هنأ وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، يوم الجمعة الماضي، نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، بمناسبة حلول عيد الفطر، في خطوة تأتي لأول مرة بعد قطيعة استمرت سبعة أعوام. ويأتي الاتصال بعد اتفاق سلام رعته بكين في 10 مارس (آذار) الماضي، وهو الاتفاق الذي ينبئ عن قدر جديد أكثر لطفاً للمنطقة الملتهبة بالنزاعات.
والسعودية وإيران قوتان إقليميتان في المنطقة، ويعول على السلام بينهما أن يكون له انعكاساته في الإقليم، وأن يذيب دخان النيران المتصاعد في شرق الجزيرة العربية وغربها. ففي الوقت الذي وقف فيه بأقصى القارة الآسيوية ممثلا البلدين وهما يتصافحان عقب الاتفاق، بدأت رسائل الترحيب تباعاً من دول الخليج والعراق ومصر وتركيا، وحتى "حزب الله" الذي يوصف بأنه ذراع طهران الأمينة في المنطقة بدا "متفائلاً" لما بعد التقارب بين البلدين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وثمة سؤال يتردد: ما انعكاسات هذا الاتفاق على الحرب التي طالت في اليمن؟ ويجيب الدبلوماسي اليمني مصطفى النعمان الذي عمل وكيلاً لوزارة الخارجية في بلاده بالقول إن "الطرفين يستطيعان التأثير في الأطراف اليمنية ودفعها نحو طاولة الحوار السياسية والحل السياسي للحرب في اليمن".
النعمان الذي عمل سفير اليمن لدى بلدان عدة حول العالم، يرى أن توتر الأوضاع وتأزمها بالمنطقة مرتبط بالعلاقة بين عملاقي المنطقة، كما يرى أن طهران التي تدعم الحوثي قادرة على ممارسة ضغوطها من أجل التوصل إلى حل سياسي وسلام دائم".
وفي مجمل الأمر فإن إيران بالذات تستطيع أن تضع ضغوطاً، وأن تمارس على جماعة الحوثي كثيراً من أجل التوصل إلى حل سياسي سريع لهذه الأزمة التي طالت، كما يعتقد المتخصص في الشأن السياسي اليمني أن "الرياض قادرة على الوصول إلى اتفاق حول كيفية تهدئة الأوضاع في المنطقة التي تأثرت بتأثر العلاقة بينها وبين طهران".
والجمعة الماضي، بدأت عملية تبادل مئات السجناء بين القوات الحكومية المدعومة من السعودية والميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، شملت نحو 880 أسيراً، وتأتي في ظل جهود دبلوماسية رامية إلى إنهاء النزاع المستمر منذ 2014.