أصدر حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا أول مقطع فيديو دعائي ضمن الحملة الانتخابية التي بدأها بعد إعلان ترشح رئيس الحزب كمال كليتشدار أوغلو للانتخابات الرئاسية المقبلة، في مواجهة الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان.
تحديات كبرى وقضايا عالقة تحتاج إلى حلول جذرية تواجه المنافسة الشرسة خلال انتخابات هي الأهم في تاريخ تركيا الحديث، وتعد نتيجتها مصيرية لقضايا عدة أبرزها قضية اللاجئين السوريين والعلاقات الخارجية والملف الاقتصادي.
وأعد المجلس الأعلى للانتخابات في
تركيا جدولاً زمنياً لانتخابات الـ 14 مايو (أيار) المقبل، ووفق هذا الجدول بدأ تقويم الانتخابات في الـ 18 من مارس (آذار) الجاري.
وفي الـ 20 من الشهر ذاته علقت قوائم الناخبين، فيما كان الـ 24 من مارس اليوم الأخير للأحزاب السياسية التي قررت المشاركة في الانتخابات بتشكيل تحالف، أما في الـ 31 من مارس الجاري فسيتم الانتهاء من قائمة المرشحين الرئاسيين ونشرها في الجريدة الرسمية قبل الانتقال إلى فترة الدعاية الانتخابية التي تستمر حتى الـ 12 من مايو (أيار) المقبل.
وستبدأ الانتخابات الساعة الثامنة يوم الـ 14 مايو وتنتهي في الساعة الخامسة من مساء اليوم نفسه، وإذا لم يحصل المرشحون المشاركون على عدد كاف من الأصوات في الجولة الأولى وذلك بتحقيق نسبة (50+1) من الأصوات تعقد خلال الجولة الثانية بعد أسبوعين من الجولة الأولى في الـ 28 مايو المقبل.
ماذا تقول استطلاعات الرأي؟
وجميع استطلاعات الرأي التي أجريت قبل الزلزال وقبل إعلان المعارضة اسم مرشحها كمال كليتشدار أوغلو كانت غير دقيقة ومتضاربة، خصوصاً مع وجود أكثر من 6 ملايين شاب سيصوتون للمرة الأولى في حياتهم، وسيكون لهم تأثير في النتيجة.
ويرى محللون أن فرصة أردوغان بالفوز في فترة رئاسية أخيرة كبيرة، في حين قد يخسر حزبه الغالبية في البرلمان، إلا أن شركة أبحاث "أكسوي" التركية نشرت استطلاعاً يظهر أن كليتشدار أوغلو حصل على نسبة تأييد بلغت 55.6 في المئة، متفوقاً بذلك على أردوغان الذي حصل على 44.4 بالمئة، لكن لم يسبق أن أسهمت استطلاعات الرأي في حسم نتيجة الانتخابات ليبقى الخيار للجمهور. ويراقب الأتراك العداد التنازلي للانتخابات المصيرية التي ستحدد مستقبل البلاد لخمس سنوات مقبلة.
"اللاجئون" ورقة لم تعد رابحة
وقرب الحدود السورية، تحديداً في ولاية هاتاي، أطل اليوم مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو في خطاب انتخابي أكد فيه أنه سيعمل على إعادة
اللاجئين السوريين لبلادهم خلال عامين في حال الفوز بالانتخابات، وقال "سنرسل إخواننا السوريين إلى بلادهم خلال عامين من دون أن نلطخ سمعة بلادنا بأية تصرفات عنصرية، وسنعيد الأفغان الذين دخلوا تركيا من الحدود مع إيران إلى البلد الذي جاؤوا منه، وفي رئاستنا للجمهورية لن تكون معابرنا وحدودنا مثل خان عابر السبيل".
خطاب المعارضة الذي يتخوف منه اللاجئون أثار أيضاً قلقاً لدى المنظمات الحقوقية والدول الأوربية، إذ يقول السفير التركي السابق حسن غوغوش إن الاتحاد الأوروبي قلق من خطاب تحالف الأمة التركي المعارض حول إرسال اللاجئين السوريين إلى بلدهم في حال وصولهم إلى الحكم، مضيفاً أن الاتحاد الأوروبي قلّص علاقاته مع تركيا إلى مستوى "مكافحة الهجرة غير الشرعية"، ويؤكد ضرورة بقاء اللاجئين السوريين في الأراضي التركية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كما أشار غوغوش إلى أن "مذكرة السياسات المشتركة" لتحالف الأمة (الطاولة السداسية) التي تضمنت وعوداً بإعادة اللاجئين السوريين الخاضعين للحماية الموقتة لبلدهم في أقرب وقت ممكن وفقاً للقانون التركي المحلي والقانون الدولي، أقلق الأوروبيين في بروكسل.
من جهته يؤكد "حزب العدالة والتنمية" الحاكم أن عودة اللاجئين يجب أن تكون آمنة وطوعية، وهذا هو أحد أهداف التواصل مع حكومة دمشق، إلا أن السوريين الموجودين في تركيا لا يرحبون بالتطبيع بين أنقرة ودمشق لأن ذلك يهدد بترحيلهم ويهدد أمنهم، وفق حديث عدد منهم إلى "اندبندنت تركية".
تحالفات جديدة
ويتركز التنافس في الانتخابات بشكل أساس بين كل من مرشح تحالف الجمهور رجب طيب أردوغان، وهو تحالف يضم "حزب العدالة والتنمية الحاكم" و"حزب الحركة القومية"، ومرشح تحالف الأمة كمال كليتشدار أوغلو الذي اتفقت على ترشيحه "الطاولة السداسية" التي تضم كلاً من "حزب الشعب الجمهوري" و"حزب الجيد" و"حزب السعادة" و"حزب الديمقراطية والتقدم" و"حزب المستقبل" و"الحزب الديمقراطي".
وعلى رغم أن هذين التحالفين المتباينين هما الأبرز على الساحة، إلا أن تحالفات جديدة ومرشحين آخرون ظهروا، إذ تشكل تحالف يحمل اسم "العمل والحرية" ويقوده حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، كما تزعم أوميت أوزداغ، زعيم حزب النصر المناهض للاجئين، تحالفاً آخر حمل اسم "تحالف الأجداد"، ورشح هذا التحالف سنان أوغان لمواجهة أردوغان وكليتشدار أوغلو، كما أعلن زعيم "حزب البلد" محرم إينجه ترشحه للانتخابات الرئاسية بشكل مستقل.