ملخص
تعرض آلاف #السياح_البريطانيين المتوجهين إلى #فرنسا لمعاناة شديدة بسبب فترات الانتظار الطويلة جداً في #ميناء_دوفر الإنجليزي إذ بلغت في بعض الحالات 18 ساعة
تعرض نحو 20 ألفاً من ركاب الحافلات المتجهين بحراً من أبرز موانئ المملكة المتحدة إلى كاليه ودونكيرك الفرنسيان خلال الأسبوع الجاري إلى معاناة بسبب فترات الانتظار الطويلة جداً في ميناء دوفر الإنجليزي إذ بلغت في بعض الحالات 18 ساعة، قبل التوجه على متن العبّارة إلى فرنسا.
وتزامنت فترات التأخير مع بداية إجازة عيد الفصح لعدد من المدارس، إذ تكدست الحافلات في ميناء كِنت.
وكان ميناء دوفر أعلن حال الطوارئ وأصدر بياناً أوضح فيه أنه "جرى العمل على مدار الساعة مع شركات العبّارات والسلطات الحدودية لتمكين ركاب الحافلات من مواصلة رحلتهم، وتسيير رحلات إضافية خلال الليل للمساعدة في إنهاء إجراءات العدد الهائل من الركاب العالقين".
ولم يعد هناك أي تكدس وطوابير للسيارات والشاحنات، ولكن فترة الانتظار لا تزال تقارب ست ساعات كما بدا الوضع في وقت متأخر من ليل الأحد الفائت.
هذا وغادرت 300 حافلة من دوفر السبت لتتبعها 140 أخرى على متن عبّارات يوم الأحد، وبحلول الإثنين بدا أن الازدحام أخذ في الانحسار.
ما هي أسباب هذه المشكلات؟
قد تكون الأحوال الجوية السيئة والعبّارات المتأخرة يومي الجمعة والسبت الفائتين ذات تأثير بسيط، ولكن وفقاً للمسؤولين في ميناء دوفر فإن السبب الرئيس هو موظفو وحدة مراقبة الجوازات في فرنسا، فعلى مدى الـ 20 عاماً الماضية أديرت الحدود بين فرنسا وبريطانيا جنباً إلى جنب، إذ يتمركز ضباط حرس الحدود الفرنسي في ميناء دوفر وفولكستون، بينما يتمركز ضباط حرس الحدود البريطاني في كاليه ودونكيرك.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحتى عام 2021 كان هناك "تدخل بسيط"، إذ يتم توجيه كثير من السيارات من دون معالجة، وحتى لو قام الموظف الفرنسي بإجراء فحص فقد كانت الإجراءات الوحيدة المطلوبة للمواطنين البريطانيين هي عملية التحقق البسيطة من صحة وثيقة السفر الأوروبية والتأكد من هوية حاملها، ولكن المملكة المتحدة وقعت على اتفاق صارم لإقامة حدود مع الاتحاد الأوروبي ومع جارتها الأوروبية الأقرب (فرنسا)، بحيث تكون شبيهة بالحدود الموجودة بين الاتحاد الأوروبي وكل من روسيا وتركيا.
إذاً يتعين الآن على جميع حاملي جوازات السفر البريطانية والذين يشكلون ثلثي حركة السياحة في ميناء دوفر الخضوع لإجراءات فحص جواز السفر وختمه، وهذا ما أفاد به المسؤولون في ميناء دوفر ذكروا أن الاختناق المروري الأخير سببه "مزيج من إجراءات الهجرة الطويلة عند الحدود والحركة المرورية الكبيرة".
وقالت شركة DFDS [شركة دنماركية دولية للشحن والخدمات اللوجستية]: "نعتذر جداً للركاب الذين يسافرون في عطلة نهاية الأسبوع الحالية عن التأخير الطويل في إجراءات الجوازات".
فهل هذا التأخير هو أحد الأثار المترتبة على "بريكست"؟
لا يعتقد ريشي سوناك أن ذلك هو السبب، إذ تحدث في يوليو (تموز) الماضي قبل توليه منصب رئيس الوزراء عن الاختناقات المرورية التي واجهتها العائلات المتجهة إلى الخارج لقضاء إجازة الصيف، وطلب سوناك من الفرنسيين "التوقف عن لوم ’ بريكست’ والبدء في توفير العدد اللازم من العاملين لمواكبة الطلب".
