ملخص
كان سقف توقعات الناس عالياً جداً بعد ماراثون استمر طوال السنة عبر #المنصات، التي عرضت أفضل الأفكار لـ #مسلسلات وأعمال حققت نجاحاً ساحقاً
انتظر الجمهور بشغف كبير وحماس مبالغ الماراثون الدرامي الرمضاني على الشاشات المصرية والعربية ليتابع الجديد، وربما كان سقف التوقعات شديد الارتفاع نظراً إلى ما قدمته المنصات عبر الأشهر الماضية من مسلسلات ناجحة ومنوعة أثارت إعجاب جميع الشرائح. لكن يبدو أن الأسبوع الأول من رمضان لم يكن من أفضل الأوقات بالنسبة إلى الجمهور، حيث إن هناك طوفاناً من المسلسلات، سرعان ما اتهمها كثيرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأنها ذات موضوعات مكررة أو مقتبسة من أعمال شهيرة، سواء سينمائية أو تليفزيونية، وزاد الطين بلة أن بعض النجوم اتهمهم الناس بتكرار أنفسهم في مسلسلاتهم الجديدة.
كامل العدد
وبدأت الأعمال الرمضانية بعرض مسلسل بعنوان "كامل العدد" بطولة دينا الشربيني وشريف سلامة وأحمد كمال وإخراج خالد الحلفاوي، ويتحدث عن علاقة حب بين رجل وامرأة، يكتشفان قبل زواجهما أن لكل منهما زيجة أثمرت عن أربعة أولاد، ويقرران الزواج على رغم ذلك وتنشأ مفارقات كثيرة بسبب وجود ثمانية أولاد في بيت واحد، وفور عرض الحلقات الأولى اتهم الجمهور المسلسل باقتباس فكرة الفيلم الشهير "عالم عيال عيال"، الذي لعب بطولته رشدي أباظة وسميرة أحمد.
وفي تصريحات لـ "اندبندنت عربية"، قال مخرج الفيلم خالد الحلفاوي إن "الفيلم فعلاً مصدر أساسي لفكرة المسلسل، وبالتأكيد لن أنكر أننا ونحن في مرحلة التحضير والكتابة نعلم أن العمل مستوحى من الفيلم"، مضيفاً "لا أعتبر هذا عيباً، فكثير من الأعمال الدرامية تستوحى من السينما وأحياناً يحدث العكس، بل ويتكرر الفيلم بفكرته في أكثر من مسلسل". وكشف الحلفاوي عن أن "فكرة فيلم عالم عيال عيال، بالأصل مأخوذة من عمل أجنبي، وحتى في الدراما الحالية يتم تنفيذ أعمال من أفلام سينمائية عالمية معروفة. وكتبنا إهداء لأسرة فيلم عالم عيال عيال في الحلقة الثالثة لنزيل أي لغط، وفي الوقت نفسه لتوضيح الصورة وتحية العمل الخالد وصناعه".
رشيد
أمير الانتقام أو "كونت دي مونتي كريستو" رواية عالمية تم تنفيذها في عشرات الأعمال العربية والأجنبية، وبعد عرض مسلسل "رشيد" لمحمد ممدوح وريهام عبد الغفور وصلاح عبدالله، لاحظ الجمهور أن العمل مستوحى من العمل العالمي الشهير، ولم ينف صناع المسلسل ذلك وكتبوا على "تويتر" أن المسلسل مستوحى من "كونت دي مونتي كريستو"، ويدور المسلسل حول رشيد الشاب الخلوق الوفي الذي يعمل باجتهاد ويريد الزواج من حبيبته أسماء، لكن صديقه الحميم يغار منه ويدبر له مكيدة فيتم سجنه لسنوات طويلة، ويخرج رشيد بعد عذاب كبير، ويساعده صديق في الحصول على مال كثير فيكرس نفسه للانتقام من كل من ظلموه.
عسل أسود
وقدمت الفنانة يسرا مسلسل "1000 حمد لله ع السلامة" الذي يدور حول سميحة التي تعيش بكندا منذ 25 عاماً، وفجأة تقرر العودة إلى مصر مع ابنها وابنتها، للحصول على ميراثها بعد وفاة زوجها المصري، فتصطدم بالواقع وتضطر إلى التعامل مع العادات والتقاليد المصرية وتعاني وأسرتها اختلاف الثقافات.
ويشاركها البطولة بيومي فؤاد وميان السيد، وشبه الجمهور العمل بفيلم "عسل أسود" الذي لعب بطولته أحمد حلمي منذ سنوات وقدم الفكرة نفسها، وتشابه المسلسل مع الفيلم حتى في بعض التفاصيل مثل ضياع جواز السفر الأجنبي والاضطرار إلى التعامل بنظيره المصري، إضافة إلى علاقة الصداقة التي جمعت أحمد حلمي بسائق تاكسي، ونفس الأمر يتكرر في المسلسل حيث ربطت سميحة وأسرتها علاقة صداقة مع سائق تاكسي أقلها من المطار. ورد صناع المسلسل على هذا الاتهام بأن فكرة المسلسل تدور حول العودة إلى الوطن والمفارقات التي تنتج من ذلك، وتم تقديم "التيمة" نفسها في أعمال عدة، وهي فكرة حرة يمكن للجميع استخدامها بطرق مختلفة، وهذا ليس معناه النقل أو الاقتباس.
علاقة مشروعة
وقدم ياسر جلال مسلسل "علاقة مشروعة" ويدور حول رجل أعمال ناجح مستقر مع زوجته وعائلته، لكنه يتورط في علاقة حب مع زوجة أقرب أصدقائه، التي تهدده بفضح العلاقة بعد اكتشافها حملها منه.
ولم يخف التشابه الكبير في الحكاية بين المسلسل وبين فيلم "نزوة" الذي قدمه أحمد زكي ويسرا وشيرين رضا.
وكذلك قدم محمد رمضان مسلسل "جعفر العمدة" الذي يدور حول رجل متزوج من أربع نساء مي كساب وإيمان العاصي ومنة فضالي وزينة، وهن دائماً ما يتصارعن لجذب اهتمامه، وشبه الجمهور الفكرة بمسلسل "الحاج متولي" لنور الشريف، وكذلك مسلسل "الزوجة الرابعة" لمصطفى شعبان.
وتشابه المسلسل أيضاً مع مسلسل "الثمن" عندما طلبت بطلة العمل "زينة" نقود لتنقذ أبيها من السجن، فعرض عليها جعفر العمدة أن يكون الثمن هو الزواج منها لتكون زوجته الرابعة.
أما الفنان محمد سعد فعاد إلى دراما رمضان بعد غياب طويل بمسلسل "الحاج اكسلانس"، لكنه قدم شخصية كررها في أكثر من عمل سينمائي وهي "الحاج حناوي"، مما جعل بعضهم يتهمه بتكرار شخصياته.
مذكرات زوج
وقدم الفنان طارق لطفي مسلسل بعنوان "مذكرات زوج" وهو عن قصة للكاتب أحمد بهجت، وهذا العمل قدمه من قبل الفنان محمود ياسين وفردوس عبدالحميد بالاسم نفسه وعن الرواية نفسها، ولكن تم تقديم النسخة الجديدة بمعالجة مختلفة، حيث تدور الأحداث حول زوج في منتصف العمر يعمل مراقباً جوياً، ولديه ابنة، ويعاني مشكلات مع شريكة حياته، ويكتشف عدم تحقيقه هدفه في الزواج حيث لم يصل إلى السعادة أو الاستقرار، مما يضطره إلى اللجوء إلى طبيب نفسي ليساعده في حل أزمته.
