Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل ينافس ترمب على الرئاسة إذا خسر ترشيح الحزب الجمهوري؟

فرص ديسانتيس للفوز على بايدن في الولايات المتأرجحة أفضل من الرئيس السابق

مهمة ديسانتيس لن تكون سهلة إذ لا يمكن التقليل من شأن ترمب فهو لا يزال الخيار الأول لنصف الناخبين الجمهوريين (أ ب)

ملخص

مع استمرار الملاحقات القضائية وتصاعد نجم #ديسانتيس يواجه #ترمب سيناريو محتملاً للخسارة مع تغير الظروف خلال عام ونصف العام من المنافسة المحتدمة

حينما ظهر الرئيس السابق دونالد ترمب في قاعة محكمة مانهاتن أمام القاضي بعد توجيه اتهامات له، قفزت شعبيته بشكل سريع، لكنها سرعان ما تراجعت هذا الأسبوع ووصلت في استطلاع أجرته "وول ستريت جورنال" إلى 51 في المئة بين الجمهوريين، مقابل 38 لرون ديسانتيس حاكم ولاية فلوريدا الذي يتوقع أن يعلن ترشيحه قريباً، ومع استمرار الملاحقات القضائية وتصاعد نجم ديسانتيس، يواجه ترمب سيناريو محتملاً للخسارة مع تغير الظروف خلال عام ونصف العام من المنافسة المحتدمة، ولأنه يكره الخسارة فقد لمح لأنه قد يترشح مستقلاً أو على بطاقة حزب ثالث إذا لم يحظ بتأييد الحزب الجمهوري في نهاية السباق، فهل يستطيع ذلك إذا كانت قوانين ست ولايات تمنع هذا الأمر، وماذا تقول التجارب التاريخية لمن حاولوا التنافس من خارج الحزبين في السابق؟

تهديد للحزب الجمهوري

في أول مناظرة رئاسية للحزب الجمهوري عام 2015، طالب بريت باير من قناة "فوكس نيوز" رفع الأيدي من المرشحين الذين لم يعدوا بدعم مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية، ولم يكن هناك سوى مرشح واحد فقط رفع يده هو دونالد ترمب، فضغط عليه باير متسائلاً عما إذا كان يفهم أن السباق كمرشح مستقل من شأنه أن يسلم السباق للديمقراطيين. وأكد ترمب أنه لن يقدم التعهد في هذا الوقت.

كان ذلك تهديداً للحزب الجمهوري في ذلك الوقت، وهو تهديد أكبر اليوم بحسب ما يقول وليام ماكغورن في صحيفة "وول ستريت جورنال"، على رغم أن ترمب لا يزال هو الأوفر حظاً للفوز بترشيح الحزب الجمهوري، ففي هذه اللحظة، يتخلف ديسانتيس (44 عاماً) الذي لم يعلن ترشحه بعد عن الرئيس ترمب (76 عاماً) بفارق 13 في المئة، إذ حصل الرئيس السابق في آخر استطلاع للرأي نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" على 51 في المئة من تأييد الناخبين الجمهوريين مقابل 38 أعربوا عن تأييدهم لديسانتيس في حين لم يحدد 11 في المئة من الناخبين الجمهوريين عن موقفهم بعد.

مهمة صعبة

غير أن سجل حاكم فلوريدا مثير للإعجاب، ويمكنه خلال حملاته الانتخابية المقبلة على مدى أكثر من عام أن يغير من المعادلة وأن يجادل أنه على عكس الرئيس ترمب، أعيد انتخابه لولاية ثانية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بفارق 19.4 في المئة عن خصمه الديمقراطي وهو نصر كاسح بكل المقاييس، في حين خسر الرئيس السابق التصويت الشعبي في كل من عامي 2016 و2020 وخسر أصوات المجمع الانتخابي في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، وربما يقارن ديسانتيس نفسه في وقت ما خلال حملته الانتخابية بترمب في أنه مرشح لا تلاحقه قضايا قانونية بينما الرئيس السابق غارق فيها حتى أذنيه.

وعلاوة على ذلك، أظهر استطلاع أخير للرأي العام أن ديسانتيس يتفوق على الرئيس جو بايدن في الولايات المتأرجحة مثل أريزونا وجورجيا وويسكنسن وبنسلفانيا بفارق ثلاث نقاط مئوية، في حين أن بايدن يتفوق على ترمب في هذه الولايات نفسها بالنسبة ذاتها تقريباً، ما يمنحه حجة قوية لتقديم نفسه بأنه فرس الرهان القادر على هزيمة بايدن وليس ترمب الذي خسر المباراة التنافسية الأولى عام 2020.  

لكن مهمة ديسانتيس لن تكون سهلة، إذ لا يمكن التقليل من شأن ترمب، فهو لا يزال الخيار الأول لنصف الناخبين الجمهوريين، ويمكن أن يحشد مزيداً من المؤيدين إذا لعب دور الضحية في الملاحقات القانونية التي تطارده ويصبح هو الفائز الذي يربح كل شيء في عديد من الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري بما يساعده على حشد عدد كاف من المندوبين لمنع أي منافس من اكتساب القوة.

تجنب إحباط الفرص

ولا يتعين على ديسانتيس فقط هزيمة ترمب في الانتخابات التمهيدية، بل عليه أن يفعل ذلك بطريقة لا تستفز الرئيس السابق بشكل يدفعه إلى الترشح على بطاقة حزب ثالث في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر عام 2024، وحتى لو تمكن ديسانتيس من الفوز بترشيح الحزب الجمهوري، فقد يظل ترمب قادراً على إحباط فرصه، إذ تظهر الهوامش الضئيلة في بعض الولايات المتأرجحة بوضوح أن تحول بضعة آلاف من الأصوات في ثلاث أو أربع ولايات، قد يعني رئيساً من الحزب الآخر، والمثال الأبرز في هذا هو المرشح الرئاسي السابق رالف نادر من يسار الوسط الذي ترشح عام 2000 على بطاقة حزب ثالث مدافع عن البيئة وأظهرت الحصيلة الرسمية لولاية فلوريدا التي حسمت الفوز في ذلك العام، أن المرشح الجمهوري جورج دبليو بوش تفوق على المرشح الديمقراطي آل غور بفارق 537 صوتاً من بين ما يقرب من ستة ملايين صوت، بينما حصل رالف نادر على 97488 صوتاً في هذه الولاية.

ولو أن الناخبين الذين صوتوا لنادر كانوا سيصوتون لصالح آل غور، لتغيرت النتيجة لصالح المرشح الديمقراطي، مما يعني أن نادر أهدى الانتخابات إلى جورج دبليو بوش.

استراتيجية ترمب

أما بالنسبة لاستراتيجية ترمب، فقد جادل غالين دروك في بودكاست موقع "فايف ثيرتي إيت" بأن الرئيس السابق يستفيد بجعل الناخبين الأساسيين يعتقدون أنه إذا لم يفز بالترشيح فسوف يدمر احتمالات فوز الجمهوريين بالرئاسة، لأنه سيخلق نوعاً من الاحتشاد حول شعار ترمب، وسيصبح السؤال هو إذا لم يكن الهدف الحقيقي لترمب هو الفوز بالرئاسة، فهل يسعى إلى الانتقام بحرمان أي جمهوري آخر من الفوز؟

ويبدو أن الحزب الجمهوري يدرك هذه المخاطر جيداً، إذ قالت رونا مكدانيل رئيسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، في حديث مع قناة "سي أن أن"، إنه من غير المنطقي أن يطلب الحزب الجمهوري من المرشحين توقيع تعهد بدعم المرشح النهائي كشرط للظهور في مناظرات الحزب، لكن يبدو أن مشكلة مكدانيل هي أنه لا توجد طريقة لفرض مثل هذا التعهد، لأنه إذا شعر ترمب أن الحزب لا يعامله بإنصاف، فسوف ينسحب ويلغي تعهده في أي وقت.

الخاسر المتألم

ولأن دونالد ترمب يكره الخسارة، فقد لمح في وقت سابق لإمكانية إطلاق حملة رئاسية كمرشح حزب ثالث إذا لم يفز بترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة، ومع ذلك قد لا يستطيع الفوز بهذه الطريقة أيضاً بفضل قوانين تدعى "الخاسر المتألم" أي المرشح الرافض للخسارة وهي قوانين أقرتها ست ولايات سيكون ترمب أو أي مرشح آخر يعتزم الترشح خارج الحزبين الرئيسين في حاجة ماسة إليها للوصول إلى المكتب البيضاوي في البيت الأبيض.

توجد هذه القوانين في ولايات ميشيغان وأوهايو وبنسلفانيا وتكساس وأركنساس وألاباما، وهي قوانين تمنع مرشحاً خسر في انتخابات أولية لحزب كبير من الترشح كمستقل أو على بطاقة حزب ثالث في الانتخابات العامة، وهذا من شأنه أن يجعل ترمب يخسر في الانتخابات العامة 91 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي (الهيئة الانتخابية)، التي تحتاج إلى 270 صوتاً للفوز بالانتخابات والوصول إلى البيت الأبيض.

دروس التاريخ

ويشير مراقبون إلى أن وجود مرشح على بطاقة حزب ثالث أو كمستقل في اقتراع رئاسي، يطرح مشكلات للحزبين الجمهوري أو الديمقراطي واللذين يهيمنان على السياسة الأميركية، لأن هذا من شأنه تقسيم أصوات المرشحين ذوي التفكير المماثل ويمنح الفوز لمرشح الحزب المنافس، وهو الأمر الذي حدث مرات عدة منذ بداية القرن الـ20.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى مدى أكثر من 110 أعوام كان هناك ثلاثة مرشحين رئاسيين تقدموا للمنافسة كمستقلين أو على بطاقة حزب ثالث بعد خسارة الانتخابات التمهيدية للحزب الرئيس وهم الرئيس السابق ثيودور روزفلت الذي حاول عام 1912 أيضاً العودة إلى البيت الأبيض بعد أربع سنوات من مغادرته، وعضو مجلس النواب الأميركي جون أندرسون عام 1980، وحاكم ولاية نيو مكسيكو السابق غاري جونسون عام 2012، لكنهم جميعاً خسروا الانتخابات.

تخوف جمهوري

وعلى رغم ذلك، رفض ترمب الالتزام بتوقيع تعهد للحزب الجمهوري بدعم المرشح الرئاسي الذي ينتهي إليه الحزب. وقال للصحافيين خلال مؤتمر العمل السياسي للمحافظين في مارس (آذار) الماضي إنه يتعين عليه التفكير في الأمر لأن هناك أشخاصاً لن يكون سعداء بتأييدهم.

وفي استطلاع حديث أجراه المستطلع الجمهوري وايت أيريس لموقع "بوول وارك"، وهو منفذ إخباري محافظ مناهض لترمب، قال 28 في المئة من الناخبين الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية إنهم سيدعمون ترمب إذا ترشح كمستقل في سباق ثلاثي مع رون ديسانتيس والرئيس جو بايدن، وهذا يعني أن أصوات الجمهوريين ستتوزع بين ديسانتيس وترمب، ولن يفوز أي منهما بالانتخابات التي ستذهب في هذه الحال إلى الرئيس بايدن إذا قرر خوض انتخابات 2024.

عقبة إجرائية

وهناك عقبة إجرائية أخرى تتمثل في أن بعض الولايات تحدد مواعيد نهائية مبكرة للتقديم وذلك بهدف فرض حظر صارم على ظهور أسماء المرشحين في بطاقة الاقتراع لمن يتجاوز موعد التقديم، الأمر الذي يجعل من الصعب على المرشحين إطلاق مثل هذه الحملات إلا بعد خسارة ترشيح الحزب، ومع ذلك فإن القوانين ليست دائماً واضحة حول ما إذا كانت تنطبق على المرشحين للرئاسة.

ويقول باري بوردن، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ويسكونسن ماديسون "لم يتم فحص أو اختبار هذه القوانين حقاً لأنه لم تكن هناك حالة مهمة مثل هذه منذ جون أندرسون في عام 1980، وإذا حاول ترمب هذه الخطوة، فسيكون هناك كثير من الدعاوى القضائية".

ويشير المتخصص في الشأن القانوني مارك براون إلى أنه حتى في الولايات التي لا توجد قوانين تحظر ترشح الخاسرين داخل أحزابهم، فإن الدخول في المنافسة خارج الحزبين الرئيسين سيكون مهمة ضخمة، ولن يميل المسؤولون الجمهوريون مثل السكرتير العام والمدعي العام في كل ولاية إلى منح ترمب ميزة، وحتى من دون التحديات القانونية التي من المؤكد أنه سيصطدم بها، ستستنزف العملية أموال المانحين الذين يدعمون ترمب، ذلك أن التنقل إلى خارج الحزب يكلف كثيراً من المال.

وإذا كان السؤال عام 2016 هو هل يمكن انتخاب دونالد ترمب، فإن سؤال عام 2024 قد يكون: هل سيحاول ترمب ضمان عدم فوز أي جمهوري بالبيت الأبيض إذا لم يرشحه الحزب؟

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل