ملخص
الشهر الماضي دعت مجموعة من الشخصيات البارزة في #صناعة_التكنولوجيا إلى تعليق تدريب #أنظمة_الذكاء_الاصطناعي القوية وسط مخاوف من تهديد البشرية
تسبب روبوت الدردشة للذكاء الاصطناعي "تشات جي بي تي" الذي طورته شركة "أوبن" الأميركية للذكاء الاصطناعي في سباق تكنولوجي على مستوى العالم، إذ يدرس عمالقة التكنولوجيا الصينين في الوقت الحالي نسخاً وتطبيقات منافسة من برامج المحاكاة الروبوتية، مع إطلاق مجموعة "بايدو" الصينية أحد أكبر صناع الذكاء الاصطناعي نسختها الجديدة "إيرني بوت" في مارس (آذار) الماضي.
وفي غضون ذلك أطلقت شركة "علي بابا" نسخة منافسة أطلقت عليها "تونغي كيوانوين"، وفي الوقت نفسه أعلن أحد أكبر تجار التجزئة الصينية "جيه دي دوت كوم" أو "سوق جينغدونغ"، عن مشروع مماثل.
إلى ذلك أعلنت شركات صينية أخرى، بما في ذلك شركة تكنولوجيا الإنترنت "بايت دانس" وعملاق الإنترنت والألعاب "تينسينت" خططاً لإطلاق روبوتات الدردشة الخاصة بالذكاء الاصطناعي.
ثورة التسلح
وفي ظل ثورة تسلح أكبر اقتصادين في العالم بالذكاء الاصطناعي، تأتي تحذيرات بخروج السباق في هذا المضمار عن السيطرة، ففي الشهر الماضي دعت مجموعة من الشخصيات البارزة في صناعة التكنولوجيا إلى تعليق تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي القوية وسط مخاوف من تهديد البشرية، إذ حذر الرئيس التنفيذي لشركة "تيسلا" إيلون ماسك من الأخطار المحتملة، كما قال المؤسس المشارك لشركة "أبل" ستيفن وزنياك إن "السباق لتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي بات خارج السيطرة".
وفي غضون ذلك أشار تقرير حديث لبنك الاستثمار "غولدمان ساكس" إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل محل ما يعادل 300 مليون وظيفة بدوام كامل.
وتأتي عمليات الإطلاق الصينية على خلفية مثيرة للاهتمام، إذ تخضع إلى التدقيق المتزايد من قبل المنظمين الصينيين على قطاع التكنولوجيا المحلي، علاوة على الرقابة السياسية في بكين.
ومن المتوقع أن تبدو روبوتات المحادثة الصينية مختلفة تماماً عن نظيراتها الغربية، فبينما يمكن لـ "تشات جي بي تي" الإجابة عن أسئلة حول مواضيع حساسة وأحياناً غير دقيقة، يقال إن برامج الدردشة الصينية أغلقت بعض الأسئلة.
الصين تستهدف روبوتات الدردشة
ومع نهاية عام 2020 أدخلت الصين عدداً كبيراً من اللوائح بعضها يستهدف بشكل صريح تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك روبوتات الدردشة.
إلى ذلك قال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "علي بابا" دانيال زانغ في حفل إطلاق "تونغي كيوانوين"، إننا "في لحظة تكنولوجية فاصلة مدفوعة بالذكاء الاصطناعي".
وسيتم إضافة تطبيق "تونغي كيوانوين" بنسختيه الإنجليزية والصينية بشكل مبدئي إلى تطبيق "دينغ توك" باعتباره تطبيق المراسلة في مكان العمل لـ "على بابا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال أحد مصممي نسخة الذكاء الاصطناعي الصينية إن "تطبيق ’تونغي كيوانوين‘ سيؤدي عدداً من المهمات بما في ذلك تحويل المحادثات في الاجتماعات إلى ملاحظات مكتوبة وكتابة رسائل البريد الإلكتروني وصياغة مقترحات الأعمال".
وأعلنت "علي بابا" أيضاً دمج تطبيقها الجديد في "تي مال غيني"، وهو مشابه لمكبر الصوت الذكي "أليكسا" بشركة "أمازون".
ويعد الذكاء الاصطناعي التوليدي قادراً على التعلم من البيانات السابقة لإنشاء محتوى لا يمكن تمييزه عن العمل البشري، إذ يمكن لـ "تشات جي بي تي" الإجابة عن أسئلة باستخدام لغة طبيعية شبيهة بلغة الإنسان، كما يمكنه أيضاً محاكاة أساليب الكتابة الأخرى باستخدام الإنترنت كما كان عام 2021 كقاعدة بياناته.
مايكروسفت تنفق المليارات
وفي فبراير (شباط) الماضي أنفقت شركة "مايكروسوفت" مليارات الدولارات على تكنولوجيا الذكاء الإصطناعي التي أضيفت إلى محرك البحث" بينغ" الخاص بها، وقالت شركة البرمجيات الأميركية العملاقة آنذاك إنها ستدمج نسخة من "تشات جي بي تي" في تطبيقات "أوفيس" الخاصة بها بما في ذلك برامج "وورد" و"إكسل" و"أوت لوك" و"باوربوينت".
وكشفت الجهة المنظمة للفضاء الإلكتروني في الصين الأسبوع الماضي عن مسودة إجراءات لإدارة الذكاء الاصطناعي التوليدي، وأكدت أنه بموجب تلك القواعد المقترحة ستكون الشركات مسؤولة عن شرعية البيانات المستخدمة لتدريب التكنولوجيا، كما سيكون أمام الجمهور الصيني فرصة لتقديم مقترحاتهم، قبل حلول الـ 10 من مايو (أيار) المقبل.
"إيرني بوت" لم ترق إلى مستوى المنافسة
وعلى رغم الانتقادات قالت الجهة المنظمة إن "نسخة ’إيرني بوت‘ الصينية لم ترق إلى مستوى المنافسة مع نظيرتها الأميركية "تشات جي بي تي"، إذ قال المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة "بايدو" روبن لي إن "حوالي 650 شركة وقعت بالفعل لتصبح جزءاً من نظام ’تشات بوت‘ البيئي والذي سيتم دمجه في منتجات الشركة، إضافة إلى تعزيز التكنولوجيا الأخرى بما في ذلك السحابة والسيارات من دون سائق".
وفي وقت سابق حظرت الصين استخدام "تشات شي بي تي" الأميركي في الصين، لكن في المقابل اكتسب البرنامج الأميركي قاعدة من المستخدمين الصينيين الذين يستخدمون شبكات خاصة افتراضية للالتفاف على الحظر الرسمي، ويقومون بنشره لكتابة المقالات والامتحانات.
وحذر روبن لي من التعامل مع التكنولوجيا من منظور التوترات بين واشنطن وبكين قائلاً إن "تطبيق ’إرني بوت‘ ليس أداة مواجهة بين الصين والولايات المتحدة".
وفي خطاب ألقاه في مارس الماضي دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى اعتماد الصين على نفسها من خلال ابتكاراتها الخاصة في العلوم والتكنولوجيا.