي تحوي علوم تحوت إله الحكمة، وما تشمله من أخبار عن حضارة أتلانتيس الغارقة؟
وفي توقيت مواكب، أعلن عدد من علماء الجغرافيا، وبعد ما يقرب من 400 عام من البحث، عن اكتشاف قارة جديدة كانت مفقودة لمئات الأعوام تسمى "زيلانديا".
انفصلت تلك القارة عن أستراليا قبل 60 مليون سنة وتبلغ مساحتها نحو 4.9 مليون كيلومتر مربع، يقبع معظمها تحت سطح الماء، وكانت يوماً ما جزءاً من شبه القارة القديمة "غوندوانا" التي شملت أيضاً معظم غرب القطب الجنوبي وشرق أستراليا منذ أكثر من 500 مليون سنة.
ومنذ ما يقرب من 105 ملايين سنة، بدأت زيلانديا بـ"الانسحاب" من القارة العملاقة لأسباب لا يزال علماء الجيولوجيا لا يفهمونها تماماً.
هل الكشف عن زيلانديا، مقدمة طبيعية للكشف عن حضارة أتلانتيس الغارقة، أم أن الكشف عن غرفة الأسرار في الهرم، سيفتح الطريق للوصل مع ماضي الإنسانية الغامض والمثير؟
غرفة خوفو السرية وأسرار الإنسانية
حديث الممر الجديد داخل الهرم الأكبر أعاد التطلع إلى اكتشاف تلك الغرفة الخاصة بالملك صاحب الهرم، وما تحويه من أسرار المعرفة الكونية.
حتى الآن لا يزال علماء الآثار عاجزين عن إيجاد جواب حول تابوت الملك خوفو وهل هو بالفعل قابع في جوف الهرم الأكبر أم لا؟
الأمر الأكثر إثارة هو أنه حتى الساعة لم يكتشف أي تابوت داخل الهرم، مما يعزز رؤية عدد من علماء الآثار المصريين والأجانب عن الهرم لجهة أنه مولد للطاقة العالمية وربما حافظ لأسرار الإنسانية بأكثر من أنه مدفن للفراعنة العظماء مثل خوفو وخفرع ومنقرع.
بالعودة للأوراق التي خلفها المؤرخ البريطاني جورج سينسيلوس، نجد له قصة عن نص مصري قديم مفقود يسمى "كتاب سوثيس – تحوت"، وتم تأليفه في القرن الثالث قبل الميلاد ويضم وثائق أحضرت إلى مصر بعد الطوفان العظيم الذي ورد في الكتب المقدسة الإبراهيمية.
أين يوجد هذا النص؟
بالطبع داخل الهرم الأكبر، مما يرجعنا إلى العلاقة المتشابكة بين الهرم الأكبر وقصة الطوفان العظيم، وهل كان الهرم سابقاً للطوفان، وما إذا ظل على سطح الأرض بعده كشاهد وحلقة وصل بين زمنين مختلفين وعالمين بشريين مغايرين.
أكثر من ذلك، فإن الباحث البلجيكي في علوم الحضارة المصرية القديمة روبرت بوفال يذكر في كتابه بعنوان "غرفة سرية" أن تلك الحجرة داخل الهرم الأكبر تحتوي على كتابات هرميسية تنسب إلى الإله تحوت...
من هو تحوت وما قصته مع المصريين القدماء؟
هو إله الحكمة عند المصريين القدماء، أحد أرباب الأشمونين الكوني ويعتبر من أهم الآلهة المصرية القديمة ويصور برأس أبو منجل.
يعتبر المصريون القدماء أن الإله تحوت هو الذي علمهم الكتابة والحساب وهو يصور دائماً ممسكاً بالقلم ولوح يكتب عليه.
في الكتابات الهرميسية المنسوبة إلى تحوت، نجد الإلهة إيزيس تحكي لولدها حورس عن المعرفة السرية للإله تحوت، وهي منقوشة على حجر ومخبأة في الهرم بالقرب من أسرار أوزيريس.
شاغبت تلك الغرفة عقول الأثريين الباحثين طويلاً جداً، ومن بين هؤلاء الدكتور مارك لينر من جامعة شيكاغو الذي أشار إلى حقيقة وجود غرفة الأسرار، ويعتقد بأن هناك فخاخاً تمنع وصول أي شخص إليها، إذ إنها تمتلك نظاماً دفاعياً قوياً جداً، وهذا يفسر كيف بنيت أخاديد في غرفة صغيرة جداً خارج غرفة دفن الملك.
الفخ عبارة عن غرفة قبل غرفة الملك، إذا ما دخلها اللص من الخارج، تسقط ثلاثة ألواح من الغرانيت وتنزلق مباشرة أسفل المنحدر في طريق المرور لتقطع عملية الوصول إلى الحرم الداخلي للمقبرة.
الهرم وعلوم وأسرار الإنسان القديم
لطالما أسبغت البرديات ومتن الفراعنة على الهرم الأكبر تعبير "كتاب إله السماء"...
هل جاء هذا التعبير عشوائياً، أم أن هناك أسباباً حقيقية تدفع إلى هذا السياق؟
خذ إليك ما يقوله عالم الآثار والفلكي الإنجليزي الشهير جون جريفر (1602-1652)، من أن الهرم ليس بناء بشرياً تقليدياً، وإنما هو "بيت الحكمة الذي يحوي معاني وأسرار الحكمة والعلم وأنه غير مسموح لأحد بالاطلاع على تلك الأسرار الربانية، إلا من يحصل على إذن إلهي".
مزيد من الغموض يطالعنا حين نكتشف أن تحوت وفي إحدى البرديات، يحادث خوفو صاحب الهرم الأكبر، بكلمات تجعلنا نقطع بأنه من الجائز جداً وجود أسرار حضارات إنسانية سابقة داخل الهرم.
يوصي تحوت خوفو قائلاً، "لا تدع أحداً يطلع على تلك الأسرار أو يراها، إلا فرعون وشرحب (أي رئيس الكهنة)، ولا يدنُ أحد من بهو المقدسات، إذ إنه يحوي أسرار الوجود المقدسة... لا تجعل عيناً تراها أو أذناً تسمع عنها، ولا تنطق بما فيها لأحد"...
ترى ما هي تلك الأسرار الدفينة القابعة داخل هذا البناء الحجري الذي تصدرت صورته غلاف مجلة "تايم" الأميركية لعدد شهر مارس (آذار) الجاري مع عنوان "أفضل الأماكن على وجه الأرض... طريق جديد لرؤية التاريخ بزيارة أهرامات الجيزة"؟
غالب الأمر أن الهرم الأكبر كان بمثابة دليل للبشرية يحمل كثيراً من المعارف التي تفك شيفرات علوم وتكنولوجيا حضارة سابقة متقدمة، بل لا نغالي إن قلنا إنها كانت حلقة وصل مع حضارات سابقة، لكن عوامل عدة أدت إلى ضياع جزء من تراث هذا البناء اللغز.
تقول الروايات إن الهرم الأكبر بنوع خاص كانت تكسوه طبقة من الطلاء السميك، حملت كل ما حازه الفراعنة من علوم.
خذ إليك على سبيل المثال ما ذكره المؤرخ اليهودي يوسيفوس فلافيوس الذي عاش في القرن الأول الميلادي، فخلال زيارته إلى مصر التي حدثت غالباً عام 33 ميلادية، سجل في مذكراته أن واجهات الهرم كانت مطلية باللون الأحمر وتغطيها نقوش ورموز وخطوط بيانية، جعلت من الهرم شبه مزولة (ساعة شمسية وأداة توقيت نهاري) كونية ضخمة، كان المصريون يسترشدون بها كتقويم يحدد لهم مواعيد الفيضان ومواسم الزراعة والري والحصاد لمختلف المحاصيل وتاريخ أعيادهم الدينية والشعبية ويعرفون منها الأشهر والأيام والساعات، تبعاً لسقوط الشمس وظلالها على واجهات الهرم.
يظل السؤال قائماً، من أين تحصل المصريون القدماء على تلك المعارف المتقدمة التي مكنتهم من تشييد هذا البناء الذي لا تزال طريقة بنائه لغزاً يحير عقول وألباب الحكماء والفهماء من كبار العلماء المعاصرين والعاجزين عن تقديم نظرية معرفية قوية لا تصد ولا ترد في بنائه؟
تزداد الحيرة حين يطالع المرء ما ذكره المؤرخ سنشيللو أن النقوش التي كانت تغطي واجهات الهرم الأكبر، كانت عبارة عن جداول فلكية رمز بها كهنة الفراعنة إلى أسرار القبة السماوية، وكانوا يستخدمونها في التنجيم والتنبؤ بالمستقبل، وذلك عبر دراسة أوضاع الكواكب ودوراتها بالنسبة إلى الخطوط البيانية وسقوط أشعة الشمس على أسطح الهرم أثناء انتقالها بين الشمس، وقد كانت تقام لها طقوس معينة استمرت حتى أواخر الدولة الحديثة.
هل كانت علوم القارة الغارقة أتلانتيس هي مصدر معرفة الفراعنة وهل هناك روايات تاريخية بعينها تعضد من هذه الفرضية، والعهدة على بعض حكماء وفلاسفة اليونان القدامى الذين زاروا مصر، وعرفوا بعضاً من أخبارها القديمة جداً، تلك التي بلغتهم من خلال تحوت إله الحكمة ورسله الذين لا نعرف عنهم الكثير.
سولون وأفلاطون وأسرار أتلانتيس
يتساءل الباحثون ما علاقة المصريين القدماء بالقارة المفقودة الشهيرة المسماة أتلانتيس التي تمثل لغزاً معرفياً حتى الساعة؟ وهل المصريون أنفسهم هم أحفاد هذه الحضارة وأنهم ورثوا علومها وحضارتها ومعارفها وتكنولوجياتها، وتركوا أثرا منها على جدران معابدهم، هناك حيث يمكن للإنسان المعاصر أن يرى صوراً منحوتة للطائرات المروحية وأخرى للسفن الحربية بشكلها المعاصر؟
يحتاج الجواب إلى مؤلفات لتقديم خلاصة واحدة مؤكدة، فهناك روايات كثيرة جداً عن علاقة الفراعنة بأتلانتيس، وغالب الظن أن الحقائق القاطعة تعرضت للهلاك، حين أحرقت مكتبة الإسكندرية القديمة، تلك التي كانت تمثل خزانة أسرار مصر القديمة.
تناثرت البرديات التي تتناول هذا الشأن لاحقاً ومنها بردية تتكلم عن طلب أحد الفراعنة القدامى، من عصور ما قبل الدولة الحديثة، من أحد وزرائه تسيير رحلة إلى الغرب للبحث في مصير القارة المفقودة.
كان أول من تناول شأن تلك القارة ذات الحضارة الإنسانية المتقدمة والمخترعات الحديثة والأبنية النظامية فائقة الجودة، الفيلسوف اليوناني أفلاطون في كتابه الشهير "المحاورات".
أفلاطون الذي عاش في الفترة ما بين 427-347 قبل الميلاد كان زار مصر في تلك الفترة وكل ما كتبه عن أتلانتيس، يعود لمخطوطات أهداها له أحد المصريين القدماء.
هل رسم الفراعنة خريطة لتلك القارة؟
بعض الأدلة تقول ذلك، فهناك خريطة محفوظة في مكتبة مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة الأميركية، عثر عليها عام 1929 في قصر السلطان التركي المعروف بـ"توباكي"، حيث تظهر هذه الخريطة اسم وموقع قارة "أتلانتيس" بالتحديد.
وهناك مخطوطة مصرية أخرى مكتوبة على ورق البردي اسمها "مخطوطة ماريس" طولها 45 متراً محفوظة في المتحف البريطاني، عطفاً على بردية ثالثة قائمة في متحف "هرميتاج" في بطرسبورغ في روسيا.
تحدث أفلاطون عن أهل تلك القارة وعاداتهم وتقاليدهم وامتلاكهم حضارة كبيرة ومتقدمة، إضافة إلى إبداعهم في الهندسة والري، ويذكر أن ما أعطاه إياه المصريون القدماء عنها من معلومات، كان يقطع بأنها كانت قارة ذات حضارة عالية الهمة، رفيعة الشأن، مقسمة إلى ولايات، غنية بشكل غير مسبوق، وأن سبب غناها مردود إلى وفرة ثرواتها الطبيعية التي كانت تتمتع بها من أراض خصبة ومعادن نفيسة وأخشاب وماشية ومراع، كما كانت تربط بينها وبين البلاد المحيطة بها قنوات وكبارٍ ضخمة، فيما الأرصفة والموانئ كانت تضم أسطولاً من المراكب الكبيرة المحملة بالبضائع التجارية، تنقلها إلى الدول المجاورة.
على أنه وقبل أفلاطون بحوالى 300 عام، زار المشرع ورجل القانون الأثيني سولون مصر، وكان ذلك في حدود عام 600 قبل الميلاد وترك أخباراً تقطع بأن كهنة معابد أمون أخبروه بتاريخ الحضارة البشرية التي كانت قائمة قبل 9 آلاف سنة في قارة أتلانتيس، وذلك قبل أن تتعرض للغرق.
