ملخص
وفد إيراني في #الرياض يمهد استعادة العلاقات بين البلدين ومراقبون يأملون أن يسهم في التهدئة في #اليمن
#نكمن_في_التفاصيل
سارعت الحكومة الإيرانية إلى تفعيل اتفاقها مع السعودية في بكين، إذ زار فريق لوجستي منها الرياض، تمهيداً لفتح متزامن للبعثات الدبلوماسية بين الجارتين الكبيرتين في الإقليم، بعد سنوات من توتر العلاقة بينهما إلى درجات بلغت حافة الحرب أحياناً.
وتأتي الزيارة الإيرانية بعد زيارة وفد سعودي مماثل لطهران السبت لمناقشة آليات إعادة فتح بعثات المملكة في الجمهورية الإسلامية، وبعد لقاء وزيري خارجية البلدين الخميس الماضي في بكين حيث تعهدا بتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.
وذكرت وكالة "إرنا" الرسمية للأنباء أن الوفد الإيراني وصل إلى الرياض الأربعاء لزيارة وإعادة فتح السفارة والقنصلية تماشيا مع الاتفاق الأخير بين البلدين".
وأوضحت الوكالة أن "فريقاً سيسافر إلى جدة للتحضير لإعادة فتح القنصلية الإيرانية هناك وممثليتها في منظمة التعاون الإسلامي بينما سيبقى فريق آخر في الرياض لإعادة فتح السفارة".
وهي أول زيارة رسمية يقوم بها مسؤولون إيرانيون إلى السعودية منذ زيارة مسؤولي وكالة الحج الإيرانية للمملكة في ديسمبر (كانون الأول) 2019، على ما أفاد مسؤول سعودي.
وعلى عكس مقرات البعثات السعودية التي تعرضت للتخريب في إيران قبل قطع العلاقات، لا تزال المقرات الإيرانية في الرياض وجدة على هيئتها، مما يجعل تجهيزها أسرع وأسهل، ومنذ أن قرر البلدان إحياء العلاقة بينهما تداول النشطاء السعوديون صور المقرات بهدف إظهار تلك المفارقة.
وقال شاهد من رويترز إن السفارة الإيرانية في السعودية أعادت فتح أبوابها اليوم الأربعاء للمرة الأولى منذ سبعة أعوام، وقال مراسل لرويترز إن البوابات الثقيلة لمجمع السفارة الإيرانية في الرياض كانت مفتوحة بينما كان فريق يقوم بتفتيش مبانيها. وشوهدت شاحنة بيضاء تصل إلى البوابة.
التحضير لزيارة رئيسي
من المتوقع أن تكون الخطوة المقبلة في مسار استعادة العلاقات بين البلدين زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي للرياض بعد تلقيه دعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، على ما أكد مسؤولون إيرانيون، وهي دعوة لم تؤكدها السعودية حتى الآن.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتندرج هذه التحركات الدبلوماسية المتسارعة في إطار تطبيع العلاقات بين الرياض وطهران بموجب الإعلان المفاجئ عن اتفاق استئناف العلاقات بين البلدين برعاية صينية الشهر الماضي.
وكانت طهران والرياض أعلنتا في 10 مارس (آذار) التوصل إلى الاتفاق بعد قطيعة استمرت سبع سنوات إثر مهاجمة البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران.
وخاضت إيران والسعودية ما تصفه وسائل إعلام أجنبية بأنه نزاعات إقليمية بالوكالة أبرزها الحرب في اليمن وكذلك في العراق ولبنان.
وعقدت الدولتان عدداً من جولات الحوار في بغداد وسلطنة عُمان قبل أن تتوصلا إلى اتفاق في بكين، تم التفاوض حوله على مدى خمسة أيام بين أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني ونظيره السعودي مساعد بن محمد العيبان.
وأشادت دول في المنطقة وخارجها باتفاق إيران والسعودية باعتباره خطوة إيجابية نحو الاستقرار قد يمهد لمزيد من التقارب الدبلوماسي الإقليمي.
تهدئة في كل الإقليم
ويأمل مراقبون أن يسهم الاتفاق في التهدئة في اليمن، وقد يسري ذلك أيضاً على دول أخرى مثل سوريا ولبنان والعراق، حيث باتت إيران حاضرة أكثر من أي وقت سابق.
وفيما تتبادل طهران والرياض الزيارات الدبلوماسية في مسار استئناف العلاقات الدبلوماسية، تحاول السعودية أيضاً وضع حد للحرب في اليمن.
وتتفاوض السعودية مع المتمردين الحوثيين في اليمن المدعومين من إيران، بعد ثماني سنوات على تدخلها عسكرياً لمنعهم من السيطرة على أفقر دول شبه الجزيرة العربية، دعماً للحكومة الشرعية المعترف بها دولياً.
والإثنين، أعلن السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر أن الزيارة التي قام بها إلى العاصمة اليمنية صنعاء للقاء مسؤولين حوثيين، هدفها "تثبيت الهدنة" وبحث سبل الدفع باتجاه "حل سياسي شامل ومستدام" في اليمن.
مقاربة التنمية بدل الصراع
ومنذ مارس 2015، تقود السعودية تحالفاً عسكرياً لمحاربة ميليشيات الحوثي، بعدما استولوا على صنعاء ومساحات واسعة من البلاد، ما أجبر الحكومة اليمنية على الهرب.
وقال محللون إن السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، ترغب في الخروج من الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات لتركيز جهودها على التنمية، داعية دول المنطقة إلى الدخول بالمقاربة نفسها، والبحث عن الفرص الاقتصادية بدلاً من تأجيج الصراعات العبثية.
ومنذ توقيع الاتفاق، سجل الدبلوماسيون بين البلدين خطوات إيجابية لإثبات حسن النية، تبادل خلالها سفراء السعودية وإيران المجاملات المعتادة في عدد من الدول، كان آخرها لقاء جمع سفيري البلدين في سلطنة عمان، على هامش إحدى المناسبات الرمضانية داخل السلطنة.