ملخص
هبطت أسهم #دومينيك_راب السياسية إلى نقطة الصفر وهو الآن #الوزير_المتنمر صاحب الإنجازات الضعيفة واللامبالية. ومن المرجح جداً أن يخسر مقعده النيابي في #الانتخابات المقبلة.
"قفز قبل أن يتم دفعه"، هذا التعبير يجب أن يكون ردة الفعل الفورية على استقالة دومينيك راب نائب رئيس الوزراء البريطاني.
لا بد من أن التقرير عن سلوك راب الذي وضعه المحامي المرافع آدم توللي (يحمل لقب "كي سي" KC أو مستشار الملك)، كان مدمراً للغاية كما تردد، كما أن أساليب راب غير الاحترافية، وحتى الغريبة، كانت موضع سخط رئيس الوزراء ريشي سوناك المهذب كما يمكن للمرء أن يعتقد.
في أي حال، لا أعتقد أن سوناك كان في الواقع "متردداً" حيال الموضوع، لكن الأمر أخذ وقتاً نتيجة جدوله المزدحم إن لجهة أخذ المشورة وفهم المشكلات، أو للنظر بلا شك في توسلات دومينيك راب للتخفيف من شأن ما قام به، وعندها فقط أقدم على اتخاذ قرار مع بعض التداعيات على نفسه وعلى حكومته، وكذلك بالنسبة إلى راب.
في النهاية، اختار راب طريقة خروج أكثر كرامة بدل طرده علناً، وهو ما وعد بالقيام به سابقاً، لكن هذا كل ما يمكنه قوله عن هذه النهاية البائسة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لقد هبطت "أسهم" راب السياسية إلى نقطة الصفر وهو الآن الوزير المتنمر صاحب الإنجازات الضعيفة واللامبالية (لا سيما في ما يتعلق بالإجلاء الفوضوي للجنود البريطانيين من العاصمة الأفغانية كابول)، إضافة إلى تعرضه للانتقاد لعاداته الغريبة (كتناول السندويتش نفسه على الغداء من محلات Pret a Manger كل يوم)، ومن المرجح جداً أن يخسر مقعده النيابي أمام مرشح حزب "الليبراليين الديمقراطيين" في الانتخابات المقبلة.
فدائرة "إيشر أند والتون" الانتخابية التي يمثلها راب تستحق نائباً أفضل، كما يقول الشعار، وكذلك حزب "المحافظين" والحكومة. ماذا سيفعل دومينيك بعد ذلك؟ لن يتولى بالتأكيد إدارة خط هاتفي لمساعدة حالات التنمر. ومن المستبعد جداً أن يتم الترحيب به في مجلس إدارة أي شركة كبرى أو شراكات مهنية تناهض التنمر علناً في مكان العمل. وسيتم الآن إلغاء الخطة الموضوعة لجولاته لإلقاء محاضرات وطنية استناداً إلى كتاب يحمل عنوان "إبراز أفضل ما في الأشخاص على طريقة راب" Getting the Best out of People the Raab Way، وكذلك أي استشارات يضطلع بدور فيها في مجال الموارد البشرية.
يمكن تخيل راب وهو يتصفح حانقاً تقرير آدم توللي، فيما تبدو عروق جبينه منتفخة، وهو يحاول أن يحافظ على تلك الابتسامة المتوترة، وعلى لسانه الذي يكاد ينزلق بعصبية على شفتيه نتيجة شعوره بالإحباط.
يبدو راب رجلاً عدوانياً وسريع الانفعال، ومفتقراً إلى ذلك النوع من التواضع الذي قد يمكنه من إصلاح نفسه يوماً، بقوله "بينما أقر بالتزامي قبول نتيجة التحقيق، يجب أن أشير إلى أنه تم رفض جميع الادعاءات الموجهة ضدي تقريباً، باستثناء اثنين. وأعتقد أن الاستنتاجين المتناقضين هما معيبان، ويمكن أن يشكلا سابقة خطرة وآثاراً سلبية على السلوك الأخلاقي للمسؤولين الحكوميين أنفسهم".
يبدو أن عتبة التنمر منخفضة للغاية في عالم راب الخاص به، فهو يعتقد أن قرار إجباره على الخروج من منصبه يجب ألا يتم إلا إذا قام بتصرف عنيف كالقفز من فوق مكتبه وركل سكرتير خاص بائس نسي إحضار قلمه. ويبدو أيضاً أنه لا يرى كيف يمكن أن ينطوي التنمر على أمور أكثر خبثاً وضرراً. لا شك في أنه يشعر بأنه ضحية تنمر ويأسف على نفسه الآن، لكن هذا يشير إلى مستوى الوهم الذي يعيشه.
لذلك اتخذ رئيس الوزراء ريشي سوناك بعناية القرار الصحيح. ولو حاول التشبث بنائبه، لكان قد خاطر بالتعرض للتشهير وجلب العار على نفسه وعلى الحكومة. لقد التزم - أقله في هذه الحالة - القيم والمثل العليا التي تعهد بها في الخطاب الذي ألقاه خارج مقر رئاسة الوزراء في "داونينغ ستريت" في اليوم الأول لتوليه السلطة، والتي شدد فيها على أهمية اعتماد النزاهة والاحتراف المهني في جميع جوانب الحكم. قال سوناك آنذاك إنه "يجب استعادة الثقة"، وقد فعل ذلك تماماً من خلال التعامل مع هذا الوضع بالطريقة المناسبة.
كما أن سوناك وجد أن من غير المؤلم نسبياً التخلي عن راب. فعلى رغم كون الأخير مدير حملته التي أسهمت في وصوله إلى القيادة، فإنه لا يبدو أنهما مقربان جداً من الناحية الشخصية. يضاف إلى ذلك أنه على مستوى القيادة، فإن راب لا يتمتع بـ"دعم" كبير داخل حزب "المحافظين".
في الواقع، إن وزيرة الداخلية سويلا برافرمان هي التي تفرض نفسها بقوة في الوقت الراهن، على رأس جناح اليمين في الحزب، ويبدو أن ما من أحد قادر على التفوق عليها في هذا الدور. ولعل هذا هو السبب في بقائها في المنصب، على رغم طردها من قبل رئيسة الوزراء السابقة ليز تراس، وقيام سوناك بإعادتها. أما دومينيك راب فليست لديه قاعدة واضحة تدعمه داخل الحزب، ولا توجد عقيدة تسمى "الرابية" Raabism. ومن غير المحتمل أن يشكل خروجه إزعاجاً كبيراً للرأي العام في أي حال من الأحوال.
© The Independent