هل كان الطوفان العظيم هو السبب الرئيس في غرق تلك القارة؟
لا يزال السؤال غامضاً، لكن البحث يبقى مستمراً، الأمر الذي يجعل مساحة الحركة التاريخية واسعة وممتدة ما بين علماء الآثار والمفكرين، عطفاً على الصحافيين والكتاب الساعين إلى سبر أغوار التاريخ ومنهم الإنجليزي غراهام هانكوك.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
هانكوك وعالم من "بصمات الآلهة"
لا يقدم غراهام هانكوك، المولود في 2 أغسطس (آب) من عام 1950 بأدنبره بالمملكة المتحدة، نفسه على أنه عالم آثار، بل كاتب وصحافي، باحث عن وفي حقيقة الجنس البشري، وعن بدايات الحضارات، وما إذا كانت حضارتنا المعاصرة هي الأولى من نوعها، أو أن هناك من سبقنا من شعوب وحضارات لا نعرف عنها الشيء الكثير.
حين أعلن عن الممر المكتشف حديثاً داخل الهرم الأكبر، تذكر العالم من جديد كتاب هانكوك المعنون "بصمات الآلهة"، وهو أحد عشرات الكتب المثيرة للجدل التي أصدرها هانكوك، وأدت إلى ثورة علماء الآثار عليه واتهامه بأنه منبت الصلة بعلم الآثار.
لكن الموضوعية تقتضي القول إن الرجل لم يفتئت على الأثريين يوماً ما، وإنما طرح ولا يزال يطرح تساؤلات عن الجنس البشري الذي زعم بعضهم أنه تم محو آثاره من قبل مذنب عملاق مع نهاية العصر الجليدي، أو غرق برمته حين ضرب الطوفان العظيم سطح الكرة الأرضية.
في كتابات هانكوك، خيط رفيع يربط بكثير مما وجد في البرديات القديمة، بخاصة علاقة المصريين بتحوت إله الحكمة ومدى صلة الأخير هذا بقارة أتلانتيس.
في كتابه "بصمات الآلهة"، نطالع قصصاً عن بلوغ الناجين من الطوفان قمم جبال إثيوبيا، ومنها انحدروا إلى وادي النيل في مصر، ومعهم كل ما تبقى من حكمة وعلم شعب أتلانتيس.
يقطع هانكوك في كتابه هذا وعبر كتابات أخرى أن أهرامات الجيزة صممت بهدف واحد، وهو الحفاظ على كتب المعرفة التي دونت في عصر الحضارة القديمة، كما أن تمثال أبو الهول سبق وجود المصريين القدماء بآلاف السنين.
ممر الهرم الأكبر الجديد، فتح أخيراً باباً واسعاً لنظرية جديدة حول تجاويف الهرم الأكبر وعن الغرف والممرات السرية داخلها.
بل أكثر من ذلك، هناك رؤى ونظريات طفت على السطح في الشهر الجاري، تقول إن الأهرامات الثلاثة ما هي إلا رؤوس مسلات فرعونية تمثل مجتمعاً قديماً مطموراً في باطن الأرض، ولا نرى منه إلا تلك الرؤوس.
المثير وربما يكون الخطر في قراءات هانكوك التي تحتاج إلى أحاديث موسعة قائمة بذاتها ومناقشتها بصورة علمية وتاريخية، هو أمران:
الأول، أنه يفتح الباب لنوع محدث من هلاك الجنس البشري المعاصر، أي حضارات أيامنا، من جراء سقوط مذنب، يشابه ما جرى قبل 12 ألف عام، مما أدى إلى فناء النوع البشري في ذلك الوقت، بل يتوقع وجود مذنب آخر كبير في مسار النيزك نفسه الذي ضرب الأرض سابقاً وتسبب في حدوث العصر الجليدي بالفعل، ويحدد عام 2030 لحدوث ذلك.
هنا لا يمكن لأحد أن ينكر الاحتمالات التي يتحدث عنها هانكوك، لا سيما في ضوء توقعات كثيرة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) التي تصدر بين الفينة والأخرى تحذيرات من كويكبات ومذنبات، حكماً سوف تصطدم بالأرض، ولم يعد السؤال هل، بل متى سيحدث ذلك.
الثاني، هو أن هانكوك يحذر الجنس البشري من الكارثة المحتملة بسبب الابتعاد عما يسميه "التناسق الكوني" الذي يمكننا ترجمته عبر المواجهة الإيكولوجية والتهديدات البيئية القائمة والمقبلة لإفناء البشرية.
يذكرنا هانكوك بما قاله أفلاطون عن سكان أتلانتيس الغارقة وحضارتهم من أنه "كان هناك وقت عندما أحبوا حياتهم النقية والجيدة، لكنهم تالياً أصبحوا مغرورين وقساة وابتعدوا عن اعتدالهم وازدهارهم"...
هل يعيد تاريخ الحضارات نفسه؟