Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عيد اليمنيين يبكر مع الإفراج عن مئات الأسرى بين الحكومة والحوثيين

أجرى وفد سعودي برئاسة السفير محمد آل جابر محادثات في العاصمة اليمنية هذا الأسبوع

ملخص

أفادت #الحكومة_اليمنية بأنه سيفرج عن 72 من أسراها بينهم وزير الدفاع الأسبق اللواء الركن #محمود_الصبيحي واللواء الركن ناصر منصور هادي شقيق الرئيس السابق #عبد_ربه_منصور_هادي

غص مطارا صنعاء وعدن، اليوم الجمعة، بأقرباء أسرى يفرج طرفا النزاع في اليمن عنهم، ضمن عملية تبادل كبرى في يوم كانوا ينتظرونه بفارغ الصبر، واعتبروا أنه سيجعل عيد الفطر الذي يحل الأسبوع المقبل "عيدين".
وبدأت، اليوم الجمعة، عملية تبادل مئات السجناء بين الحكومة المدعومة من السعودية والحوثيين المدعومين من إيران، تشمل أسرى سعوديين، على أن تستمر ثلاثة أيام، في خطوة تعطي زخماً للجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء النزاع المستمر منذ عام 2014.
وعلى مدرج مطار العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ عام 2014 تجمع مئات الأشخاص مقتربين من الطائرة التابعة للخطوط الجوية اليمنية التي تشغلها اللجنة الدولية للصليب الأحمر وأعينهم شاخصة إلى باب الطائرة، آملين رؤية أقرباء لهم في الأسر قادمين من عدن في أي لحظة.
وأفاد يحيى أبو الكرى بأن ابنه عبدالفتاح أسير منذ خمس سنوات. وقال، "شعوري هو الشعور نفسه لدى الجماهير الذين حضروا إلى هذا المكان. لنا عيدان، العيد المقبل في نهاية رمضان، واليوم العيد الكبير، يوم الإفراج عن أبنائنا".

نزول الركاب

ونزل الركاب واحداً تلو الآخر في مطار صنعاء، وساروا بين مستقبليهم، ومن بينهم مقاتلون حوثيون يرتدون البزة العسكرية وأطفال رشقوهم بالورد والرز.
وشوهد كثير من المفرج عنهم يهرعون لدى مشاهدة أقرباء لهم لمعانقتهم وتقبيلهم. وعند مدخل المطار جلس مئات الأشخاص غالبيتهم على الأرصفة وفي ظل الأشجار في انتظار خروج أقربائهم.
وقال عبدالله الحجوري لوكالة الصحافة الفرنسية، "نحن هنا لنستقبل أسرانا. ابني أسير منذ 2018. منذ خمس سنوات وأنا مشتاق إليه، وقلبي متعطش لرؤيته".
في مطار عدن
كذلك، سيطرت أجواء الفرح على مطار عدن، المقر الموقت للحكومة اليمنية. وتوقفت حافلات بيضاء كبرى في المطار، ونزل منها أسرى حوثيون يرتدون اللباس اليمني التقليدي ويحملون أغراضاً قليلة وضعوها في أكياس أو حقائب ظهر صغيرة، ثم وقفوا في طوابير استعداداً للصعود على متن طائرة تنقلهم إلى صنعاء.
وهتف أحد الأشخاص الذين حضروا لمشاهدة عملية نقل الأسرى، أن عيد الفطر هذا العام "عيدان"، ملوحاً بيده لأحد المفرج عنهم، الذي ابتسم ورد بالقول "إن شاء الله".
وانتشرت عناصر من القوات الحكومية لتنظيم العملية. ووقف عدد منهم مرتدين عمامات على رؤوسهم، عند باب كل حافلة أثناء نزول الركاب منها، وساعدوا أسرى مسنين في النزول، أحدهم كان على كرسي متحرك.
وقال ناصر الضالع، وهو قريب أحد المفرج عنهم، "شعورنا في هذه اللحظات لا يوصف، وفرحة عارمة عمت في أرجاء المجتمع اليمني".
وقال المفرج عنه سليم صالح الجمزي الذي كان معتقلاً لنحو أربعة أعوام لدى الحوثيين، "إن شاء الله ينفك أسر من لا يزال من أصدقائنا في الاعتقال وينفك أسر جميع المعتقلين".
وقدم كثيرون، بينهم مئات العسكريين ووزير الدفاع في الحكومة اليمنية محسن الداعري، لاستقبال الأسرى، وبينهم وزير الدفاع الأسبق اللواء الركن محمود الصبيحي واللواء الركن ناصر منصور هادي، شقيق الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي.
ونزل الصبيحي وهادي من الطائرة التابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر وسط انتشار أمني كثيف وتصفيق حار من الحاضرين الذين حمل عديد منهم صورهما.
وفي صنعاء، ركع عدد من المفرج عنهم على المدرج، وأدوا الصلاة. وقال محمد أحمد الذي أمضى خمس سنوات ونصف السنة في الأسر، "لقد خرجنا من الظلمة إلى النور".

تفاهم مبدئي

يأتي إطلاق تلك العملية غداة مغادرة وفد سعودي صنعاء بعد محادثات مع الحوثيين بعد التوصل إلى تفاهم "مبدئي" حول هدنة في البلاد وعقد جولة أخرى من المحادثات، وفق ما أفاد مسؤولان حوثيان ومسؤول حكومي يمني وكالة الصحافة الفرنسية.

 

"أقلعت أول طائرة من صنعاء"

وقالت مستشارة الإعلام لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر جيسيكا موسان في وقت سابق، "أقلعت أول طائرة من صنعاء" وعلى متنها أسرى من قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً باتجاه عدن (جنوب)، وأضافت في وقت لاحق "بعد وقت قصير، أقلعت طائرة" تقلّ أسرى من الحوثيين "من مطار عدن"، وتتخذ الحكومة من عدن مقراً موقتاً لها.

وأقلعت طائرة أخرى تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر من صنعاء، الجمعة أيضاً، وطائرة أخرى من عدن (جنوب)، وبلغ عدد الأسرى الإجمالي الذين نقلتهم الطائرات الأربع اليوم نحو 320 سجيناً.

وأفادت الحكومة اليمنية بأنه سيفرج عن 72 من أسراها، بينهم وزير الدفاع الأسبق اللواء الركن محمود الصبيحي واللواء الركن ناصر منصور هادي، شقيق الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي، الجمعة، وسيصل هؤلاء إلى عدن قادمين من صنعاء، فيما ذكر مسؤول حوثي أن عملية الإفراج ستشمل 250 من أسرى الحوثيين سيعودون إلى صنعاء آتين من عدن.


اتفاق

وكان الحوثيون والحكومة توصلوا خلال مفاوضات انعقدت في برن، الشهر الماضي، إلى اتّفاق على تبادل أكثر من 880 أسيراً، وبموجب الاتفاق، يفرج الحوثيون عن 181 أسيراً، بينهم سعوديون وسودانيون، مقابل 706 معتقلين لهم لدى القوات الحكومية.

وستجري عملية التبادل على مدار ثلاثة أيام، وتشمل صنعاء والمخا (غرب) ومأرب (وسط شمال) وعدن في اليمن، والرياض وأبها (جنوب) في السعودية.

وفي آخر عملية تبادل كبرى جرت، في أكتوبر (تشرين الأول) 2020، تمّ "إطلاق سراح أكثر من 1050 أسيراً وإعادتهم إلى مناطقهم أو بلدانهم"، بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

بناء الثقة

وكان رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى التابعة للحوثيين عبد القادر المرتضى أعلن، السبت الماضي، وصول 13 أسيراً إلى مطار صنعاء الدولي مقابل أسير سعودي أفرج عنه في وقتٍ سابق، وتمّ التوصل الى اتفاق على التبادل، بعد أيام، على إعلان السعودية وإيران توصلهما، الشهر الماضي، إلى اتفاق على استئناف علاقاتهما الدبلوماسية بعد سبع سنوات من القطيعة.

ورأى المحلل السياسي اليمني هشام العميسي أن عملية التبادل "خطوة مهمة لبناء الثقة، الأمر الذي قد يعزّز عملية السلام ويمهّد الطريق نحو المصالحة"، مضيفاً "لكننا بحاجة إلى مواصلة هذه التبادلات، والأهم من ذلك، نحن بحاجة إلى مواصلة جهود خفض التصعيد".

وقال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ في بيان "آمل في أن تنعكس هذه الروح في الجهود الجارية للدفع بحل سياسي شامل".

مباحثات سعودية - حوثية

وأجرى وفد سعودي برئاسة السفير محمد آل جابر محادثات مع الحوثيين في صنعاء هذا الأسبوع.

وبحسب مصادر حكومية يمنية، وافق أعضاء مجلس الرئاسة اليمني أخيراً على تصوّر سعودي بشأن حل النزاع بعد مباحثات سعودية - حوثية برعاية عُمانية استمرت شهرين في مسقط.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويقوم التصوّر السعودي، وفقاً للمصادر نفسها، على الموافقة على هدنة لمدة ستة أشهر في مرحلة أولى لبناء الثقة، ثم فترة تفاوض لمدة ثلاثة أشهر حول إدارة المرحلة الانتقالية التي ستستمر سنتين يتم خلالها التفاوض حول الحل النهائي بين كل الأطراف، وتتضمن المرحلة الأولى إجراءات لبناء الثقة وأهمها دفع رواتب الموظفين الحكوميين في كل المناطق وبينها مناطق سيطرة الحوثيين وفتح الطرق المغلقة والمطار.

هدنة

وكان طرفا النزاع قد توصلا، العام الماضي، إلى هدنة في الثاني من أبريل (نيسان)، بوساطة من الأمم المتحدة انتهت مفاعليها في أكتوبر.

وبحسب مسؤول حوثي، غادر الوفد السعودي صنعاء مساء أمس الخميس، بعد أن تمّ التوصل الى اتفاق مبدئي "على هدنة قد يتمّ الإعلان عنها لاحقاً إذا تم التوافق حولها بشكل نهائي"، وأضاف أن "هناك اتفاقاً على عقد جولة أخرى من المحادثات لبحث نقاط الاختلاف".

وأكد مصدر حكومي مطلع على المحادثات هذه المعلومات، فيما قال مصدر في وزارة الخارجية التابعة لحكومة الحوثيين إن الوفد السعودي "سيحمل شروطاً لنقلها إلى القيادات السعودية"، وكتب المسؤول الحوثي محمد علي الحوثي على "تويتر"، "قالوا أجواء ايجابية، وموعد لجولة أخرى".

مقتل مئات الآلاف

وقُتل في النزاع مئات الآلاف من الأشخاص لأسباب مباشرة وغير مباشرة، فيما نزح 4.5 مليون شخص داخلياً، وأصبح أكثر من ثلثي سكان اليمن يعيشون تحت خط الفقر، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة.

وتظهر انعكاسات التقارب السعودي - الإيراني في ملفات إقليمية أخرى، بينها الملف السوري الذي تدعم فيه طهران الحكومة السورية، بينما دعمت السعودية خلال سنوات النزاع المتواصل منذ 2011 المعارضة السورية.

النزاع اليمني

وبدأ النزاع اليمني في 2014، وسيطر الحوثيون المدعومون من إيران على مناطق عدة في البلاد بينها العاصمة صنعاء، وفي العام التالي، تدخلت السعودية على رأس تحالف عسكري، في الحرب لدعم الحكومة، ما فاقم النزاع الذي خلّف مئات الآلاف من القتلى وتسبّب بواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي