Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

5 أيام قتال... لمن الكفة الراجحة في الخرطوم؟

مراقبون: الجيش يتفوق عدداً وتسليحاً لكن "الدعم السريع" تتصدى بشراسة والهدنة فرصتها للحصول على تعزيزات

ملخص

ينتظر كثير من #السودانيين طي صفحة هذه الحرب التي قضت على أحلامهم في وطن قائم على #حكم_مدني ديمقراطي يسع الجميع

بعد 5 أيام من المعارك، وعلى رغم إعلان هدنة وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة، التي بدأت في السادسة من مساء أمس الثلاثاء، لم يعلن أي من الطرفين المتصارعين في السودان حسمه لهذه المعركة، وهو ما ينتظره كثير من السودانيين لطي صفحة هذه الحرب التي قضت على أحلامهم في وطن قائم على حكم مدني ديمقراطي يسع الجميع، لكن ما هي رؤية المراقبين السياسيين والعسكريين لمسار هذه المعارك، ولمن ترجح الكفة؟

نحو الإنهاك

الباحث في الشؤون العسكرية والسياسية، صلاح الدين الدومة يقول "ليس هناك رجحان لأي كفة من الطرفين (الجيش والدعم السريع) بصورة واضحة وجلية، ومن المتوقع أن تستمر المعارك بينهما ما بين أسبوع إلى 10 أيام حين يصل الطرفان إلى إنهاك شديد يجعلهما يوافقان على أية وساطة تؤدي إلى وقف إطلاق النار، كما أن هناك بعض الناس يرى أن الجيش يتفوق على قوات الدعم السريع من ناحية عدد قواته وما يمتلكه من دبابات وطيران حربي، وهذه المميزات تفيد في الحرب المفتوحة، لكن في حرب المدن والتلاحم المباشر فهي غير مفيدة وليست لها فاعلية بقدر ما تساعد في رفع المعنويات وسط القوات المقاتلة".

ويواصل الدومة "على رغم التفوق العددي الواضح للجيش، نجد أن أفراد قوات الدعم السريع يقاتلون بشراسة لأن لديهم إيماناً بقضيتهم وقائدهم، ويدركون تماماً أن مصيرهم في حال استعادة الجيش السلطة سيكون الإبادة والتطهير العرقي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبين أن الحرب الحالية ستخلف آثاراً وانعكاسات سلبية على الجانبين، سواء من الناحية المادية أو من ناحية فقد احترام المجتمع الدولي لهما، وكذلك بالنسبة إلى جموع المواطنين السودانيين، لأنهما تقاتلا وسطهم وعرضاهم للخطر والخوف وتسببا في كوارث، فضلاً عن فقد عديد من الأرواح وآلاف الإصابات.

وأشار إلى أن ما يقال حول أن قوات الدعم السريع أقدمت على خطوة انتحارية بتحديها الجيش عسكرياً، لا تسنده حقيقة، وهو واحد من أدوات الحرب النفسية التي تبثها عناصر النظام السابق والدولة العميقة، فالخلاف بين الطرفين بدأ قبل هذه المعارك، وهو أصلاً بين قيادتي الجيش و"الدعم السريع" حول مسألة الإصلاح العسكري والأمني.

وتابع الباحث في الشؤون العسكرية والسياسية "الآن الجزء الأكبر من المواطنين يتعاطف مع قوات الدعم السريع لأنه عرف من كان المعتدي، وسبق أن قالت واشنطن قبل اندلاع المواجهات العسكرية إن الطرف الذي بدأ الحرب يتحمل كامل المسؤولية، كما ذكر محمد حمدان دقلو (حميدتي) في أول يوم لاندلاع المعارك، أن لديه شهوداً من (الآلية الثلاثية)، وتشمل بعثة الأمم المتحدة في الخرطوم، والاتحاد الأفريقي، ومنظمة "الإيغاد". والآلية الرباعية، التي تضم الولايات المتحدة، وبريطانيا، والسعودية، والإمارات، بأن الجيش هو من بدأ مهاجمة معسكرات قواته المتمركزة جنوب الخرطوم".

فقدان السيطرة

من جانبه، قال المحلل السياسي الزمزمي بشير "واضح من المؤشرات الميدانية في ضوء ما يجري من معارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، أن لجوء حميدتي إلى المجتمع الدولي للتدخل وإعلان وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة معناه أن تلك القوات فقدت السيطرة العسكرية على عديد من المواقع العسكرية والاستراتيجية في العاصمة المثلثة، وهي الآن موجودة في جيوب وأماكن محدودة، في حين أن الجيش السوداني منذ اليوم الثاني في حال تقدم مستمر على الجانب العسكري".

ورأى بشير أن "الهدنة هي مجرد حيلة من قبل قوات الدعم السريع لأخذ مزيد من الوقت حتى تصل إليها تعزيزات وإمدادات من خارج الخرطوم، فضلاً عن أنها فقدت التواصل والاتصال مع بعضها بعضاً، مما يعني أن الكفة في هذا القتال مرجحة لناحية الجيش الذي يمكنه حسم المعركة لصالحه في أي وقت".

ولفت إلى أن "انعكاسات وآثار هذه الحرب كثيرة، فمن الناحية الإيجابية ستؤدي إلى خلق جيش قومي واحد يسهم بفاعلية في العملية السياسية، ويحمي الفترة الانتقالية المتبقية وصولاً للانتخابات العامة، وينهي مسألة تعدد الجيوش التي تسببت في مشكلات عديدة، بخاصة من ناحية العلاقات الخارجية المشبوهة والسيطرة على موارد البلاد من الذهب".

أما السلبيات، بحسب بشير، فهي أن "هذه الأزمة ستلقي بظلالها على الاقتصاد الذي يعاني في الأساس من ترد كبير بالتالي تزيد هذه الحرب من معاناته، إضافة إلى ما ألحقته من ضرر بالغ على البنى التحتية والمنشآت العامة التي تعرضت للقصف والحريق، فضلاً عن النواحي النفسية التي واجهها المواطنون أثناء إطلاق النار والقصف الجوي ودوي المدافع المضادة للطيران، وهو ما خلف ضحايا مدنيين تجاوز عددهم 300 شخص خلافاً لآلاف الإصابات".

وأوضح المحلل السياسي أن "قوات الدعم السريع التي تأسست في 2017 هي حال غريبة وتجربة لم تكن موفقة بتاتاً، إذ تضخمت أكثر مما وضع لها من خطة عسكرية لمواجهة الحركات المسلحة في دارفور، إضافة إلى أنها دخلت في أدوار أكبر مما هو مرسوم لها، ولم تقدم كثيراً للبلاد، بل إن خسائرها الكبيرة لم تحدثها حركات التمرد في جنوب السودان".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير