ملخص
تسببت #المعارك بـ #السودان في إغلاق #المحال_التجارية و #المخابز و #المستشفيات و #الصيدليات
أحالت معارك حرب المدن التي يشهدها السودان لليوم الثالث على التوالي حياة المواطنين إلى ما يشبه العيش في سجن كبير يستحيل معه التحرك، بسبب ضراوة المعارك الحربية التي تسببت في إغلاق المحال التجارية والمخابز والمستشفيات والصيدليات وغيرها، مما يحتاج إليه الناس في حياتهم اليومية.
إلى ذلك، توقف دولاب العمل وافتقر مئات آلاف الأسر إلى مصادر الرزق وما يترتب عليه من معاناة تقترب من "الموت البطيء".
أوضاع الأسواق
شهدت أسواق أحياء العاصمة الخرطوم اختفاءً لسلع رئيسة، الأمر الذي أرجعه تجار إلى الانعكاسات السريعة لاستمرار الاشتباكات المسلحة وصعوبة الحصول على بضائع جديدة، في ظل تبادل إطلاق النار وخطورة الحركة في الشوارع. وقفزت أسعار بعض السلع مثل السكر والأجبان والدقيق والزيوت ونفدت أخرى من بينها الألبان والبيض.
وأشار أحد التجار في ضاحية أركويت سالم حمد عبيد إلى أن هناك تزايداً في وتيرة الشراء من قبل المواطنين بغية التخزين، على رغم ارتفاع الأسعار.
ويضيف عبيد أن "مخاوف المستهلكين من نفاد السلع أو استمرار ارتفاع الأسعار بجانب صعوبة الحصول على مواد غذائية في الأيام القادمة، رفعت من وتيرة الشراء وبكميات أكبر من الاستهلاك".
من جهته يرى المواطن عبدالمجيد النور أن التجار يحجبون سلعاً رئيسة عن قصد، بغية الحصول على أرباح أكبر من دون الأخذ بالاعتبار الوضع الماثل حالياً، لافتاً إلى أن ارتفاع الأسعار المتصاعد لبعض السلع اليوم الإثنين يرجع إلى هذه الممارسات.
وأوضح أنه فوجئ خلال ساعات النهار بزيادات في أسعار الدقيق والزيوت مقارنة بالفترة قبل اندلاع الاشتباكات.
وقال "من المؤسف استغلال ظروف حظر التجوال وعدم وجود خيارات لأسواق أخرى للاستثمار في الأزمات".
مغامرات يومية
في مدينة بحري التي تشهد إطلاق نار كثيفاً أغلقت سوق الخضراوات والفواكه واللحوم، الأمر الذي أدى إلى صعوبة حصول المواطنين على حاجات الأيام الرمضانية المتبقية.
لكن الوضع كان مختلفاً عند المخابز والمتاجر القليلة التي ظلت مفتوحة، وغامر بعض الناس بالخروج لفترة وجيزة لشراء الطعام قبل العودة إلى منازلهم حفاظاً على أمنهم.
وعلى رغم تعهد لجنة تنسيق شؤون أمن ولاية العاصمة السودانية بتقديم جميع الخدمات اللازمة للمواطنين فإن استمرار الوضع الحالي ينذر بحدوث أزمة غذائية، كما أن الفئات الفقيرة مهددة في حال تصاعد الأحداث وعدم توقف المعارك الحربية.
انعدام المياه
وفي مدينة أم درمان انعدمت خدمات المياه لليوم الثاني على التوالي، مما جعل الحياة اليومية بالغة القسوة لعدد كبير من السكان، إذ لم يستثنِ العطش أحياء المنارة والجرافة وأطراف الثورات، فيما شهدت مناطق في مدينة بحري أزمة حادة مما فاقم أوضاع قاطنيها بسبب المعاناة في توفير مياه الشرب لتناول الإفطار الرمضاني.
وإزاء هذا الوضع أصبح منزل عائلة خديجة محمد أحمد في منطقة المنارة، الرافد الرئيس للجيران جميعاً نظراً إلى توافر المياه فيه، وذلك بسبب انخفاض مستوى المنزل عن باقي البيوت مما أسهم في جريان المياه على قلتها عبر الأنابيب.
ويقول المواطن الهادي الطيب إنه يستغل فرصة هدوء الأحوال وتوقف إطلاق النار لنقل المياه أسوة بآخرين.
ويضيف "نخشى أن تتوقف المياه في منزل جارتنا خديجة ويسوء حال كل السكان".
وأشار إلى أنه أصبح من العسير وجود عربات المياه الكبيرة (التناكر) في ظل الحصار القصري، على رغم أنها تمثل المصدر الأساسي للمواطنين للحصول على حاجاتهم من المياه، بخاصة في حالات توقف شبكة مياه الأحياء.
أزمة الأدوية
وفي ضوء حظر التجوال أغلقت الصيدليات أبوابها واتسعت أزمة الأدوية لتشمل عقاقير علاج الأمراض المزمنة والسكري والسرطان، مما زاد من معاناة كثير من المرضى. وشكا مواطنون من الأزمة مما اضطرهم إلى تكبد البحث عن الدواء في عدد من الصيدليات.
وأعلن عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي وجود صيدليات تعمل لخدمة المواطن في عدد من أحياء العاصمة الخرطوم، وأرفق البعض أرقام هواتف صيادلة على "فيسبوك" لمساعدة المرضى وذويهم.
وبرزت منصة رقمية تهدف إلى وصل المواطنين بالصيدليات حيث تتوفر الأدوية المفقودة، وتلقت آلاف الطلبات، إذ يكتب الشخص اسم الدواء المطلوب ويحدد موقعه الجغرافي.
توقف الأعمال
وخلفت الحرب واقعاً مزرياً، وتوقفت الأعمال الهامشية لقطاع كبير من العمال الذين يعتمدون على الرزق اليومي، وافتقر المئات إلى مصادر مدخولهم اليومي.
ويقول عامل ورشة الحدادة الرشيد الزين إن العمل متوقف تماماً في مكان عمله الذي يتكسب منه لإعالة أسرته.
ويضيف "الورشة ستبقى مغلقة ما لم يعد الهدوء مجدداً إلى العاصمة الخرطوم، لأن المعارك أوقفت عمل كثيرين وأسهمت في إحداث نكسة اقتصادية".
ويتابع "الوضع المثير للقلق يعزز المخاوف من استمرار الاشتباكات المسلحة في مراكز وسط مدينة الخرطوم، الأمر الذي يصعب من مهمة أصحاب الأعمال الهامشية والباعة المتجولين".
وعن خياراته في حال عدم استقرار الوضع، أشار الزين إلى أنه سيضطر إلى المغادرة للولايات للبقاء مع أسرته الكبيرة لحين انجلاء الموقف.