أرباح الشركات تنقذ "وول ستريت" وترقب لبيانات التكنولوجيا

أنهت مؤشرات "وول ستريت" الرئيسة الأسبوع على خسائر طفيفة، وجاءت أرباح الشركات الكبرى أفضل من التوقعات، في وقت تنتظر الأسواق أسبوعاً مليئاً بنتائج الشركات للربع الأول.

وبينما كانت البيانات الاقتصادية، في الشهر الماضي، تؤشر إلى ضعف الاقتصاد الأميركي، إلا أن مسحاً لمديري المشتريات من شركة "ستاندرد أند بورز غلوبال" أظهر أن النشاط التجاري في الولايات المتحدة تسارع إلى أعلى مستوى في 11 شهراً في أبريل (نيسان)، ما زاد من ضبابية توقعات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.

"وول ستريت" وشركات التكنولوجيا

وفي تفاصيل المؤشرات، انخفض مؤشر "داو جونز" الصناعي بنسبة 0.4 في المئة على مدار الأسبوع إلى 33808 نقاط، بينما تراجع مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" بنسبة 0.01 في المئة إلى 4133 نقطة، في وقت انخفض مؤشر "ناسداك" المجمع بنسبة 0.3 في المئة إلى 12072 نقطة.

وتترقب "وول ستريت" نتائج الشركات التكنولوجية العملاقة للربع الأول، إذ ستظهر الشركات مدى نموها وتجاوزها لتوقعات الركود الاقتصادي، ومن المقرر صدور نتائج "مايكروسوفت" و"ألفابت" المالكة لـ"غوغل" و"أمازون"، وارتفعت أسهم "أمازون" بنسبة ثلاثة في المئة بعد أن توقعت شركة أبحاث أن أرباحها ستتفوق على تقديرات "وول ستريت".

التكنولوجيا التجارة الرابحة

وفي استطلاع لـ"بنك أوف أميركا"، أجمع المستثمرون أن أسهم التكنولوجيا هي التجارة الأكثر ربحاً في البورصات حالياً، وتتوقع الأسواق أن الاحتياطي الفيدرالي سيتوقف عن رفع أسعار الفائدة قريباً، ما يجعل الأسهم التكنولوجية مثل السندات التي ستحقق عائداً مرتفعاً يفوق العوائد المصرفية وعوائد السندات الحكومية، وساعدت ارتفاعات أسهم مثل "أبل" و"مايكروسوفت" بنسبة 27 في المئة و19 في المئة على التوالي منذ بداية العام على تحقيق ارتفاع قوي في مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" الذي ارتفع ثمانية في المئة منذ بداية 2023، وتمكنت الشركات التكنولوجية من تجاوز الأزمة المصرفية التي اندلعت، الشهر الماضي، مع إفلاس بنكي "وادي السيليكون" و"سيغنتشر".

توقعات الأرباح

ويتوقع المحللون انخفاضاً بنسبة تقارب خمسة في المئة على أساس سنوي للأرباح الفصلية لأكبر 500 شركة مدرجة في مؤشر "ستاندرد أند بورز"، وفقاً لبيانات "رفينيتيف"، كما من المتوقع انخفاض أرباح شركات التكنولوجيا بنسبة 14.4 في المئة على رغم كل الزخم عليها الآن. ومن المرجح أن تستخدم الشركات تقارير الأرباح خلال الأسابيع المقبلة للإعلان عن مزيد من الخطط لتسريح العمال، علماً أن شركة "ألفابت" أعلنت في يناير (كانون الثاني) عن تخفيض 12 ألف وظيفة، تليها "أمازون" في مارس (آذار) مع إلغاء تسعة آلاف وظيفة، ما رفع إجمالي عدد المسرحين إلى 27 ألفاً خلال الأشهر الأخيرة.

توقعات الفائدة

وقد تتراجع مكاسب شركات التكنولوجيا أكثر، إذا لم يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة هذا العام، كما كان متوقعاً، ومع أن "الفيدرالي" أكد أن أسعار الفائدة ستبقى قرب المستويات الحالية حتى نهاية العام، إلا أن المستثمرين يتوقعون تخفيضها بعد الصيف، وتوقعت التقارير الاقتصادية تباطؤ الاقتصاد الأميركي على رغم تصريحات مجموعة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي التي أشارت إلى أن البنك المركزي من المرجح أن يرفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه في مايو (أيار)، وتتوقع الأسواق حالياً بنسبة 85.4 في المئة رفع 25 نقطة في مايو، بحسب بيانات "فيد ووتش".

قلق من تعثر أميركا

وبدأ المستثمرون يشعرون بالقلق إزاء القضية الأكثر جدلاً حالياً في الولايات المتحدة، حيث إن هناك خلافاً في الكونغرس بين الديمقراطيين والجمهوريين حول رفع سقف الدين فوق الحد الأقصى الذي بلغه في يناير الماضي، وتمكنت وزارة الخزانة من إجراء تدابير عدة لمنع أي تعثر في أميركا، لكن كلفة التأمين على الديون السيادية للولايات المتحدة ارتفعت إلى أعلى مستوى منذ 2011، وسط مخاوف في السوق من أن الحكومة قد تصل إلى سقف ديونها في وقت أقرب مما كان متوقعاً.

وأظهرت بيانات من شركة "ستاندرد أند بورز غلوبال" أن فروق الأسعار على مقايضات التخلف عن سداد الائتمان لمدة خمس سنوات في الولايات المتحدة اتسعت إلى 51 نقطة أساس، وهو أكثر من ضعف المستوى الذي تم بلوغه في بداية العام، ما يظهر حجم التخوف والتوقعات المتشائمة للديون الأميركية.