ملخص
#الدراما_الفلسطينية تحاول إيجاد مكان لها في ظل غياب #الإمكانيات المالية ويُعد #مسلسل #أم_الياسمين أبرز المسلسلات المعروضة
بمبادرات فردية وبإمكانيات متدنية للغاية وخبرات محدودة، تسعى الدراما التلفزيونية الفلسطينية إلى دخول منازل الفلسطينيين خلال شهر رمضان، على رغم غياب دور شركات إنتاج، ووسط جهود للوصول إلى مستوى الصناعة المحترفة من خلال عرض أداء يرفع من مستوى المسلسلات والأفلام المحلية.
وعلى رغم وجود أربعة مسلسلات درامية فلسطينية تعرض خلال شهر رمضان الحالي على قنوات تلفزيونية محلية، وتلفزيون فلسطين الرسمي، إلا أن تلك المسلسلات تبقى بعيدة من منصات العرض العربية.
ويُعد مسلسل "أم الياسمين" لمخرجه بشار النجار، أبرز تلك المسلسلات التي يعرضها تلفزيون فلسطين في وقت الذروة "كدعم للدراما الفلسطينية".
حياة 8 عائلات
ويتناول المسلسل الذي يُصوّر في قرية عبوين شمال رام الله، الحياة اليومية لأهالي مدينة نابلس عبر استعراض حياة ثماني عائلات مختلفة. وعلى رغم أن المسلسل ينطلق من ذكرى ثورة البراق في الضفة الغربية عام 1929، إلا أنه لا يركز على الأحداث السياسية، لكنه يخوض في العادات والتقاليد والعلاقات بين أهالي نابلس.
وبشكل تطوعي، ومن دون أجر مالي بسبب شح الإمكانيات، يعمل طاقم المسلسل الذي وضع الكاتب فاخر أبو عيشة سيناريو نصه الدرامي. وخلال استكماله تصوير المسلسل في قصر (سحويل) الأثري، اشتكى النجار من غياب شركات الإنتاج للأعمال الدرامية في فلسطين، وغياب جهات تدعم تلك الأعمال.
وأوضح أن أحد رجال الأعمال الفلسطينيين تدخل لمنع توقيف تصوير المسلسل بسبب غياب الدعم المالي. وتابع النجار بأن مسلسله السابع "أم الياسمين" يحاول خلق حالة مختلفة في المشهد الدرامي الفلسطيني بإمكانيات محدودة في ظل غياب شركات الإنتاج.
وإلى جانب مسلسل "أم الياسيمين"، يعرض مسلسلا "باب العامود" و"ميلاد الفجر" خلال شهر رمضان الحالي.
المسلسلات الأردنية والسورية
وعن عزوف الفلسطينيين عن الأعمال الدرامية الفلسطينية، أرجع النجار ذلك إلى "اعتيادهم على المسلسلات الأردنية في السابق ثم المصرية والسورية، إضافة إلى أن تجربة الفلسطينيين مع المستوى المنخفض للدراما المحلية أفقدهم الثقة بها".
"نحن بحاجة إلى الوقت لكي يتقبل الفلسطينيون وجود دراما محلية تستحق المشاهدة" بحسب النجار، مضيفاً أن الموجود حالياً ممثليون محترفون وليسوا نجوماً. واعتبر النجار أن وجود شركات إنتاج للدراما "سيعمل على تذليل العقبات أمام صناعة درامية احترافية تحظى بالإعجاب عبر توفير الإمكانيات المالية اللازمة لذلك".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعن كيفية إخراج الدراما الفلسطينية من المحلية إلى الإقليمية والعربية، قال النجار إن ذلك يكون عبر وجود عمل فلسطيني يضم نجوماً عرباً وفنانيين فلسطينيين، على أن يصور في فلسطين وخارجها".
كما أشار إلى أن ضعف الإنتاج الدرامي المحلي "سيتواصل في حال استمرار الإهمال الذي يعاني منه هذا القطاع".
ومع أن تلفزيون فلسطين يحرص على شراء أعمال درامية عربية في كل موسم رمضاني، إلا أنه يخصص مساحة للأعمال المحلية.
مسلسل "أم الياسمين"
وهذا العام يعرض التلفزيون مسلسل "أم الياسمين" في وقت ذورة المشاهدة، حرصاً منه على تشجيع الإنتاج الدرامي المحلي، وفق مدير عام تلفزيون فلسطين خالد سكر. لكن سكر أوضح أن تلفزيون فلسطين مُضطر لشراء أعمال درامية عربية للحفاظ على مشاهديه وعدم خسارتهم لمصلحة منصات أخرى.
ويرى سكر بأن صناعة الدراما تتطلب الكثير من الإمكانيات، من كتابة نص، وطواقم فنية للتصوير والإضاءة والإخراج، وممثلين، لافتاً إلى أن ذلك غير متوافر بسبب ضعف القدرات المالية. وأوضح أن إيجاد حلول لمشكلة الإنتاج يعتبر المفتاح لتطور الدراما الفلسطينية، وتحوّلها إلى صناعة احترافية. وأشاد سكر بمستوى مسلسل "أم الياسمين"، مشيراً إلى أن آداءه تطور مقارنة بالسنوات الماضية بفعل تراكم الخبرات.
من جهته، اعتبر الناقد الفني يوسف الشايب أن كافة العناصر المطلوبة لإقامة عمل درامي احترافي فلسطيني متوافرة، ما عدا شركات الإنتاج أو جهات رسمية تتولى الدعم المالي.
وأوضح الشايب أن الفلسطينيين "لديهم مخزون روائي هائل كروايات غسان كنفاني، وإيميل حبيبي، إضافة إلى الروائيين الحاليين.
لكنه أشار إلى "وجود نقص في كاتبي السيناريو القادرين على تحويل تلك النصوص الروائية إلى أعمال درامية، على رغم وجود كتاب مثل وليد سيف ورياض سيف كنماذج تحترف تلك الصنعة".
العمل الدرامي في بدايته
وأوضح أن "الممثلين المحترفين موجودون ووصلوا إلى المهرجانات العالمية"، إضافة إلى توافر مخرجين لهم سمعة عالمية. واتفق الشايب مع النجار وسكر على تحميل غياب شركات إنتاج وجهات ممولة المسؤولية عن ضعف الإنتاج الدرامي الفلسطيني.
وأضاف أن رأس المال الفلسطيني ممكن أن يحقق أرباحاً إذا ما دخل في العمل الدرامي، وأسهم بتحويلها إلى صناعة محترفة تكون لها عوائد مالية وأرباح. وأشار إلى أهمية تشكيل هيئة وصندوق لدعم القطاع السينمائي على أن يشمل ذلك العمل الدرامي التلفزيوني.
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية أعلن اهتمام الحكومة بالعمل على "تأسيس صندوق خاص بدعم الأعمال السينمائية والأفكار التي تعزز الرواية الفلسطينية"، إلا أن الأزمة المالية تحول دون ذلك. واشتكى الشايب من أن ميزانية وزارة الثقافة الفلسطينية كلها لا تكفي لإنتاج فيلم سينمائي روائي واحد.
وتابع أن العمل الدرامي ما زال في بدايته ولم يتحول إلى صناعة، فمعظم الأعمال الدرامية تأتي بمبادرات فردية وتقوم على الدعم الخارجي لا سيما للأعمال السينمائية.