ملخص
السردية الروسية لتبرير الحرب على أوكرانيا لم تعد متماسكة.
أفادت وزارة الدفاع البريطانية بأن روسيا تجد صعوبة في الإبقاء على السردية القائلة إن النزاع الذي انخرطت به في أوكرانيا يشبه المعركة التي خاضها الاتحاد السوفياتي السابق ضد النازيين خلال الحرب العالمية الثانية.
ولطالما أكد الرئيس فلاديمير بوتين، في الفترة التي سبقت غزو بلاده في فبراير (شباط) من العام الماضي، أنه يريد "إزالة التأثير النازي" عن أوكرانيا.
وقد استغل الرئيس الروسي بمساعدة وسائل إعلام حكومية في البلاد، ذكرى الحرب العالمية الثانية التي تعد ركيزة أساسية للهوية الوطنية الروسية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إلا أن وزارة الدفاع البريطانية رأت في آخر تحديث استخباراتي لها يوم السبت الماضي أن "الدولة الروسية تجد صعوبات في الحفاظ على تماسك السردية الأساسية التي تم استخدامها لتبرير الحرب على أوكرانيا، ومفادها أن الغزو يشبه التجربة السوفياتية في الحرب العالمية الثانية".
ووصفت كلام وسائل الإعلام الحكومية في البلاد التي عزت إلغاء مسيرات هذه السنة في ذكرى "الفوج الخالد الحرب الوطنية العظمى" Immortal Regiment "Great Patriotic War، إلى أسباب ترتبط "بالسلامة"، بأنه غير صحيح.
وأوضحت وزارة الدفاع البريطانية أن السبب الحقيقي لإلغائها هو قلق السلطات الروسية المتزايد من أن يسلط الحضور الضوء على ارتفاع عدد القتلى في الحرب على أوكرانيا.
وأضاف التحديث الاستخباراتي البريطاني أن رئيس مجموعة "فاغنر" الروسية يفغيني بريغوزين تساءل عما إذا كان هناك فعلاً أي نازي في أوكرانيا، وهو ما يتناقض بشكل مباشر مع التبرير الأساسي الذي يسوقه بوتين عن الصراع الدائر.
وتضم مجموعة "فاغنر" آلاف الجنود المتعاقدين في أوكرانيا، وقد سبق أن اتهموا بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في البلاد، كما في كل من سوريا وليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى والسودان ومالي وموزمبيق.
ويشير التحديث الصادر عن وزارة الدفاع البريطانية إلى أن "السلطات الروسية تواصل بذل جهود حثيثة لتوحيد الرأي العام الروسي حول أساطير وروايات معينة تعود إلى مرحلة أربعينيات القرن الماضي.
وأضافت أن "وكالة الأنباء الحكومية "ريا نوفوستي" كانت قد تحدثت في 12 أبريل (نيسان) 2023، عن وثائق "فريدة" مأخوذة من أرشيف "جهاز الأمن الفيدرالي" الروسي Federal Security Service (FSB)، تشير إلى تورط نازيين في مقتل 22 ألف مواطن بولندي في "مذبحة كاتين" عام 1940".
ويقول التحديث الاستخباري البريطاني "الواقع أن وكالة الأمن الروسية التي سبقت (جهاز الأمن الفيدرالي) الراهن، وهي (المفوضية الشعبية للشؤون الداخلية) NKVD كانت هي المسؤولة عن المذبحة، بدليل أن (مجلس الدوما الروسي)، وجه في عام 2010 إدانة رسمية إلى جوزيف ستالين، على إعطائه أوامر بارتكاب أعمال القتل".
يأتي ذلك في وقت تم فيه إجلاء آلاف الأشخاص يوم السبت من مدينة روسية بالقرب من الحدود الأوكرانية، بعد العثور على عبوة ناسفة في المكان الذي تسببت فيه قنبلة ألقتها من طريق الخطأ طائرة حربية روسية بانفجار قوي هذا الأسبوع، بحسب ما ذكرت السلطات.
وقد هز الانفجار الذي وقع في ساعة متأخرة من مساء الخميس جزءاً من مدينة بيلغورود غرب روسيا، متسبباً بإصابة ثلاثة أشخاص بجروح، ومخلفاً حفرة كبيرة.
وقد سارعت وزارة الدفاع الروسية إلى الإقرار بأن سلاحاً أطلق عن طريق الخطأ من إحدى طائراتها المدمرة من طراز "سوخوي - 34" تسبب في الانفجار.
وأكد حاكم مقاطعة بيلغورود فياتشيسلاف غلادكوف يوم السبت الماضي، أن خبراء متفجرات كانوا يتفحصون موقع انفجار يوم الخميس، قرروا تفجير ما سماه "جسماً متفجراً" كان "في المنطقة المجاورة مباشرة لمبانٍ سكنية".
ساهمت وكالات أنباء في إعداد محتوى هذا التقرير
© The Independent