Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما الذي تعنيه منافسة "كينيدي الأخير" للرئيس بايدن؟

هجوم ليبرالي واحتفاء جمهوري يسلط الضوء على مرشح شعبوي جديد

اسم روبرت كينيدي اعتبره بعضهم تحدياً مختلفاً في نوعه قد يحرك المياه الراكدة داخل الحزب الديمقراطي الذي يحجم أبرز قادته عن الترشح (أ ف ب/ غيتي)

ملخص

قد يكون اسم عائلة "#كينيدي" الذي يحمله #روبرت هو أحد الأسباب الكامنة للجدل حول حظوظه الانتخابية

منذ أن تقدم روبرت إف كينيدي (الابن) سليل أشهر العائلات السياسية الأميركية للترشح للانتخابات الرئاسية مساء أول من أمس الأربعاء، لمنافسة الرئيس جو بايدن الذي ينتظر أن يعلن ترشحه قريباً، شنت وسائل الإعلام الليبرالية السائدة هجوماً شديداً ضده، فيما احتفت به وسائل الإعلام المحافظة، فما السبب وراء هذه المواقف المتناقضة؟ وما الذي يمكن أن يحدثه ترشح "كينيدي الأخير" من تأثير في حلبة السباق الرئاسي لعام 2024؟

تحد مختلف

على رغم أن روبرت إف كينيدي جونيور، ابن شقيق الرئيس الراحل جون كينيدي الذي اغتيل عام 1963، والابن الأكبر للمدعي العام السابق والسناتور روبرت كينيدي الذي اغتيل خلال حملته للانتخابات الرئاسية عام 1968، سيعلن ترشيحه الرسمي في 19 أبريل (نيسان) من مدينة بوسطن، إلا أن تقدمه بأوراق الترشح الرئاسية كديمقراطي إلى لجنة الانتخابات الفيدرالية، كان كافياً لإثارة الجدل بين وسائل الإعلام الليبرالية والمحافظة على حد سواء بسبب مواقف كينيدي السابقة.

وفي حين أن نحو 700 شخص من جميع أنواع الطيف السياسي، تقدموا للترشح للرئاسة في عام 2024 حتى الآن، في أول خطوة ضمن عملية طويلة، وفقاً لسجلات اللجنة الفيدرالية للانتخابات، فإن اسم روبرت كينيدي اعتبره بعضهم تحدياً مختلفاً في نوعه قد يحرك المياه الراكدة داخل الحزب الديمقراطي الذي يحجم أبرز قادته عن الترشح انتظاراً لترشح الرئيس بايدن نهاية الربيع أو بداية الصيف المقبل.

اسم العائلة 

وقد يكون اسم عائلة "كينيدي" الذي يحمله روبرت هو أحد الأسباب الكامنة للجدل حول حظوظه الانتخابية، فهو ليس فقط نجل سيناتور سابق ومرشح رئاسي وابن شقيق الرئيس جون كينيدي، بل هو منغمس في السياسة ودهاليزها شأنه في ذلك شأن أشقائه وبقية العائلة، فقد شغلت شقيقته كاثلين منصب نائب حاكم ولاية ماريلاند من عام 1995 إلى عام 2003، وكان شقيقه جوزيف عضواً في الكونغرس عن ولاية ماساتشوستس من عام 1987 إلى عام 1999.

وخلال السنوات القليلة الماضية، نافس شقيقه كريس كينيدي على منصب حاكم ولاية إلينوي في عام 2018 لكنه خسر الانتخابات، بينما كان آخر كينيدي يشغل منصباً منتخباً هو ابن أخيه النائب السابق عن ولاية ماساتشوستس جو كينيدي الثالث، الذي خسر الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ عام 2020، وهو الآن المبعوث الأميركي الخاص لإيرلندا الشمالية، بينما تشغل كارولين كينيدي، ابنة الرئيس السابق جون كينيدي، حالياً منصب سفيرة الولايات المتحدة لدى أستراليا.

