أعمال الرسام عبد العال حسن تحتفي بالبيئة الشعبية

من بين فناني البورتريه، هناك من لديهم القدرة على إبراز الملامح وإظهار السمات الواقعية للشخصية التي يرسمونها بحرفية ومهارة. غير أن فن البورتريه لا يقتصر على إظهار الملامح الشخصية فقط، فرسام البورتريه المتمكن هو من يمتلك القدرة على إظهار السمات الداخلية للوجوه التي يرسمها. من بين أبرز فناني البورتريه المصريين يأتي الفنان الراحل عبد العال حسن، الذي تحمل أعماله قدراً كبيراً من المهارة من دون إغفال لطبيعة الشخصيات التي يرسمها وقدرته على التعبير عنها. يمكن التعرف على بعض جوانب تجربة الفنان الراحل عبر زيارة معرضه الحالي الذي يستضيفه غاليري مصر في القاهرة تحت عنوان "عالم عبد العال". يقام المعرض في ذكرى رحيل الفنان التي تحل هذه الأيام. يضم المعرض مجموعة كبيرة من أعمال الفنان الراحل، بينها أعمال تعرض لأول مرة على الجمهور. يقدم المعرض كذلك لمحة عن حياة الفنان الراحل بعرض جانب من مقتنياته ومتعلقاته الشخصية، كأدوات الرسم التي كان يستخدمها وكاميرته الخاصة وصوره الفوتوغرافية ومكتبته.

زاوية في معرض الرسام المصري الراحل (خدمة المعرض)

لم تقتصر أعمال الفنان الراحل على رسم البورتريه فقط، فقد كان أحد المتميزين في رسم المشاهد الطبيعية كذلك. كثير من الوجوه التي يضمها المعرض هي وجوه من البيئة المصرية، وخاصة البدوية والريفية. غير أن البورتريه عند عبد العال حسن لم يكن مجرد وجه مرسوم وتفاصيل معبرة وملامح جميلة، بل تجاوز كل ذلك إلى التعبير عن المشاعر والخلجات التي أضفت بعداً جديداً على اللوحة أو الوجه المرسوم نأى به عن إطار الحرفة أو الصنعة إلى رحاب الفن والإبداع الحقيقي.

وجه امرأة مصرية (خدمة المعرض)

يقول الفنان محمد طلعت مدير غاليري مصر أن الفنان الكبير عبدالعال حسن مُعلم وملهم وتتلمذ على يديه فنانون كثر، فهو صاحب بصمة تذكرك بجيل الرواد. تفرد الفنان الراحل بشغفه الشديد برسم المرأة، التي كانت عاملاً مشتركاً لأغلب أعماله. تميز الراحل بألوانه النابضة بالحياة وإمعانه في إبراز التفاصيل وطريقته في التعبير عن الملامح الشرقية.

وجه آخر (خدمة المعرض)

أما رفيقة دربه الكاتبة والإعلامية دينا توفيق فترى أن عبد العال حسن كان لديه شغف حقيقي ورغبة في التعبير عن المرأة المصرية في أعماله. خلال مسيرته الفنية استطاع عبد العال حسن أن يصنع سجلاً حافلاً للوجوه المصرية على اختلافها وتنوعها. جاب الفنان معظم أقاليم مصر المختلفة من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، متجولاً في الأسواق والحقول والأحياء الشعبية والشواطىء، باحثاً عن هذه الملامح المميزة للمرأة المصرية الكادحة.

خلال بحثه هذا حرص عبد العال حسن على إظهار هذا الجانب الجميل والفاتن في شخصياته، عبر اهتمامه بالتفاصيل التي تميز كل شخصية من شخصياته الأنثوية المرسومة، من ملابس وحلي، إلى جانب أسلوب كل شخصية في التعامل مع أدوات التزين التي تخصها والمرتبطة في الغالب بالبيئة المحيطة.    

ولد عبد العال حسن عام 1944 في محافظة بورسعيد، وحصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة، قسم التصوير، جامعة القاهرة 1966. عمل الفنان الراحل رساماً في عدد من الصحف والمجلات المصرية، وأقام مجموعة كبيرة من المعارض، ورسم العديد من الكتب ومجلات الأطفال في مصر والعالم العربي.