Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأقصى تحت حصار قرابين المستوطنين واعتداءات الشرطة الإسرائيلية

اشتباكات في الضفة الغربية وإطلاق صواريخ من قطاع غزة وتظاهرات احتجاجية داخل الخط الأخضر

ملخص

استنكر مجلس الأوقاف الإسلامية في #القدس اعتداء #شرطة_الاحتلال على المعتكفين بالضرب المبرح وإخراجهم من عبادتهم واعتقالهم

لم يكن تحول المسجد الأقصى بساحاته ومصلياته إلى ساحة حرب بين المصلين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية خلال الليالي الماضية بالأمر الجديد، فهو أمر يحدث كل عام مع حلول شهر رمضان إلا أن تزامنه مع عيد الفصيح اليهودي زاد حدة المواجهات.

ولم يكد المصلون ينتهون من أداء صلاة الترويح في المسجد خلال الليلتين الماضيتين حتى اقتحمت الشرطة الإسرائيلية باحاته ومصلياته، قبل أن تشتبك مع الفلسطينيين بداخله وتجبرهم على الخروج.

ويقتحم المستوطنون اليهود يومياً ساحات الأقصى بحماية الشرطة الإسرائيلية، لكن أعدادهم ترتفع خلال الأعياد اليهودية.

ومع أن جماعات "الهيكل الثاني" من المستوطنين طالبوا بالسماح لهم بتقديم القرابين في ساحات المسجد الأقصى خلال أيام العيد، إلا أن الشرطة الإسرائيلية رفضت ذلك في ظل تحريم "كبير حاخامات إسرائيل" ذلك.

وخلال السنوات الماضية لم تكن "دائرة الأوقاف الإسلامية" في القدس تدعم الاعتكاف في الأقصى قبل العشر الأواخر من رمضان، إلا أنها هذه المرة ناشدت الفلسطينيين "بإعمار المسجد طوال أيام وليالي رمضان".

وأكد مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس أن المسجد الأقصى "لم ولن يغلق في وجه المعتكفين، كل بحسب استطاعته وبرنامجه ونيته".

واستنكر المجلس التابع لوزارة الأوقاف الأردنية "اعتداء شرطة الاحتلال على المعتكفين بالضرب المبرح وإخراجهم من عبادتهم واعتقالهم، وتكسير أبواب ونوافذ وصوتيات وخزائن كهرباء، وحرق سجاد وتدمير غرفة العيادة الصحية".

وطالب المجلس الشرطة الإسرائيلية، باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، "بالبقاء خارج بوابات الأقصى وتمكين المصلين من كل أرجاء فلسطين من ممارسة حقهم بالوصول إلى مسجدهم طوال أيام العام".

ومع أن الدول العربية وحتى الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة عبروا عن استنكارهم اقتحام الشرطة الإسرائيلية الأقصى وحثوا إسرائيل على احترام الوضع القانوني والتاريخي فيه، إلا أن تل أبيب أعلنت سعيها إلى الحفاظ على الوضع الراهن.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "إسرائيل تعمل على الحفاظ على الوضع الراهن وتهدئة الأجواء"، متهماً من وصفهم بالمتطرفين المسلمين بالتحصن في المسجد وبحوزتهم أسلحة وحجارة ومفرقعات.

وجاء حديث نتنياهو عن الوضع الراهن والحفاظ عليه خلافاً للمطالبات الفلسطينية والأردنية والعربية باحترام "الوضع التاريخي والقانوني للأقصى"، إذ إن الوضع الراهن بات يختلف عن التاريخي والقانوني مع التغيرات التي تجريها إسرائيل فيه خلال السنوات الماضية.

وسبب التوتر في المسجد الأقصى اندلاع اشتباكات في أرجاء الضفة الغربية وإطلاق صواريخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل وخروج تظاهرات احتجاجية في المدن الفلسطينية داخل الخط الأخضر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وجاء ذلك التصعيد بعد أسابيع على جهود أميركية وأردنية ومصرية مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لتحقيق التهدئة خلال رمضان، واجتماعين في العقبة وشرم الشيخ.

واعتبرت الرئاسة الفلسطينية الاقتحام الإسرائيلي للأقصى "صفعة للجهود الأميركية لتحقيق الهدوء والاستقرار في رمضان".

وحث قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش الدول العربية والإسلامية على استخدام "لغة المصالح مع تل أبيب وواشنطن باعتبارها السبيل الوحيد إلى وقف محاولة إسرائيل تهويد الأقصى".

وقال الهباش لـ "اندبندنت عربية" إن "بيانات الرفض والاستنكار للممارسات الإسرائيلية لا قيمة أو تأثير لها، فقد جعلت الأمة العربية والإسلامية أضحوكة أمام إسرائيل والعالم".

وأضاف أن "إسرائيل فرضت معادلة مريحة لها تنص على أن تفعل ما تشاء، وفي أن يقول العرب والمسلمون ما يشاؤون".

وأشار الهباش إلى أن "إسرائيل سارعت بعد ساعات من فتح الأوقاف الإسلامية باب الاعتكاف في الأقصى إلى اقتحامه ضمن مخططها لتغيير الوضع التاريخي والقانوني فيه".

وقال مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس أحمد الرويضي إن "إسرائيل تعمل على فرض أمر واقع لتقسيم الأقصى وإنهاء الوصاية الأردنية على المقدسات في القدس والقضاء على الوضع التاريخي والقانون"، مشيراً إلى أن ذلك "يحظى بدعم الحكومة الإسرائيلية وبغطاء دولي".

وبحسب الرويضي فإن إسرائيل "تخوض معركة لفرض سيادتها على الأقصى كما حصل في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل الذي قسمته إسرائيل إلى جزأين، واحد للمسلمين والثاني لليهود".

وشدد الرويضي على "حاجة الفلسطينيين الملحة إلى دعم سياسي وتنموي عربي وإسلامي لأهالي القدس لتثبيت وجودهم في مدينتهم ومقاومة محاولات طردهم".

ويرى المتخصص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور أن تكرار اقتحامات الأقصى خلال السنوات الماضية يشير إلى "إصرار إسرائيلي على التقسيم الزماني والمكاني للمسجد".

وأشار منصور إلى أن اقتحامات الشرطة الإسرائيلية للأقصى "تؤدى إلى اندلاع أعمال عنف مع المعتكفين الذي أصبحوا في حال تأهب للمقاومة".

وقبل أسابيع رصدت جماعات "الهيكل" وحركة "نعود للجبل" مكافآت مالية للمستوطنين الذين يحاولون ذبح قرابين في المسجد الأقصى خلال عيد الفصح اليهودي الذي بدأ أمس الأربعاء.

وطالبت تلك المنظمات بإغلاق المسجد الأقصى أمام المسلمين طوال أيام العيد الـ 10، داعية أنصارها إلى تنفيذ أكبر اقتحام للمسجد.

كما بعث 15 حاخاماً رسالة إلى نتنياهو ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وفيها طالبوا بالسماح للمستوطنين بذبح قرابين عيد الفصح لهذا العام في المسجد الأقصى.

المزيد من تقارير