بدورها قالت ليز تراس التي كانت ستصبح رئيسة الوزراء بعد ستة أسابيع آنذاك إنه "يجب على فرنسا اتخاذ إجراءات لتعزيز إمكاناتها على الحدود والحد من أي تعطيل مستقبلي للسياح البريطانيين وضمان تجنب هذا الوضع الرهيب في المستقبل".
وانضمت الآن وزيرة الداخلية سويلا برافرمان في رفض فكرة أن يكون الخروج من الاتحاد الأوروبي هو سبب هذه المشكلات، وصرحت لصوفي ريد في برنامجها على قناة "سكاي" الأحد قائلة "لا أعتقد أنه من العدل القول بأن ذلك هو نتيجة سلبية للخروج من الاتحاد الأوروبي، فهو وقت مزدحم للغاية من العام والأجواء السيئة أسهمت في الأمر أيضاً، ومضت سنوات عدة منذ خروجنا من الاتحاد الأوروبي وظلت العمليات والإجراءات في المعابر الحدودية تجري بشكل عام بطريقة جيدة جداً".
هل وزيرة الداخلية على حق؟
صرحت السيدة برافرمان بأنه قد "مضت سنوات عدة منذ الخروج من الاتحاد الأوروبي"، ومن الناحية العملية خرجت المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في يناير (كانون الثاني) 2021، أي منذ عامين وثلاثة أشهر، ثم أشارت إلى أن "العمليات والإجراءات في المعابر الحدودية كانت تسير عموماً بطريقة جيدة جداً"، لكن خلال الـ 19 أسبوعاً من ذلك العام لم يكن مسموحاً القيام برحلات سياحية دولية من المملكة المتحدة بسبب القيود الصارمة المفروضة على السفر عقب جائحة كورونا.
واستمرت بعض القيود قيد التطبيق حتى مارس (آذار) 2022، وكانت هناك رحلات سياحية عدة تم تسييرها من طريق العبارات خلال عيد الفصح الماضي، إذ توقفت الرحلات المدرسية تقريباً نتيجة للجائحة.
وبلغ الطلب أوجّه للمرة الأولى في يوليو (تموز) 2022 عندما اندفعت العائلات المسافرة مع بداية عطلة الصيف الرئيسة، وصاحبت ذلك صعوبة من قبل المسؤولين الفرنسيين في الوصول إلى معبر دوفر الحدودي مما أدى إلى الازدحام.
وكما اكتشفنا آنذاك، وكما اتضح لنا مرة أخرى خلال نهاية الأسبوع الجاري، فإن إنهاء إجراءات جوازات سفر المسافرين بمعدل السرعة السابق نفسه قبل الخروج من الاتحاد الأوروبي أضحى أمراً مستحيلاً.
وأوضح المدير التنفيذي لميناء دوفر دوغ بانيستر أن الوقت الذي يستغرقه عبور عائلة من أربعة أفراد في سيارتهم عبر إجراءات الهجرة الفرنسية يصل إلى 90 ثانية، ولكن في الماضي كانت الإجراءات تستغرق مجرد ثوان قليلة، وهو ما يعادل 20 دقيقة لكل مركبة في حال الحافلات التي تتسع لـ 53 مقعداً.
وبلغ الطلب يوم السبت حوالى حافلة واحدة لكل خمس دقائق، لكن مع عدم وجود مساحة كافية لإنهاء إجراءات أربع حافلات في الوقت نفسه.
ما هو موقف الحكومة؟
وقالت متحدث باسم الحكومة بداية هذا الأسبوع "إن الحكومة لا تزال على اتصال وثيق مع مشغلي العبّارات والسلطات الفرنسية واتحاد "صمود كنت" (Kent Resilience Forum) في شأن التأخير القائم في ميناء دوفر، وأفاد الميناء بأنه لا يزال مزدحماً ولكن الازدحام انحسر بشكل كبير منذ الأمس إذ أُنهيت إجراءات الحافلات بمعدل أسرع بكثير، ونوصي المسافرين بالتحقق من آخر المعلومات التي يقدمها مشغلوهم قبل السفر".
هل يمكن لأوقات ذروة العطلة السياحية أن تتسبب في اختناقات مرورية في كل مرة؟
وزيرة الداخلية لا تعتقد ذلك وتصر أن "هذا الوضع لن يستمر في المستقبل"، لكن مع التجربة التي خاضها المسافرون في بداية أبريل (نيسان) الجاري سينتقل بعضهم إلى استخدام خطوط أخرى للعبّارات، مثل تلك التي تشغلها شركة DFDS من "نيوهيفن" Newhaven إلى "دييب" Dieppe وتلك التي تشغلها شركة "Brittany Ferries" من بورتسموث وبول وبليموث إلى مجموعة من الموانئ الفرنسية والإسبانية، وسيختار بعضهم الآخر السفر بالطائرة بدلاً من رحلة بالحافلة أو السيارة.
ماذا عن دوفر؟
يقع ميناء دوفر في موقع مقيد للغاية تحت "الصخور البيضاء" White Cliffs، ولا يوجد مكان لزيادة مساحته مما يعني أنه لا يمكن تطوير البنية التحتية له، فإذاً يكمن الحل في تقييد عدد الأشخاص الذين يعبرون من هذا الميناء، ويمكن تطبيق ضوابط صارمة لتقييد عدد السيارات والحافلات الراغبة في المغادرة من ميناء دوفر.
وهناك مشكلة مماثلة في الـ "يوروستار" في محطة سانت بانكراس الدولية بلندن التي تغادر منها القطارات للسفر من خلال نفق المانش إلى باريس وبروكسل وأمستردام، وببساطة لا توجد مساحة كافية في منطقة المغادرة للتعامل مع أعداد ركاب مماثل لما كان عليه الحال قبل "بريكست".
وقد حلت "يوروستار" EuroStar هذه المشكلة من طريق تقليل عدد الركاب الذين سيسمح لهم بالصعود إلى القطارات وبخاصة في أوقات الذروة، وأتوقع حدوث الشيء نفسه على متن العبّارات (وبواسطة الـ "يوروتونيل" الذي ينقل المركبات من فولكستون إلى كاليه)، مع قيام ميناء دوفر بفرض قيود في أوقات الذروة.
ماذا سيعني ذلك للركاب؟
خيارات أقل وارتفاع في الأسعار، وسيؤدي أي تقليل في القدرة، كما أظهرت يوروستار، إلى زيادة الكلف.
هل هناك حلول أخرى؟
يمكن أن تساعد المسارات الجديدة أو المعاد تشغيلها من موانئ بريطانية أخرى مثل رامسجيت إلى أوستند أو هاريتش إلى بريمرهافن، ولكن من غير المرجح أن تصبح هذه الخيارات متاحة في الوقت القريب.
وفي هذا السياق نشرت النائب في الحزب المحافظ والمؤيد لـ "بريكست" جون ريدوود تغريدة بحل بديل وهو "لماذا لا تقضي الإجازة في المملكة المتحدة لتجنب التأخير في الوصول إلى فرنسا، فهناك كثير من الأماكن الرائعة للإقامة".
وعلى المدى البعيد؟
بدءاً من نهاية عام 2023 أو 2024 ستخضع المملكة المتحدة بحسب اللوائح لنظام جديد لدخول الاتحاد الأوروبي والخروج منه، وسيؤدي إلى تعقيد الأمور أكثر فأكثر وسيتطلب من كل زائر للاتحاد الاوربي أن يخضع لبصمة الوجه والبصمات الإلكترونية، ويقول السيد بانستر في ميناء دوفر إن الوقت اللازم لإنهاء إجراءات السيارات قد يرتفع من 90 ثانية إلى 10 دقائق، مما يعني أن كل حافلة ستستغرق أكثر من ساعتين لإنهاء الإجراءات، لكن القواعد الجديدة لن تطبّق على المواطنين الأوروبيين.
© The Independent