ولم يسلم مسلسل "الصفارة" من الاتهام بالاقتباس من فيلم "طير إنت" لأحمد مكي ودنيا سمير غانم، إذ يدور حول شاب يدعى شفيق يمتلك صفارة سحرية تعود إلى الملك الفرعوني "توت عنخ آمون"، وبواسطتها يدخل حقب زمنية يعيش فيها مع الأشخاص الموجودين بحياته، لكن ظروفاً مختلفة في كل مرة، وعندما يشعر بأن هناك أزمة يعيشها ولا يستطيع حلها يلجأ إلى الصفارة لتجعله ينتقل لحقبة زمنية أخرى، وهو ما حدث في فيلم "طير إنت" حيث كان مكي يلجأ لتغيير الحقب الزمنية عبر عفريت قام بدوره ماجد الكدواني.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وهناك أعمال أخرى اتهمها الجمهور بتكرار حكايات وأفكار، أو أن النجم يكرر نفسه مثلما حدث في مسلسل "الكبير" الجزء السابع حيث كرر أحمد مكي بعض المواقف الكوميدية ومنها موقف مع صديقه بالمسلسل "نفادي"، لدرجة أن مكي نفسه قال "قلنا هذا الافيه المرة اللي فاتت".
أما مسلسل "الكتيبة 101" لعمرو يوسف وآسر ياسين الذي يتناول عمليات حقيقية لبطولات الجيش المصري وصراعه مع الإرهاب، فقال بعضهم إنه نفس فكرة مسلسل "الاختيار" الذي عرض في ثلاثة أجزاء، وتناول بطولات مختلفة للجيش والشرطة والقوات الأمنية في صراعهم مع الإرهاب. وقام ببطولة الأجزاء أكبر نجوم الفن المصري مثل كريم عبدالعزيز وأحمد السقا وأحمد مكي وأحمد عز وأمير كرارة.
ووجهت سهام التشابه في الشخصيات إلى عمرو سعد ومصطفى شعبان في مسلسليهما الجديدين "الأجهر" و"بابا المجال"، حيث للسنة الثالثة على التوالي تدور أعمالهما حول الحارة والبلطجة ويلعبان شخصية البطل الشعبي.
وتدور أحداث مسلسل "الأجهر" حول يوسف الذي يتم اتهامه بقتل والدته ظلماً، ويهرب ويغير اسمه إلى مصطفى الأجهر ويكون هدف الأجهر أن يعثر على أخوته ويكشف عن حقيقة مقتل والدته.
اعتراف واضح
وقال الناقد محمد كامل "إن مستوى هذا العام من الأعمال ليس بالقوة التي تجعلنا نكون رأياً حاسماً من أول أسبوع مشاهدة، لكن في النهاية هناك رد فعل غير متفائل تجاه أعمال كثيرة وربما هذا بسبب فعلاً تكرار الأفكار بالشكل الغريب الذي نراه، وربما كان سقف توقعات الناس عالياً جداً بعد ماراثون عظيم استمر طوال أشهر السنة عبر المنصات، وعرضت أفضل الأفكار لمسلسلات وأعمال حققت نجاحاً ساحقاً، وكان الأمل أن تكون الدراما التلفزيونية الرمضانية أعلى بكثير، أو في أدنى تقدير، بالمستوى ذاته، لكن للأسف معظم الأعمال منقولة من أفلام مصرية أو مستوحاة من قصص عالمية ومسلسلات مصرية سابقة، مثل مسلسل ’كامل العدد‘ و’رشيد‘ و’1000 حمد لله ع السلامة‘ و’علاقة مشروعة‘ و’مذكرات زوج‘، وبعض النجوم استخدموا شخصيات قديمة لهم في عمل رمضاني جديد مثلما فعل محمد سعد في ’الحاج اكسلانس‘، فهو استخدم شخصية قدمها من قبل، وفي نهاية الأمر كل ما سبق يؤكد أننا في موسم غير جيد بنسبة كبيرة، والمعظم سقط في فخ التكرار أو النقل".
