Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انتعاش تجاري وسياحي بين إسرائيل ودول الشرق الأوسط

تقرير: 8.3 مليار دولار حجم استيراد البضائع من المنطقة و1.8 مليون سائح يزور الإمارات العام الماضي

 82 في المئة من الصادرات الإماراتية إلى إسرائيل عبارة عن إعادة تصدير لبضائع مستوردة من دول أخرى (أ ف ب)

ملخص

على رغم الأوضاع الأمنية التي تشهدها المنطقة وأزمة العلاقات بين #تركيا وإسرائيل، فإن #العلاقات_التجارية والاقتصادية والسياحية استمرت على حالها بل تزايدت

بينما كانت تركيا حتى العامين الماضيين تتصدر قائمة الدول المصدرة لإسرائيل في التجارة والسياحة، تراجع الأمر بنسبة كبيرة بعد توقيع "اتفاقات أبراهام" ليصل استيراد البضائع من الإمارات إلى إسرائيل أعلى نسبة لم تشهدها منطقة الشرق الأوسط منذ أعوام بـ8.3 مليار دولار، وكذلك الأمر بالنسبة إلى سياحة الإسرائيليين في دول الخليج.

وعلى رغم الأوضاع الأمنية التي تشهدها المنطقة وأزمة العلاقات بين أنقرة وتل أبيب التي استمرت لفترة طويلة وأيضاً خلال العامين الماضيين، فإن العلاقات التجارية والاقتصادية استمرت. وبحسب الإسرائيليين، فإن هذا التراجع لا يعود لتوتر العلاقة بين البلدين فحسب، بل لتوجه إسرائيل أكثر نحو الإمارات.

أما بالنسبة إلى الأردن ومصر، الموقعتين على اتفاقات سلام مع إسرائيل، فلم تتوقف العلاقات بل استمرت وارتفعت نسبة صادرات الغاز من إسرائيل إلى عمان والقاهرة.

وشكل فرع السياحة جانباً حيوياً بين الطرفين، بحيث توسعت السياحة إلى دول المنطقة، بخاصة إلى تركيا ومصر والإمارات ليتجاوز عدد الإسرائيليين المسافرين إلى دول المنطقة 1.8 مليون سائح عام 2022.

مركز تجاري إقليمي

وفق تقرير أصدره بنك إسرائيل، تشكل الإمارات التي تقع على الطرق البحرية والجوية بين أوروبا وأفريقيا وجنوب شرقي آسيا مركزاً تجارياً إقليمياً مهماً. وتوفر بنى أساسية لوجستية ومالية عصرية للتجارة الدولية على نطاق واسع، ونحو ثلثي الصادرات الإماراتية (باستثناء الوقود) هي عبارة عن إعادة تصدير للبضائع المستوردة من دول أخرى وتبرز هذه الظاهرة بشكل خاص في الصادرات الإماراتية إلى إسرائيل.

ونقل التقرير أن 82 في المئة من الصادرات الإماراتية إلى إسرائيل ما بين يناير (كانون الثاني) وسبتمبر (أيلول) 2022 عبارة عن إعادة تصدير لبضائع مستوردة من دول أخرى.

ويرى الإسرائيليون في هذه المعطيات دلالة على أن استيراد المنتجات من الإمارات عوضاً عن الدول المصنعة يسهم في نجاعة عملية الاستيراد أو يقلل من كلفتها بما في ذلك التأمين والنقل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويتوقع التقرير استمرار حجم الواردات من الإمارات إلى إسرائيل في الأعوام المقبلة بعدما شهد نموها منذ "اتفاقات أبراهام" تسارعاً لم يتوقعه الإسرائيليون وبلغت قيمة الواردات الرسمية نحو 1.9 مليار دولار في 2022.

وجاء في التقرير أنه "حتى لو تضاعفت الواردات الإسرائيلية من الإمارات، فستبقى تشكل نسبة قليلة من إجمالي الواردات الإسرائيلية ونسبة أقل من الصادرات الإماراتية".

بالنسبة إلى السياحة تشير المعطيات إلى اتساع كبير وغير مسبوق في هذا الجانب، إذ تجاوزت زيارات الإسرائيليين في العام الماضي 1.8 مليون زيارة. ووفق التقرير "جاءت الزيادة السريعة في عدد المسافرين إلى الإمارات ومن هناك إلى شرق آسيا على حساب عدد المسافرين إلى الأردن وعبرها إلى الشرق الذي انخفض بشكل حاد بين عامي 2019 و2022، وبلغ عدد الركاب على الرحلات الجوية إلى دول المنطقة نحو 3.9 مليون مسافر عام 2022".

ويضيف التقرير "مطلع 2023 عادت شركات الطيران الإسرائيلية للسفر إلى تركيا وبدأت بالتحليق شرقاً فوق السعودية وعمان، بالتالي تم تقصير مسارات الرحلات إلى آسيا بشكل كبير. ومن المتوقع أن يساعد تعزيز علاقات الطيران الإسرائيلية مع دول المنطقة والسماح للشركات الإسرائيلية بالتحليق مباشرة إلى الشرق، في تطوير السياحة والنقل الجويين، ليس فقط مع اقتصادات المنطقة بل مع جنوب شرقي آسيا أيضاً".

تركيا ومصر

وبينت المعطيات أن قيمة الواردات من تركيا (كدولة شراء) ارتفعت بنسبة 60 في المئة تقريباً لتصل إلى نحو 5.7 مليار دولار. إضافة إلى ذلك استوردت إسرائيل ما بين 2019 و2021 منتجات تركية (كدولة إنتاج) من خلال شركاء تجاريين آخرين بقيمة تتجاوز 800 مليون دولار سنوياً.

وكانت الزيادة الرئيسة في الواردات من تركيا في استيراد مدخلات الإنتاج، بحيث زادت حصتها من إجمالي واردات المدخلات إلى إسرائيل من أربعة في المئة في العقد السابق إلى نحو تسعة في المئة ما بين عامي 2020 و2021.

وبشكل عام زادت واردات مدخلات الإنتاج من تركيا ما بين 2020 و2022، بالتزامن مع الزيادة الاسمية والحقيقية لإجمالي واردات الإنتاج لإسرائيل نتيجة الضغط المتزايد على سلاسل التوريد العالمية خلال العامين الماضيين.

 يشار إلى أن البضائع المستوردة من تركيا إلى إسرائيل في الأساس هي المعادن والآلات والبلاستيك ومنتجات الأسمنت والمنسوجات والمركبات.

وتشكل صادرات الغاز والمياه أبرز ميزات العلاقة بين إسرائيل ومصر والأردن وتتوقع تل أبيب أن تتسع أكثر في الأعوام المقبلة.

وتشير المعطيات إلى ارتفاع صادرات الغاز الإسرائيلية إلى الأردن تدريجاً من 2.1 متر مكعب في 2020 إلى 2.9 عام 2022، كما ارتفعت صادرت الغاز إلى مصر من نحو 2.2 متر مكعب في 2020 إلى 6.3 متر مكعب عام 2022.

ويتوقع الإسرائيليون استمرار صعود حجم صادرات الغاز إلى هذه الدول بسبب توسيع وتحسين البنى التحتية للغاز وبعدما شكلت صادرات الغاز إلى مصر والأردن معاً نحو 45 في المئة من إجمالي إنتاج الغاز من المياه الإقليمية لإسرائيل.

يشار في هذا الجانب إلى أن جزءاً من الغاز الذي تستورده مصر من إسرائيل يتم تسييله لديها ويصدر إلى أوروبا. وفي يوليو (تموز) 2022 تم توقيع مذكرة تفاهم بين القاهرة والاتحاد الأوروبي وتل أبيب تمهد الطريق لتوسيع صادرات الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا من خلال منشآت التسييل المصرية.

المياه إلى الإردن

إضافة إلى الغاز تبيع إسرائيل المياه إلى الأردن وفق اتفاق السلام (1994) الذي تعهدت بموجبه إسرائيل بيع 50 مليون متر مكعب من المياه للأردن بسعر مدعوم. وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2021 وقعت عمان وتل أبيب اتفاقاً لبيع 50 مليون متر مكعب إضافية لثلاثة أعوام. كما وقعت إسرائيل والأردن والإمارات عامي 2021 و2022 مذكرات تفاهم في شأن مشروع "بروسبيريتي" الذي يتمحور حول تعزيز إمكانية بيع المياه من إسرائيل إلى الأردن بكمية تصل إلى نحو 200 مليون متر مكعب سنوياً وتعزيز استيراد الكهرباء من الأردن إلى إسرائيل بحجم 600 ميغاواط سنوياً.

التقرير الإسرائيلي تطرق أيضاً إلى وضعية المياه في الأردن للتركيز على أهمية هذا الجانب في العلاقة وذكر أن "استيراد المياه من إسرائيل هو مصدر تتزايد أهميته بالنسبة إلى الأردن الذي يستهلك نحو مليار متر مكعب من المياه سنوياً في حين أن كمية المياه المتوافرة لسكانه آخذة بالانخفاض مع زيادة النمو السكاني.

خلافاً لانتعاش العلاقات في هذه الجوانب، لا توجد مؤشرات إلى تجارة واسعة بين إسرائيل ودول المنطقة في ما يتعلق بصادرات الخدمات، خصوصاً "الهايتك".

مع ذلك يقول التقرير إن "من المتوقع أن يؤدي تطور التجارة في السلع مع دولة الإمارات ومن خلالها إلى توسيع التجارة في خدمات النقل والخدمات المالية المتعلقة بالتجارة الدولية".

المزيد من الشرق الأوسط