هجوم ليبرالي

ومع ذلك فإن السبب الأبرز الذي يبقي العيون جاحظة عليه، يتعلق بآرائه التي قد تجعله يركب موجة من اليسار الشعبوي وقد يستقطب جزءاً من اليمين الشعبوي في الوقت نفسه بحسب ما يقول مراقبون، فقد كتب على "تويتر" الشهر الماضي، أن أولوياته القصوى في حال الترشح ستكون إنهاء الاندماج الفاسد بين سلطة الدولة والشركات، مما دمر اقتصاد أميركا وحطم الطبقة الوسطى ولوث المياه والمصادر الطبيعية وسمم الأطفال وسلب الحرية والقيم الأميركية.

لكن تركيز الإعلام الليبرالي انصب على مواقفه التي وصفها بأنها غريبة، فقد وصفته صحيفة "واشنطن بوست" بأنه العضو المثير للجدل في عائلة كينيدي المشهورة بآرائه المناهضة للقاحات، وقالت إنه روج لادعاءات كاذبة تربط اللقاحات بالتوحد.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن اهتماماته انحرفت بعيداً من التيار الديمقراطي السائد إلى نظريات المؤامرة، التي نال بسببها توبيخاً علنياً من بعض أفراد عائلته، ومع ذلك اعترفت الصحيفة بأنه يمثل تحدياً طويل الأمد للرئيس بايدن بالنظر إلى أن عديداً من الديمقراطيين يعبرون عن مخاوفهم بشأن الرئيس الأميركي الذي سيبلغ 82 سنة في يوم الانتخابات.

عامل فوضى

وفي إطار هجمات الإعلام الأميركي الليبرالي السائد، أشارت شبكة "سي بي إس" الإخبارية إلى أن كينيدي أصدر كتاباً عام 2021 بعنوان "أنتوني فاوتشي الحقيقي" اتهم فيه كبير أطباء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة بالمساعدة في انقلاب تاريخي ضد الديمقراطية الغربية وروج لعلاجات غير مثبتة لـ "كوفيد-19" مثل "الإيفرمكتين"، المخصص لعلاج الطفيليات، والعقار المضاد للملاريا "هيدروكسي كلوروكوين".

وزادت الشبكة أن مستشار الرئيس السابق دونالد ترمب السابق ستيف بانون كان يشجع كينيدي على الترشح على مدى أشهر عدة، معتقداً أنه يمكن أن يكون عامل فوضى مفيداً للجمهوريين في سباق 2024 واسماً كبيراً يمكن أن يساعد في إذكاء المشاعر المناهضة للقاحات في جميع أنحاء البلاد، بحسب ما ذكرت مصادر مطلعة على الأمر للشبكة التي أضافت أن صورة نشرت على "إنستغرام"، أظهرت كينيدي خلف الكواليس في حدث عقد في يوليو (تموز) عام 2021 مع حليف الرئيس دونالد ترمب السابق روجر ستون ومستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين والمنتجة المناهضة للقاحات شارلين بولينغر، وجميعهم روجوا لكذبة سرقة انتخابات 2020.

تراجع شعبية بايدن

وعلى رغم أن وسائل الإعلام السائدة عرضت جميع الأسباب التقليدية التي جعلت كينيدي محكوماً عليه بالفشل، مثلاً أنه يفتقر إلى الدعم المؤسسي، وليس لديه سجل حافل مع الناخبين، واحتشاد الحزب الديمقراطي حول بايدن، فإن ما يثير القلق في أوساط الديمقراطيين، أن روبرت كينيدي (69 سنة) المحامي والناشط المدافع عن البيئة، يترشح في وقت أشار فيه استطلاع أخير أجرته "سي إن إن" إلى أن ثلث الأميركيين فقط يقولون إن الرئيس جو بايدن يستحق إعادة انتخابه، فيما يقول معظم الديمقراطيين إنهم يرغبون في رؤية شخص آخر مرشح للحزب لمنصب الرئيس العام المقبل، بينما كانت نسبة تأييد بايدن 42 في المئة بشكل عام، مع رفض 57 في المئة من الأميركيين أداءه الرئاسي.

وإذا استمر هذا الاتجاه خلال الانتخابات التمهيدية، فقد يكون ذلك حافزاً لحصول روبرت كينيدي على مزيد من الأصوات الساخطة على أداء الرئيس وبخاصة إذا استمرت معدلات التضخم مرتفعة، وتواصل القلق بشأن الاقتصاد الأميركي.

