Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بنك الطعام والتكايا ينقذان فقراء غزة من الجوع

2000 مطبخ في شوارع القطاع لمكافحة انعدام توافر الغذاء

ملخص

يسعى #بنك_الطعام إلى مكافحة الجوع عن طريق تقديم نظام إغاثة متكامل تستفيد منه يومياً نحو 800 أسرة من سكان الأحياء الشعبية والمهمشة في #غزة

وسط شارع عمومي نصب أمجد المجدلاوي موقد النار الكبير والمعدات المخصصة للطهي وأخذ يحضر طبق الفاصولياء والرز. كانت حركة المارة خفيفة، لكن سرعان ما شدتهم روائح الطعام التي تفوح من الأواني الضخمة إلى بيوت الحارات المجاورة.

على مساحة لا تتجاوز خمسة أمتار أسس أمجد برفقة نحو 10 متطوعين مطبخاً صغيراً يعمل طيلة شهر رمضان لتحضير وجبات الإفطار الساخنة ذات العناصر الغذائية المتنوعة، توزع مجاناً على الفقراء والمحتاجين.

 

طبق صغير

يومياً عند الثالثة بعد الظهر ينشغل الشباب في تجهيز الطعام ودائماً ما يطهون في المنطقة نفسها.

يقول أمجد إنه يحاول مساعدة الناس في "حي الشجاعية" على اعتبار أنه الأكثر تهميشاً وفقراً واكتظاظاً بالسكان، ويتوافد الناس إلى مطبخ أمجد الصغير بإشعار مسبق، هو رائحة طهي الطعام التي تفوح إلى مسافات بعيدة، وكلما اقترب موعد أذان المغرب، زادت حركة الناس صوب البقعة الصغيرة التي يعمل فيها، كل واحد منهم يحمل في يده طبقاً صغيراً، يتوق إلى أن يملأه بالوجبة الشهية.

يطهو أمجد الطعام في ثلاثة أوانٍ كبيرة، لكنها لا تكفي العدد الكبير لطالبيه، ويتجمع أمامه نحو 250 فرداً يأملون في الحصول على وجبة الإفطار، وبالكاد يحصل جزء منهم على حصة من الأكل. ويؤكد الشاب أنه يستقبل يومياً مناشدات من عدد كبير من العائلات التي بحاجة ماسة إلى وجبات الإفطار في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

تنوع غذائي

في الواقع يعيش في غزة نحو 1.2 مليون مواطن مصنفين أنهم يعيشون على خط الفقر (الدخل اليومي ثلاثة دولارات) ولا يستطيعون توفير حاجتهم اليومية من الطعام والشراب.

ويعلم أمجد ظروف سكان غزة الصعبة، لذلك يطهو كل يوم طبقاً مختلفاً من الطعام في محاولة منه أن تشمل وجبات الإفطار العناصر الغذائية المهمة لتعويض نقصها لدى العائلات الفقيرة التي تعاني انعدام الأمن الغذائي.

وعند اقتراب موعد الإفطار يوزع الفريق الطعام بشكل ديناميكي في الأطباق التي امتدت أمامه، وهذا المطبخ ليس الوحيد الذي يقدم الطعام لسكان غزة بشكل مجاني، بل تنتشر في القطاع مشاريع مماثلة عدة، وعادة ما تكون بين حارات الفقراء، إلى جانب التكايا الخيرية في محاولة لسد جوع الأسر في القطاع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في الحقيقة وصلت مستويات انعدام الغذاء والفقر بين سكان غزة إلى مراحل قياسية وبات نحو 68 في المئة من العائلات في قطاع غزة تعاني مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، فيما يعتمد ثلاثة أفراد من بين أربعة على المساعدات الغذائية التي تقدمها المؤسسات الأممية، وذلك بسبب وصول الفقر إلى نحو 65 في المئة وبلوغ نسبة الفقر المدقع أكثر من 30 في المئة.

وفي مطلع هذا العام حذرت منسقة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لين هاستينغز من خطورة انعدام الأمن الغذائي لدى سكان غزة وأكدت أن هناك نحو 1.2 مليون فرد في القطاع يحتاجون إلى المساعدة الماسة في الوقت الحالي.

بنك الطعام يكافح الجوع

ويعد بنك الطعام من أكثر المشاريع المهمة في القطاع التي تقدم وجبات غذاء للسكان، لكنه لا يعمل بجهد حكومي، بل يستمر بجهود مجموعة من المتطوعين للتخفيف من معاناة الأسر الفقيرة، وبالعادة يعمل بنك الطعام كل يوم جمعة على مدى العام، لكن في رمضان بات عمله يومياً، وتقول المشرفة عليه صابرين أبو سعليه إن الحاجة الملحة للطعام وعدم توافره في نصف بيوت غزة دفعتهم إلى العمل اليومي في هذا الوقت لتأمين غذاء مناسب للمحرومين منه.

وتضيف "يسعى بنك الطعام إلى مكافحة الجوع عن طريق تقديم نظام إغاثة متكامل، تستفيد منه يومياً نحو 800 أسرة من سكان الأحياء الشعبية والمهمشة، وهو حلقة الوصل من أجل أن يحصل الفلسطيني على حقه بالغذاء الصحي والمتكامل وتوفير حياة كريمة للأسرة الفلسطينية خالية من المشكلات الصحية والاجتماعية التي سببها الجوع والفقر".

وتصل وجبات بنك الطعام إلى الأسر التي تصنف ضمن خط الفقر وتختلف كمية الغذاء باختلاف عدد أفراد العائلة، وتوضح أبو سعيله أنهم يتلقون أسماء الفقراء من وزارة التنمية الاجتماعية لتقديم الطعام إليهم.

"2000 تكية في محافظات غزة لمكافحة الجوع"

ويعالج بنك الطعام، بحسب أبو سعيله، مشكلات مجتمعية متعددة منها تسول الأطفال، إذ إن مشكلة الجوع تعتبر مشكلة يومية وليست موسمية، مشيرة إلى أن هذه الوجبات تمنع الأسر المحتاجة من الطلب الدائم الذي يوقعها في حرج كبير.

وتتجمع مبادرات تقديم الطعام إلى فقراء غزة تحت إطار تنسيقية المبادرات الخيرية الفردية، ويقول رئيسها زكي مدوخ إن 2000 مبادرة هذا العام دشنت في القطاع في مختلف المحافظات، وتشتمل تقديماتها على الطعام والدعم المالي النقدي، أو حتى تقديم المستلزمات الطبية والأدوية الخاصة بالمرضى، ويقدر مدوخ حجم التبرعات المالية التي قدمتها المبادرات خلال هذا العام لمصلحة الأسر الفقيرة والمتعففة نحو 2.5 مليون دولار بما يشمل مختلف المبادرات المعتمدة ضمن التنسيقية.

المزيد من متابعات