شيطنة كينيدي

في المقابل احتفى الإعلام المحافظ بترشح كينيدي، وقالت غريس كيرلي من شبكة "فوكس نيوز" إن الإعلام الليبرالي يحاول الشيطنة، مثلما يفعل مع أي مرشح آخر يمكن أن ينافس الرئيس بايدن، وأضافت إنهم يحاولون التأكد من أن بايدن سيكون هو الوحيد في حلبة السباق الرئاسي داخل الحزب الديمقراطي لضمان فوزه بترشيح الحزب.

كما انتقد الكاتب المحافظ ريتشارد مور تقييم وسائل الإعلام الليبرالية بأن كينيدي لن يستطيع الفوز، وذكرهم بعام 2016 عندما ركب شخص شعبوي آخر هو دونالد ترمب موجة من السخط العام وتمكن من الفوز بترشيح الحزب الجمهوري والرئاسة، ولهذا ليس من المستبعد تماماً أن يفعل شعبوي آخر ذلك، ويفوز بترشيح الحزب الديمقراطي، حتى لو كان يركب موجة من الاستياء في اليسار الشعبوي.

ويرى المحافظون أن ترشيح كينيدي، سواء فاز أو خسر، من شأنه أن يساهم بشكل حاسم في قضية الحرية التي يدافع عنها، فضلاً عن معارضته القوية للبيروقراطية والحكومة وكارتلات الشركات التي تشكل هذا التهديد الهائل للحرية، وتحديه للعولمة، تماماً مثل ترمب وديسانتس.

ميزة الناخبين السود

وبقدر ما يحظى اسم بايدن بجاذبية داخل مجتمعات السود الجنوبية، فإن اسم كينيدي يتمتع بالشيء نفسه، إذ لم ينجح أي ديمقراطي في الفوز بولاية ساوث كارولينا في السباق الرئاسي منذ فوز جون كينيدي بها عام 1960، كما أن التزام الرئيس كينيدي اللاحق بحركة الحقوق المدنية وحملة روبرت كينيدي (الأب) عام 1968، ومسيرته الشجاعة عبر الأحياء السوداء الفقيرة في الجنوب عارضاً على الناس أحلاماً ووعوداً بحياة أفضل قبل أن يقتل في كاليفورنيا، منح اسم كينيدي لمعاناً في تلك المجتمعات التي لا يتمتع بها أي سياسي أبيض آخر بمن في ذلك الرئيس بايدن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وإذا كان ذلك لا يعني بالضرورة أن كينيدي سيفوز في الانتخابات التمهيدية في ولايات الجنوب، فإن تجاوزه التوقعات في أقوى منطقة حصل فيها بايدن على أصوات الناخبين عام 2020، ثم فاز في آيوا ونيو هامبشاير حيث يكون بايدن ضعيفاً والناخبون أكثر معارضة للمؤسسة، فإن حتمية فوز بايدن قد تكون محل شك. 

جوانب مفيدة للجمهوريين

وفي حين ستستخدم المؤسسة الديمقراطية وسائل الإعلام الكبرى لمحاولة تدمير صدقية كينيدي، وسيفعلون ذلك من خلال إحياء كل تلك الاتهامات بأنه مجرد شخص متطرف ومعاد للقاحات، إلا أن ذلك قد يفيد كينيدي لأسباب عدة، أولها أنه لا يرفض اللقاحات بالمطلق، لكنه يرفض الإفراط في اللقاحات الذي فرضته شركات الأدوية الكبرى والحكومة الأميركية على العالم، وعلى أميركا بشكل خاص.

ويأمل الجمهوريون والمحافظون في أنه حتى إذا لم يفز كينيدي، فإن حملته على الأقل ستفضح الحزب الديمقراطي وتثير انقسامات داخلية، وقد تفسح المجال لمعارضة ليبرالية ديمقراطية حقيقية تنافس المحافظين في مناخ صحي لتنمو وتظل حادة فكرياً وتبتكر وتتطور وتبقى.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير